ذكرى 11 سبتمبر

مرت ذكرى 11 سبتمبر هذا العام دون ضجيج كبير مثلما كان يحدث خلال السنوات الماضية، ودون أي تهديدات جديدة من القاعدة أو غيرها من الجماعات الإرهابية بمواصلة ما يسمونه جهادا ضد الكفار والطاغوت وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية. أما في إطار نظريات المؤامرة واختلاق السيناريوهات شبه السينمائية لأحداث جريمة 11 سبتمبر فما زالت التصريحات مستمرة من قبل الإعلاميين والمسؤولين، سواء من الشرق أو الغرب، كما زالت الأخيلة تنتج المزيد من النظريات حول الأحداث مبتعدة بها عن الإطار التاريخي الذي بات معروفا بنسبتها إلى القاعدة، وبإرجاع ما حدث من حروب في الشرق الأوسط إلى شرارة أولى أقدحتها هذه الحادثة.
آخر التصريحات شبه الرسمية حول الحادثة المأساوية أطلقها ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وأشار فيها إلى تورط إيران في ضربة 11 سبتمبر، “مؤكداً أن الولايات المتحدة تملك الأدلة على ذلك”. وأعلن “أن الولايات المتحدة تمتلك الأدلة والوثائق على الوشائج التي تربط زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والقادة في إيران”، والرجل بهذه التصريحات لا ينفي عن القاعدة ارتكاب الجريمة ولكنه يشرك معها إيران، الدولة، في توقيت تبدو فيه العلاقات الأمريكية الإيرانية في حالة تقارب وشبه اتفاق حول كثير من القضايا، لاسيما تلك المتعلقة بالملف الإيراني النووي، وهو ملف شائك استنزف من الطرفين الكثير من الوقت والجهد إلى أن رأت إدارة أوباما أن التفاوض هو الحل الأمثل.
في الجانب العربي – الإسلامي يعلو صوت أحد الباحثين في الشأن الإسلامي وارتباطه بالتحولات العالمية، لاسيما بعد 11 سبتمبر وما تلاها من حروب وحتى ظهور داعش وما يجري في المنطقة من حروب محلية طائفية وإقليمية تكاد تقضي على شعوب هذا الجزء من العالم، الباحث هذا اسمه عصام مدير ويرى باختصار شديد أن أحداث 11 سبتمبر لا تعدو كونها مؤامرة أمريكية أعد لها من وقت طويل جدا، والهدف النهائي منها هو فتح مسارات حروب لا تنتهي في المنطقة تقود في النهاية إلى السيطرة الكاملة على المسلمين وإضعافهم في مقابل تقوية الدين الآخر – المسيحية!؟ ومتابعة هذا الباحث أمر شائق جدا فهو يربط بين هوليود و11 سبتمبر بشكل لا يخلو من خيال سينمائي في حد ذاته، كما يجد في نفسه ومعلوماته ثقة كبيرة دفعته لتحدى الخارجية الأمريكية التي قال إنها هربت من الرد عن سؤال وجهه لها بخصوص الأدلة حول تورط القاعدة في هذه الأحداث!!
مرت ذكرى 11 سبتمبر، والعالم يزداد حروبا واحتراقا.

Exit mobile version