بات شبه مؤكد أننا سنرى فريقين عربيين في نصف نهائي دوري أبطال آسيا، والأغلب أن يكونا الأهلي الإماراتي والهلال السعودي، ما لم تحدث مفاجآت كبيرة، وكرة القدم مشهور عنها أنها أم المفاجآت وأبوها.
فالهلال خرج بنتيجة كبيرة جداً على أرضه ومن دون جماهيره أمام لخويا القطري الذي قدم واحدة من أسوأ مبارياته دفاعياً وأخطاءً فخرج خاسراً بأربعة أهداف لهدف، وأعتقد أنه من الصعب جداً أن يتمكن من تجاوز نتيجة الذهاب، رغم تشبث مدربه الجزائري بلماضي بالأمل، وهو حق مشروع له.
أما الأهلي فقدم عرضاً كبيراً ورائعاً أمام نفط طهران وبين جماهيره الكبيرة، وعاد بالفوز ولو بهدف، وهي نتيجة خطرة جداً، ولكن حسبما شاهدنا من أداء الفريقين، وفي ظل التغيير الكبير في صفوف النفط الذي يعاني محلياً وآسيوياً مع تفوق أهلاوي محلياً وتدعيم صفوفه بلاعبين على مستوى عالٍ جداً بداية من ليما وإيفرتون، وانتهاء بالحارس الرائع أحمد محمود، مروراً بحبيب الفردان وإسماعيل الحمادي وأحمد خليل، وتبقى مشكلة السعيدي الذي لم أقتنع شخصياً لا بمستواه ولا بحجم المبلغ الذي صُرف على انتقاله، وأتمنى أن أكون مخطئاً.
كوزمين يرى أن الإياب صعب، لهذا قال: «بالنسبة لنا لا زال هناك 90 دقيقة متبقية، وهي لن تكون سهلة، ونحن نعرف مقدار قوة نفط طهران في الركلات الحرة والكرات الثابتة، ولهذا يجب ألا نعتقد الآن أننا تجاوزنا هذه المرحلة»، وهو تفكير سليم بدأه منذ الفوز الساحق على الفجيرة بالثمانية، حين طالب لاعبيه بنسيان المباراة، وأن لا تخدعهم نتيجتها أمام النفط.
وللأمانة أعجبني تصريح علي رضا منصوريان مدرب نفط طهران الإيراني الذي قال إن لاعبيه كانوا يتعاملون مع الأمور ببساطة، وهذا ما كان يقلقني طوال 90 دقيقة في المباراة، والأهلي كان أذكى منا ونجح في تسجيل هدف.
إذن هو ذكاء الأهلي «وليس علو كعبه»، هو الذي عاد بالفوز من طهران حسب مدرب النفط، وأنا أعتقد أن الذكاء جزء أساسي من أي عملية إبداعية أو تنافسية، وهو ما ننتظره من الداهية كوزمين في مباراة الإياب التي توصل الأهلي إلى مرحلة تاريخية لم يسبق له أن تخطاها منذ تأسيسه، وهو اللعب في نهائي دوري أبطال آسيا، هذا إن تمكن من تجاوز النفط ثم الهلال، ومن بعدها جوانزهو الصيني حسب توقعاتي.