أحمد يوسف التاي : سنار … يا للعار

قبل أسبوع سلطت ” الصيحة” عبر مراسلها النشط بولاية سنار الزميل مصطفى أحمد عبد الله ، الضوء على قضية إنسانية ، وفاجعة مؤثرة للغاية، كل فصولها تُعتبر “فضيحة” يندى لها الجبين… انتظرتُ أسبوعاً كاملاً لأقرأ رداً من الجهات المسؤولة على ما نُشر من مأساة حقيقية تعكس واقعاً مخجلاً ومخيفاً ، لكن كالعادة كان “الطناش”، فهل أصبح المجتمع السناري مجتمعاً مادياً وحسب ولا قيمة فيه ولا كرامة للإنسان … حسناً فلنُنشط ذاكرتكم بإعادة نشر الذي حدث على لسان مديرة دار “أم أحمد” لرعاية المسنين بولاية سنار مروة يعقوب كبر، التي قالت : (بعد تصاعد الإهمال بمن في الدار اتصلتُ بالمعتمد السابق وأفادني بأنه غير مسؤول عنهم، وبعدها أستأجرتُ منزلاً لإيوائهم، ومن بين المسنين ، رجل ابنه مسؤول وآخر ابنه مدير مدرسة وثالث ابنه طبيب، وقد سبق أن أودعتُ إحدى النساء وهي والدة لوزير سابق بسنار فى دار العجزة بالخرطوم، وبعد حديثي مع المعتمد تفاجأت بقوة تحاصر المشردين في الخيم التي كانت تأويهم وطلبوا منهم إخلاءها، وحينها تشاجرت مع تلك القوة فاقتادوني للقسم وفتحوا في مواجهتي بلاغ اعتراض..).. مهلاً إخوتي القراء حديث مديرة الدار لم ينتهِ بعد، فقط قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل، قبل أن تقرأوا معي هذه الفقرة… قالت مروة: (وذات يوم ذهبتُ باثنين من العجزة إلى المستشفى وكان يشرف على علاجهم شباب مبادرة شارع الحوادث وذهبتُ بهم إلى دار المسنين بالخرطوم، ورفض مدير الشؤون الاجتماعية بالخرطوم إيواءهم وبرر رفضه بأنهم من سنار, وأرجعناهم إلى مستشفى سنار لخضوعهم للمراقبة الطبية فاعتذر المدير العام للمستشفى عن التكفل برعايتهم وقمتُ بفتح بلاغ لدى الشرطة حينها تقدم الأخوان “جمال موسى وحاتم السماني” بمبادرة انتهت بإدخالهم في عنبر منفصل داخل المستشفى به سريران، وغير مؤهل لاستقبالهم، وتركت أمر رعايتهم للدكتورة “شذى جلال الدين” نسبة لسفري للخرطوم، هنا التقطتُ حديثاً للدكتورة وهي تقول: كنت وآخرون نقوم على خدمتهم قبل أن اضطر للسفر لود مدني، وبعد حضوري بعد 3 أيام ذهبت لمعاينة “عم محمد وعم موسى” فوجدتهما قد تم نقلهما إلى غرفة لا توجد بها تهوية، حيث تم إغلاق المنافذ ووجدت الحشائش بداخلها وشممتُ رائحة كريهة داخل الغرفة لأفاجأ ومعي زميلة أن جثة “عم محمد” قد تحللت بفعل الإهمال، ورأيت “عم موسى” وهو يشيح بيده طالباً ماءً، هذا قبل أن يتوفاه الله بعد ساعات, وسكتت شذى وتركتها وهي تنتحب وتبكي وهي تسترجع ذاك الشريط وذاك الحدث الفاجعة)… فما الذي تبقى ليقال بعد حديث مسؤولة الدار، وما الذي تبقى فينا من خير إذا كانت مؤسسات الدولة تعامل كبار السن في المجتمع بهذه الطريقة التي يُستنكر أن يُعامل بها خنزير، إن كان لدي كلام بعد هذا الذي قرأناه سوياً فإنني أطالب سلطات ولاية سنار بالتحقيق في هذه القضية، وتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة ، ففي رأيي هذه جريمة مكتملة الأركان، كما أرجو أن تكون مديرة الدار الجريئة بخير وألا يحدث لها ما لا يحمد عقباه … اللهم هذا قسمي فيما أملك …
× نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك حين تقوم وتقلب وجهك في الساجدين …
طباعة
0 صوت

Exit mobile version