*هذه ليست المرة الاولى التي أزور فيه أستراليا وأتابع عن قرب أحوال السودانيين وأنشطتهم المختلفة‘ ويؤسفني القول بأنني لاحظت هذه المرة بعض أمراض الداخل المجتمعية انتقلت وتجسدت في قيام بعض الكيانات التي لم تكن موجودة في زيارتي الاولى قبل سنوات. *هناك إشراقات سودانية تحرص على التعامل مع السودانيين كافة بلا تمييز أو فرز مثل منظمة المرأة السودانية الأسترالية بسدني” سوا” SAWA والمنتدى الادبي السوداني الذي يحرص على الانفتاح على كل الجمعيات السودانية الموجودة في سدني. *على مستوى الأفراد لاحظت أن الإنسان السوداني استطاع التأقلم مع البيئة الجديدة وأن يوفق بين احترامه للنظم والقوانين والقيم المجتمعية السائدة هنا وبين إرثه السوداني بكل مكوناته العقدية والاجتماعية‘ وهناك نماذج مشرفة للإنسان السوداني في أستراليا. *إبان زيارتي الأولى كتبت عن بعض هذه النماذج المشرفة التي أثبتت وجودها المهني والعملي في شتى مجالات العمل والإنتاج‘ لكن لابد من الاعتراف بوجود حالات وقعت في حبائل الصدمة الحضارية وإغراءات المجتمع المفتوح فخسروا أنفسهم وأسرهم ومستقبلهم نسأل الله لنا ولهم الهداية إلى طريق الرشاد والاستقامة والتوازن النفسي والإجتماعي. *هذه الخواطر فجرتها زيارة طيبة قمنا بها نهار الأحد الماضي‘عباس محمد سعيد وانيس دانيال وغسان وناجي سعيد ورجل الاعمال السوداني أسامة صالح وأولاده وشخصي إلى منطقة ملقوة الريفية جنوب غرب سدني‘ وهي منطقة غنية بالمزارع والحدائق لزيارة صديق عزيز على الجميع بدعوة منه حيث يقيم هو وأسرته ومعه شقيقه وأسرته في ذات المزرعة. *استمتعنا جميعاً بالجو الريفي الصحو ونحن نتجول في أنحاء المزرعة التي تحتوي على منزلين مكتملين بكل منافعهما ومضيفة منفصلة ومسجد به مساحة مفروشة لجلسات المؤانسة الطيبة‘ واسطبلات خيول لم تستثمر بعد رغم وجود بعض الخيول الخاصة ‘ إضافة إلى مساحات للزراعة وتربية الأبقار والماعز والدواجن والبط. *عدنا للمضيفة بعد الجولة التي تعرفنا فيها على نظام الإمداد المائي الذي يمر بعدد من مراحل التنقية والتكرير قبل أن يصل للمواسير ماءً نقياً صالحاً للشرب‘ إستمعنا بعد ذلك لقصة شرائه لهذه المزرعة وإلى مشروعاته للمستقبل .. ولم نشعر إلا والوقت قد سرقنا دون أن نحس بأننا امضينا ساعات النهار في هذا الجو الصحو الصحي والروح السودانية السمحة. *كنا في ضيافة رجل الأعمال الجيلي حامد الفكي الملقب ب”الشيخ” عن إستحقاق‘ ومعه شقيقه دفع الله وهما من منطقة أم الطيور بولاية نهر النيل لكنهما أمضيا غالب سنوات حياتهما في كلوقي جنوب كردفان قبل أن يجيئا إلى أستراليا ويختارا الحياة في هذه البيئة الريفية الجميلة دون ان ينعزلا عن منجزات الحضارة المعمارية والتقنية والعلمية. *أتاحت لنا هذه الدعوة الطيبة فرصة الوقوف على تجربه سودانية أخرى متميزة تؤكد قدرات الإنسان السوداني المشرفة في جميع مجالات العمل والإنتاج. كككككككككك