قصص الموت عبر رحلات المتوسط أضحت حدثاً يومياً ضمن “مآسي” اللاجئ السوري، فمن السواحل التركية تنطلق “المخاطرة” التي قد تنتهي بالوصول إلى بر الأمان أو بالموت غرقاً في زوارق لا تراعي أبسط معايير السلامة.
وفي حين لم تغب عن وجدان العالم صورة الطفل السوري الغريق آلان، الذي قضى قبالة شواطئ بودروم التركية، لم يتوان العديد من أصحاب المحال التي تبيع زوارق الموت هذه على السواحل التركية عن متابعة مهامهم.
لكن الخبر يصبح مدويل وفاضحا حين يكون أحد هؤلاء قنصلاً.
وفي تفاصيل الحكاية التي ضجت بها فرنسا، الجمعة، أن القنصل الفخري في مدينة بودروم التركية تملك متجراً لبيع الزوارق والمعدات البحرية، حيث يرتفع قبالته العلم الفرنسي. إلى الآن لا شيء مستهجنا في الرواية.
لكن المفاجأة أتت حين سجل مراسل تلفزيون “France2″، مقابلة مع القنصل دون أن تعي أنها مسجلة، تقر فيها أنها تبيع زوارق للاجئين، وهي نفس الزوارق التي قضى نتيجتها المئات من المدنيين، بينهم العديد من الأطفال.
فقد ظهرت القنصل في برنامج تلفزيوني لقناة “فرنسا 2″، بث مساء الجمعة، وهي تقول من داخل متجرها، في مقابلة سُجّلت عبر كاميرا خفية، “إن لم أبع للاجئين هذه القوارب فإن المتاجر الأخرى بالقرب منا ستبيعها لهم”.
وعندما استوقفها المراسل قائلاً ولكنك تمثلين القنصلية الفرنسية، سائلاً “أتعين أنك بذلك تغذين عملية تهريب اللاجئين بطرق غير شرعية؟”، أجابت بنعم، مضيفة “أن العمدة والبلدية ومسؤول الميناء يفعلون الشيء عينه”.
لا شك أن مأساة اللاجئين تطال شبكة كبيرة من المهربين المسؤولين مباشرة عن أقدار هؤلاء الأبرياء، إلا أنها على ما يبدو أوسع من ذلك بكثير.
يذكر أنه إثر بث هذا التقرير قامت السلطات الفرنسية، الجمعة، بتعليق مهام القنصل.
وأفاد بيان صادر عن الخارجية الفرنسية، أنها علقت مهام القنصل الفخري لها في مدينة بودروم بولاية موغلا شمال غربي تركيا، بعد أن اتضح أنها تبيع القوارب للاجئين المتوجهين إلى الجزر اليونانية تمهيداً للتوجه إلى أوروبا.
العربية