اعتبر وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور، أن زيارة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير إلى الصين حققت فتحاً اقتصادياً وسياسياً وثقافياً كبيراً لعلاقات البلدين وللسودان على وجه الخصوص، وأكد أن السودان سيستمر في حواره مع الآخرين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها واحدة من أهم دول العالم وأكبرها اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وقال (لكن لن نرهن علاقتنا مع بلد على حساب آخر).
وأوضح الوزير أن الزيارة تكتسب أهمية خاصة لأنها مثلت نقلة في العلاقات السودانية الصينية، ولفت لتوقيع اتفاقية العلاقات الإستراتيجية التي نقلت العلاقات من علاقات طبيعية إلى شراكة أقوى بين البلدين في مجالات مفتوحة شملت التعاون الإقتصادي والثقافي، وتوقيع اتفاقيات مهمة في مجالات النقل والعمل الإقتصادي العام والتصنيع والزراعة.
وقال غندور في تصريحات صحفية طبقاً لـ (سونا) أمس الأول، إن الزيارة كانت تلبية للدعوة للمشاركة في العيد الـ (70) لانتصار الصين في الحرب العالمية الثانية، وأبان أن البشير من مجموعة رؤساء محدودين قدمت لهم الدعوة للمشاركة.
وأضاف ان الزيارة كانت فرصة للقاء الجالية السودانية ببكين والاستماع إلى مشاكلها والتوجيه بحلها، وفرصة للقاء البشير مع الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها تحديد موعد لانعقاد اللجنة العليا برئاسة الرئيسين والتحضير لها، بجانب لقاء رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما لبحث العلاقات الثنائية، ونوه إلى أن زوما أكد خلال اللقاء أنه سيزور السودان نهاية العام الجاري أو في يناير القادم، بجانب مناقشة قضايا القارة والقرن الإفريقي وشرق إفريقيا وفي مقدمتها الحرب في دولة جنوب السودان.
وأشار غندور إلى اللقاء الذي وصفه بالهام مع مدير وأعضاء شركة (سي إن بي سي) الصينية الذي تم فيه الاتفاق على زيادة كبيرة في الإنتاج النفطي في السودان من الحقول القائمة يتوقع أن يبدأ العمل فيها خلال الأيام القليلة القادمة، والبدء في حقول جديدة.
وحول امتعاض الولايات المتحدة من زيارة البشير إلى الصين، قال غندور، هذا شئ طبيعي ظللنا نسمعه من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول التي تحاول أن تهيمن على العالم سياسياً واقتصادياً دون أن تقدم لشعوبه شيئاً، وزاد (نتمنى من أمريكا وحكومتها أن تقرأ الواقع السياسي والإقتصادي العالمي بعين فاحصة لأن العلاقات بين الدول تتجاوز مسألة الضغوط والضغوط المتبادلة).
وأضاف أن الصين دولة قدمت للسودان الكثير في المجال الإقتصادي وهذا مثل لها فتحاً في إفريقيا، والصين الآن موجودة في إفريقيا كما لا توجد أية قوى أخرى، وأشار إلى أن الصين أكبر شريك اقتصادي للسودان وأردف (ستظل كذلك في المستقبل).
وحول الدور الصيني في حل المشكلات الإفريقية أوضح وزير الخارجية أن الصين لم تكن بعيدة وأن لها مبعوثاً خاصا للسودان وجنوب السودان ولكنها تعمل بعيداً عن الأضواء والإعلام في كثير من الأحيان، وأنها كما قال رئيسها تعمل من أجل الفوز المشترك لأي بلد تتعامل معه.
صحيفة الجريدة