نتطلع إلى دور روسي كبير في جعل علاقات الخرطوم وجوبا أفضل
حرصنا على علاقة طيبة مع دولة الجنوب، يجعلنا نقبل أي محاولات لوضعها في إطارها الصحيح
قضية “داعش” ليست أزمة، ووضعنا من التدابير ما يحول دون انضمام شبابنا إلى التنظيم
السودان اتجه شرقاً بسبب الحصار الجائر ووجد كل السند والدعم والمؤازرة، وسيمضي بصورة أقوى
أبوابنا مفتوحة للتعاون مع الغرب دون إملاءات.. نريد صداقة من أجل فوز مشترك وليس هيمنة أو إعادة استعمار
سنستمر في الحوار مع واشنطن ولن نقبل إلا بعلاقات طبيعية دون تدخل في شؤوننا الداخلية
معالجة التطرف لن تكون إلا بالعدل، ومعايير العدل لن تكون إلى باستقامة النظام الدولي
علاقتنا مع الصين متينة، لأننا وجدنا فيه شريكاً صادقاً، ومع روسيا أيضاً، لأننا نتطلع إلى علاقات قوية مع شريك نحسبه صادق
أجرت صحيفة “سبوتنيك” الروسية حوراً خاصاً مع وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور، أكد فيه على وجود تنسيق بين بلاده وروسيا في المواضيع السياسية بخصوص القضايا الدولية والإقليمية، وفي مواضيع أخرى، أهمها الاقتصاد، مشدداً على امكانيات السودان الاستثمارية الكبيرة. الصحة تعيد نشر الحوار.
سعادة الوزير، لنتكلم عن زيارتكم إلى روسيا، ما الهدف منها في هذا التوقيت، وما هي أجندة اللقاءات؟
الزيارة بدعوة من معالي وزير الخارجية الروسي السيد سيرغي لافروف، كما ورد في خطاب الدعوة، لمناقشة العلاقات الثنائية ومناقشة العلاقات بين السودان وجنوب السودان.
بالتالي، فهذه الزيارة تكتسب أهميتها من أنها زيارة لدولة مهمة جداً في الأجندة الخارجية السودانية.. روسيا واحدة من أهم دول العالم الآن، تأثيرها السياسي والاقتصادي العالمي معروف وكبير، وتوجد بينها وبين السودان تنسيق في المواضيع السياسية، في قضايا مختلفة وتوافق في رؤى حول مجريات السياسة الدولية والإقليمية، وكذلك بدأت بيننا علاقات اقتصادية قوية.
هذه الزيارة تكتسب أهميتها من أنها تؤدي إلى مزيد من التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية، وكذلك تمتين العلاقات الاقتصادية بين السودان وروسيا، والاستفادة من إمكانيات روسيا في مجالات كثيرة، وأيضاً تبادل المنافع من خلال إمكانيات السودان الاستثمارية الكبيرة.
تتزامن الزيارة مع زيارة ويزر جنوب السودان برنابا بنجامين لروسيا، بدعوة من الخارجية الروسية، التي قالت إن هناك مبادرة خاصة لتطبيع العلاقات بين السودان وجنوب السودان، ما هي آمالكم في المبادرة الروسية لحل المسائل العالقة بين الخرطوم وجوبا؟
بين السودان وجنوب السودان مشتركات، كان من المفترض أن تجعل علاقات البلدين من أفضل العلاقات في العالم، ولكن لأسباب لا أريد أن أدخل في تفاصيلها، هذا لم يحدث.
حرصنا في الحكومة السودانية على هذه العلاقات، يجعلنا نقبل أي محاولات لوضعها في إطارها الصحيح، فإذا كانت المحاولات من دولة مثل روسيا، بحجمها، ومن الوزير سيرغي لافروف، بما يمثل من خبرة دبلوماسية متراكمة، وقدرات كبيرة، فإن ذلك يجعلنا نتطلع إلى دور روسي كبير فيها.. نحن نتطلع روسي إلى دور أكبر في القضايا الأفريقية عموماً، وبالتالي قبلنا هذه الدعوة.
التقيت بالأخ الوزير برنابا، ووجدت لديه نفس القبول، ونتمنى أن يكون هذا التوافق مدعاه لأن نصل إلى توافقات ثلاثية، أو بشهادة من دولة معتبرة ووزير معتبر هو الوزير لافروف، لكي نمضي بدولتينا إلى آفاق أرحب في العلاقات.
في آخر زيارة للمبعوث الروسي إلى أفريقيا والشرق الأوسط، قال إن هناك تنسيق مشترك بين السودان وروسيا لمكافحة الإرهاب. هل قمتم بخطوات فعلية في هذه الاتجاه، خاصة وأن السودان أصبح جزءاً من الأزمة؟
هناك تنسيق بين الجهات المعنية في البلدين حول هذا الملف وملفات أخرى، والسيد (نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل) بوغدانوف ناقش الأمر مع المعنيين في البلدين، ونحن نتطلع إلى تنسيق أكبر في مجمل هذه القضايا.
قضية “داعش” ليست كما يشار إليها بأنها أزمة، وهي مسالة نحن نعتقد أنها طارئة تجري معالجتها الآن، رغم أنها غريبة على المجتمع السوداني الذي عُرف بالتسامح والوسطية في كل شيء ولم يجنح السودانيون إلى التطرف في غالب حياتهم، وبالتالي نحن لا ننسق في هذا الأمر فقط، ولكن الإرهاب يشمل معاني وآفاق أكبر من أن ينضم شخص إلى تنظيم إرهابي، هو يتعلق بمجمل المنظومة الدولية الحاكمة، والتي تبدأ من التمرد على الدولة، وصولاً إلى تهريب المخدرات واختراق المجتمعات بالأفكار الهدامة، وبالتالي التنسيق يتم في كل شيء، ونحن نتطلع إلى تنسيق سوداني- روسي أكبر في هذه الملفات.
هل توصلتم إلى أي معلومات تدل على من يجند الشباب وتحفزيهم للانضمام إلى داعش؟
الأجهزة المعنية بحثت وتوصلت إلى معلومات، والأجهزة المعنية بمختلف واجهاتها وضعت من التدابير ما يجعل هذا الأمر يقف عند هذا الحد، ولعلك تابعت كل وسائل الرقابة التي تم تفعيلها الآن أمام أي محاولات لتجنيد الشباب السوداني في ظل أجواء مفتوحة ووسائل تجنيد مختلفة يصعب على الدولة الإحاطة بها جميعا،ً ولكننا نعتقد أن الأجهزة المعنية قد نجحت.
الرئيس عبد ربه منصور هادي زار السودان والتقى البشير، ويجري الحديث في اليمن عن تدخل بري لتحرير صنعاء من الحوثيين، هل بحثت هذه المسألة بين الرئيسين، خاصة وأن الخرطوم عرضت المساعدة في عمليات برية، وما هي المساعدات التي تقدمها السودان لليمن؟
السودان، ومنذ بداية التنسيق بين السيد الرئيس وجلالة الملك سلمان، وقيادة الإمارات العربية وقطر وغيرها، أكد التزام السودان التام والكامل بإعادة الشرعية لليمن، ووقف أي محاولات لإدخال اليمن في فوضى سياسية وأمنية وعسكرية.
وفي هذا، فإن السودان يشارك بما يتفق عليه بين الأشقاء، خاصة وأن الأمر أصبح قراراً للجامعة العربية، والتزاماً سياسياً للقيادة يقوده الأخ الرئيس بنفسه.
زيارة الرئيس عبد ربه منصور هادي للسودان، كما ذكر، كانت لتقديم الشكر ووضع الأخ الرئيس في آخر مجريات الأحداث في اليمن، وفي المقابل أكد الأخ الرئيس عمر البشير للرئيس اليمني استعداد السودان لمواصلة جهوده مع أشقائه لاستعادة كامل الشرعية في اليمن.
السودان يقدم الآن العلاج لجرحى العمليات العسكرية في اليمن في المستشفيات المختلفة، وخصص لهذا لجنة عليا برئاسة الوزير برئاسة الجمهورية، صلاح ونسي، وكذلك يتابع إرسال معونات عاجلة للأشقاء في اليمن، حسب استطاعتنا، وقد أُرسلت الطائرة الثانية من المساعدات، والسودان أيضاً أكد جاهزيته للتنسيق مع الأشقاء العرب للقيام بما يُطلب منه.
هل الوضع في اليمن يستلزم أن يكون هناك تدخلاً عسكرياً برياً؟
المعركة البرية في اليمن يقودها اليمنيون، وحتى الأشقاء في اليمن لم يطلبوا دعماً برياً مباشراً، لا من السودان ولا أعتقد من غيره، وبالتالي هم قادرون على إكمال معركتهم إلى غايتها، وما يقدمه السودان وغيره من الأشقاء، هو دعم هذا الجهد بوسائل مختلفة.
كيف تنظر للوضع الراهن في الوطن العربي؟ في سوريا، في ليبيا، في اليمن، وداعش هذا البعبع الذي بدأ يخوف العرب. هل تعتقد أن “داعش” صناعة دول كبرى لتدمير الهوية العربية أو الإسلام؟
أولاً الوضع في الوطن العربي وضع محزن جداً، بل إنه مأساوي، والآن أكثر من ربع البلدان العربية تشهد حالة شبه فوضى أو فوضى كاملة.. نحن لا نقول إن كل شيء من التدبير الخارجي، ولكن إخفاقاتنا وكذلك التدابير الخارجية تقود إلى مثل هذه الأمور.
أعتقد بأن على العرب أن يجلسوا، وبقرارات موحدة أن يعملوا على إعادة الأمن والنظام في هذه البلدان التي انفلتت، وأن يعملوا على المحافظة على الأخرى التي تجري محاولات لإدخالها في الفوضى.
الأمر يحتاج إلى أكثر من القول، يحتاج إلى فعل مباشر، للأسف لا نراه حتى الآن، وربما يكون ما يجري في اليمن هو بداية لهذا العمل الجماعي الذي يسري على بلدان مثل ليبيا وتوحيدها من خلال الحوار العراق ودعمه سوريا وغيرها.
وزير المالية السوداني قال، إن الخرطوم تنوي الانضمام إلى مجموعة البريكس. هل يمكن التعليق على هذه الخطوة، ومتى يمكن أن ينضم السودان للمجموعة؟
أولاً: من الواضح بأن هذا التدخل الاقتصادي دعت إليه ضرورة الهيمنة الغربية على المؤسسات المالية الدولية، وبالتالي فإن السودان يدعم أي اتجاه يمكن أن يؤدي إلى تفكيك أي هيمنة أحادية أو جماعية على المؤسسات الدولية.
ثانياً: السودان طلب أن يكون عضواً مراقباً في البريكس، لأن العضوية حتى الآن محدودة ومتفق عليها، وبالتالي طلب أن يكون مراقبا،ً وطلب أيضاً أن يكون مساهماً ومشاركاً في البنك الذي سينشأ، وقد جرى هذا الحديث أثناء لقاء الرئيس البشير مع الرئيس الصيني وكذلك مع الرئيس جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا، وسنتطرق إليه مع القيادة الروسية، وسيتم التطرق مع القيادات الأخرى في تكتل البريكس، ونعتقد بأن هذا التكتل- نرجو أن يكون مفتوحاً- سيكون تجمعاً اقتصادياً عالمياً كبيراً.