ﻣﺄﺳﺎﺓ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺪﺭﺱ ..
ﺗﺮﺩﺩﺕ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺗﺮﺩﺩﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻨﺬ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻲ ﻋﺰﻣﺖ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺳﻮﻗﻪ هنا لأﻧﺼﺢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ..
ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﻤﻞ ﺧﻄﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎﺷﺪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺒﺤﺜﻮﺍ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻱ ﻟﻌﻠﻞ ﻣﻨﻬﺎ : ﺃﻧﻨﻲ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ، ﺛﻢ ﺇﻧﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺄﻫﻞ ..
ﻓﻠﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮﺍ ﻟﻄﻠﺒﻲ ﺃﺧﻄﺮﺗﻬﻢ ﺑﺄﻥ
ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻫﻲ ﺁﺧﺮ ﺧﻄﺒﺔ ﻟﻲ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺁﺧﺮ ﺟﻤﻌﺔ ﻣﻦ
ﺭﻣﻀﺎﻥ .. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ..
ﻭﺭﻏﻢ ﺇﻟﺤﺎﺣﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﺑﻘﻰ ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻲ
ﺭﻓﻀﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﻓﺾ ..
ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﻠﻂ ﺻﻮﻓﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺲ ﻭﺻﻌﺪ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺑﺮﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ ..
ﺻﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻴﻨﻲ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻳﻈﻨﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻴﻦ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﻗﺎﻡ ﻳﺘﻜﻠﻢ
علموا ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﻛﻼﻣﻪ ﺳﻴﻤﺎ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﻣﺎﺀ ﺯﻣﺰﻡ ﻫﻲ
ﻣﻦ ﻋﺮﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ وبصاقه !..
ﻭﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻭﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ إنكارا عظيما ، ﻭﻭﻗﻌﺖ ﻓﺘﻨﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﻛﻴﻨﻲ ﻭﺭﻓﻌﺖ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﻭﻗﻊ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ﻣﺎﺀ ﺯﻣﺰﻡ ﻣﻦ ﻋﺮﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﻭﻫﺪﺃﺕ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﺟﻠﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ ﺳﻜﺮﺍﻧﺎ ﻻ ﻳﻌﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ..
أنا لما ﺃﺧﺒﺮوني بهذه المأساة – ﺇﺫ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ – ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻨﻲ ﻣﺨﻄﻲﺀ ، وأدركت أنه ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ مهما كانت التباطؤ من قبلهم .. وعلمت أيضا خطأ القائمين على أمر المساجد وقلة اهتمامهم بها وتهميشهم لها ..
في حين أننا نجد الاهتمام بالأندية والملاعب والمسارح أشد من الاهتمام بالمساجد من قبل الكثيرين وإن شئت فقل الأكثرين ..
ﺇﻧﻨﻲ ﺇﺫ ﺃﺳﻮﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﺓ ﻻ ﺃﺳﻮﻗﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﺣﺪﺙ ﻫﻜﺬﺍ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﺼﺢ بمناسبته ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻧﻬﺒﺎ ﻟﻠﻤﺘﺼﻮﻓﺔ وغيرهم ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﻭﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺍﺕ .. ﻭﻟﻴﺤﺘﺴﺐ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﻴﺼﺒﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﻕ .. وليفرحوا بغربتهم رغم بكائهم .. وليبتسموا رغم الدموع ..
ﻭﺇﻥ ﻫﻢ ﺧﻄﻴﺐ ﻣﺎ ﺑﺘﺮﻙ ﻣﻨﺒﺮ ﻣﺎ ﻟﻌﻠﺔ ﺃﻭ
ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺠﺪ ﺑﺪﻳﻼ
ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ، ﻭﻟﻴﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ
ﻟﺌﻼ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻤﺘﺼﻮﻓﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺿﻴﻦ ﺛﻐﺮﺓ ..
ﻫﺬﺍ ، ﻭﺇﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ
ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻭﻗﻔﺔ ﺃﺷﻴﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻟﺰﺍﻣﺎ ..
ﺇﻥ ﻣﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﻣﺴﺠﺪﺍ ﻟﻘﻠﺔ ﺭﺍﺗﺐ ﺃﻭ ﻋﺪﻣﻪ
ﻟﻴﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻪ : هذا يزهد فيك العقلاء ويجريء عليك الأغبياء ، فما ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺍﺳﻤﺢ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﻆ ﻣﻌﻚ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﺄﻗﻮﻝ : ﺃﻧﺖ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻤﺮﺏ ﻳﺮﺑﻴﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻻﺣﺘﺴﺎﺏ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺮﺑﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ ..
ﻟﻢ ﻟﻢ ﺗﺼﺒﺮ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺄﻣﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ؟!
ﻟﻢ ﻟﻢ ﺗﻌﻤﻞ ﺃﻧﺖ ﺗﺄﻣﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ !؟
ﻫﻼ ﻛﺎﻥ ﻟﻚ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﺃﻭ ﻋﻤﻼ ﺗﺴﺘﻐﻨﻲ ﺑﻪ
ﻋﻦ ﺗﻌﻠﻘﻚ ﺑﺎﻟﻤﺮﺗﺐ !؟
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ : ﺍﺻﺒﺮ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺳﺎﻋﺎﺕ
ﻭﻋﻤﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﺳﻨﺮﺣﻞ .. ﻭﺇﻥ ﻋﻤﻠﺖ ﺑﻌﻤﻞ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﺩﺧﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻤﺎ ﻳﻀﺮﻙ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؟
الخرطوم: مسعود عبدالله