كنت مساء اليوم عند صالة الوصول بالمطار ؛ التزمت سطح هاتفي اقص فراغات الوقت بثرثرات الواتس حتي إنتبهت مع حضور أحدهم قادماً للبلاد فيما يبدو علي جناح مصاب لفقد عزيز ؛
شاب يشي سمته بغربة محسنة ! وحينما ضرب هواء الفناء الخارجي وجهه إنفجر باكياً بين يدي أخواته اللائي مزقن جلد الحاضرين بالنشيج ؛ لحظات وتجمع الحضور كلهم جميعاً حتي عمال الصالات يرفعون أكفهم بالفاتحة ؛ بعض النساء الحاضرات من غير معارفهن نحن فارتمي عليهن العائد عساه يجد في فيوض دموعهن سلوي ؛
مسحت دمعة تسللت من عيني وأنا أردها باصبعي مرة وبكفي كاملة مرات وأنا أربت علي كتفه وقد وصلت إليه بنضح الناس عنوة رغم أني كحالهم لا أعرفه ؛ قلت له ( شد حيلك) فانبثق منه الدمع فأرحت رأسه علي كتفي ؛ إنصرف الرجل بعدها وظلال من السكون تزاحم أضواء المكان وخيالات الواقفين ، إنصرفت أتفقد من إنتظر ورجل برداء خليجي يقول لي .. والله يا سودانية الينتمي اليكم حاز الدنيا والزمان ..وتنهد حتي أحسست به يضع أحمالاً من الأسي علي الارض.
بقلم الصحفي
محمد حامد جمعه
مطار الخرطوم .. مساء الثلاثاء 8 سبتمبر 2015