* من يطالع التصريحات التي أدلى بها الأستاذ كمال عمر، الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي، سيظن قطعاً أنها صادرة من أحد غلاة صقور المؤتمر الوطني.
* اتهم عمر بعض القوى السياسية المعارضة بالسعي لتدويل الحوار لإدارته تحت (البند السابع) من ميثاق الأمم المتحدة، داعياً إلى حوار سوداني يتم بإرادة وطنية خالصة، ويتصدى لتدخلات المجتمع الدولي.
* كذلك حظي القرار الذي اتخذه مجلس السلم والأمن الأفريقي مؤخراً بنقدٍ عنيف من كمال عمر، الذي عدَّه تحريضاً للحركات المسلحة كي تبتعد عن المشاركة في حوار (الوثبة).
* الثابت الذي يعلمه عمر قبل غيره، أن حوار الحكومة مع المتمردين نادراً ما يتم داخل السودان، كما أنه لم يخل من تدخل الوسطاء منذ عهود ما قبل نيفاشا.
* تابعنا العديد من الجولات التفاوضية بين الحكومة والحركة الشعبية (قطاع الشمال) في العاصمة الإثيوبية أديس، ولم نسمع خلالها برفض الحكومة لتدخل وسطاء الاتحاد الأفريقي في الشأن السوداني، ولم تعلن الحكومة يوماً أن مساعي أمبيكي مردودة عندها.
* كل الاتفاقيات الموقعة مع الحركات المسلحة والمنسلخين عنها تمت بدعم ومساعدة وسطاء أجانب، وجرت مفاوضاتها خارج السودان، ولم يمثل ذلك منقصةً في حق الحكومة أبداً، ولم يقدح أحد في وطنيتها لأنها استعانت بأجانب لتسهيل الوصول إلى حل سلمي.
* مشاركة سفراء الاتحاد الأوروبي والسفير الأمريكي وسفير الترويكا في اجتماعات باريس يجب أن تدفع الحكومة إلى حساب خطواتها المقبلة بدقة، كي لا توسع مساحة المناورة أمام الحركات، وتظهر بمظهر المتعنت والرافض للحل السلمي.
* من الأهمية بمكان أن تتحرك بسرعة لتفسر وتبرر مسببات إصرارها على التمسك بحوار الداخل، علَّها تفلح في إقناع مجلس السلم والأمن الأفريقي بمنطقها، وتحافظ على شعرة معاوية، قبل أن تنتهي مهلة التسعين يوماً التي أعلنها المجلس قبل أسابيع من الآن.
* شخصياً أرى أن (حوار الخارج) أجدى للحكومة، وأقل كلفة حتى من الناحية الأمنية.
* لو قبل قادة الحركات المسلحة المشاركة في حوار الداخل كما يريد المؤتمر الوطني (والشعبي) فسيطلبون ضمانات للحركة الداخلية، وتسهيلات لمخاطبة قواعدهم ومناصريهم في لقاءات جماهيرية، وسيصرون على منحهم مساحة حرية تمكنهم من الحديث إلى الإعلام المحلي، فهل ستطيق الحكومة ذلك؟
* هل ستوفره لهم؟
* نعود لكمال عمر الذي أعلن (حرصهم) على العلاقة بالاتحادين الأفريقي والأوروبي، وتحدث بنبرة تمنح من يستمع لها إحساساً قوياً بأن صاحبها يتحدث بلسان الحكومة والحزب الحاكم، بدليل أنه شدد على (عدم سماحهم للمجتمع الدولي والأفريقي بالتحكم في القرار السوداني).
* إن كان الأخ كمال لا يدري فإن حزبه مصنف حتى اللحظة في خانة (المعارضة)، مع أن نبرة أمينه السياسي تجعله يبدو ملكياً أكثر من الملك.. و(مؤتمر وطني) أكثر من إبراهيم محمود وغندور ومصطفى عثمان!