(مدخل)
الخرطوم احتفت بعبد الناصر مثلما احتفت بقتيله سيد قطب.. واحتفت بالعقاد ومن قبله بأعدائه من الساسة أهل المعسكر الحر المستعبد. الخرطوم احتفت بنيكسون والمعونة الأمريكية مثلما احتفت بمالكلوم اكس، الداعية، وكل ضحايا المكارثية من اليسار الأمريكي، الخرطوم احتفت بجميلة واخوات جميلة وابن بيلا وعباس مدني وكل شيوخ الجهاد الجزائري وكل الانقاض والاضداد والنقائض مثلما احتفت الخرطوم بفرنسا ديجول.. والديمقراطية الاوربية والوجوديين القدامى والجدد. الخرطوم احتفت بزكي الارسوزي وميشيل عفلق ناقدة مثلما احتفت بصدام محبة وناقدة ومتوجعة وكسيرة وغاضبة.
الخرطوم التي يرقد في قلبها باطمئنان علي بن أبي طالب بجوار معاوية بن أبي سفيان بلا أي اضطرابات أو اضرابات أو حتى فتنة كبرى أو صغرى. لا تقبل أبداً تبديلاً للأثر، قوي أو ضعيف, ان (اصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم).