1
من غرائب السودان وأسعار سلعه الفلكية بما فيها الفاكهة والخضروات أن سعر كيلو (البامية) المزروعة في جروف وحواشات أرياف “الخرطوم” بلغ (70) جنيهاً .. سبعين وليس سبعة !! أي أن البامية صارت ومن عجب، أغلى من التفاح المستورد من جنوب أفريقيا، تركيا، البرازيل ولبنان !! حيث أن دستة التفاح (الراكب طيارة وعليهو رسوم ترحيل وتخليص وجمارك) لا تتجاوز الـ(50) جنيهاً .
والطماطم أيضاً لا ترضى الدنية في سعرها، وهي أغلى من التفاح البرازيلي والجنوب الأفريقي فسعر الكيلو من طماطمنا (بت القبائل) يبلغ (70) جنيهاً !!
في “مصر” التي يصلها نيلنا الدفاق شريطاً راكداً، لونه أقرب إلى الاخضرار من زرقته الساحرة في مقرن النيلين، لا يتجاوز سعر كيلو الطماطم (4) جنيهات .. أربعة فقط وليس أربعين ..أي ما يعادل (5) جنيهات سودانية .. وهذه أسعار موسم الصيف .. وليس الشتاء !!
لماذا تنخفض أسعار المنتجات الزراعية في مصر حيث لا أراضٍ صالحة للزراعة إلا في حدود شريط النيل الضيق، ولا مياه متوفرة كما تتوفر في السودان؟!
الفرق أن هناك همة عالية .. هناك (فلاحين) حارسين مزارعهم .. وهنا عندنا اتحادات مزارعين للسياسة والمؤتمر الوطني .. والخطابة .. والوجاهة وعضوية مجالس إدارات الشركات والبنوك !!
وما دام الحال كذلك، حيث لا وزارات زراعة مركزية أو ولائية تقود البلد للنهضة الزراعية (الحقيقية) لا النهضة (الشعارات والأمانات واللجان)، ولا اتحادات مزارعين أو حتى الجمعيات التي تم تكوينها مؤخراً قادرة على تنشيط ودفع العمل الزراعي للأمام، ولا المزارعين أنفسهم لديهم الرغبة في الإنتاج فلا يتركون حواشاتهم (بور) أو يؤجرونها لآخرين غير منتجين، فإن الأفضل والأجدى أن تؤجر الدولة بنظام الشراكة مشروع الجزيرة وعدداً من مشاريع ولايتي الخرطوم والشمالية لشركات “مصرية” أو “صينية” .. تأكل من أرضنا وتصدر وتجيب لينا دولار .. وتأكلنا كمان !!
وإلى أن تصل حكومتنا إلى قناعة بمثل هذا القرار، فإننا نرجو من سيادة نائب الرئيس المشرف على القطاع الاقتصادي السيد “حسبو محمد عبد الرحمن” أن يولي أمر الأسواق وسلع (قفة ملاح) المواطن بالغ أهميته وجل أوقات اجتماعاته سواء في الحزب أو مجلس الوزراء .
فما يحدث في السوق من فوضى ضاربة بأطنابها في أسعار كل السلع المحلية والمستوردة ما عاد بمقدور المواطن احتماله، حتى بالنسبة لأصحاب الدخول المرتفعة .
ويبدو أن (التجار) يحبون ويتفاءلون بالرقم (7)، ولهذا فإن كيلو اللحم الضأن بـ( 70) جنيهاً والطماطم كذلك (70) والبامية برضو (70) !!
لابد من أن تتصدى الحكومة المركزية والحكومات الولائية لمسؤولياتها تجاه المواطن بمتابعة الأسواق وضبطها، ومعالجة أسباب الغلاء الطاحن، فإذا كانت المشكلة نقص الإنتاج فلماذا ؟ مع وجود كل هذه المساحات الممتدة بملايين الأفدنة والمياه الوفيرة قياساً بدول نستورد منها منتجات زراعية مثل مصر والسعودية ؟!
بالله .. ألا نستحي شعباً وحكومة أننا صرنا نستورد (الجبنة) و(اللبن) و (الجزر) و (البنجر) من السعودية .. البلد الصحراوي الذي لا يجري فيه (خور) مش أطول أنهار الدنيا ؟!
بكرة يقول ليك (المطر السنة دي جا متأخر) !! مطر قال !! في السعودية في مطر ؟!!
إذا كان فتح باب الصادر يتسبب في غلاء أسعار اللحوم والخضروات والفواكه، فليغلق هذا الباب غداً وليس بعد غدٍ (بالضبة والمفتاح) ولا غرفة مصدرين ولا يحزنون، فأصلاً حجم هذه الصادرات بما فيها المواشي لا يتجاوز (700) مليون دولار في غالب الأعوام ، من مجموع أكثر من (6) مليارات دولار جملة صادرات السودان في العام 2014، (50%) منها مواد بترولية، و(20%) ذهب وكروم ومعادن أخرى .
كيف نصدر البامية والطماطم والبطاطس و(الزاد ما كفى البيت واللبن والجزر بجينا من السعودية) ؟!!
2
قال المستشار القانوني لمجلس المصنفات الفنية والأدبية إنهم سيستدعون الفنانة “ندى القلعة” وشاعر أغنية (عيب الشؤم) للتحقيق، إن ثبت أن الأغنية المثيرة للجدل التي تنتقد مظاهر الميوعة لدى قلة من الشباب، غير مجازة لدى المجلس!!
وأنا أسأل السيد المستشار: هل أغاني من شاكلة (قنبلة) و(سنتر الخرطوم) و (راجل المرا .. حلو حلا) و( أضربني بمسدسك أملاني رصاص ..) و (لو قايلة ريدتنا زي مهند ونور .. تبقي غبيانة وعاوزة ليك دكتور) وغيرها من السواقط التي تضج بها حفلات الخرطوم وصالات أفراحها .. هل هي مجازة في مجلس المصنفات الفنية والأدبية ؟!
طبعاً .. لا .
طيب .. ليه ما استدعيتو الجماعة ديل .. عشرين سنة ؟!
البستحقوا الاستدعاءات في مختلف المجالات .. كتار ومالين البلد .. القصة ما واقفة في “ندى القلعة” .. الساقية مدورة .
{سبت أخضر.