في العادة تصطدم المشاريع الكبيرة والمبادرات العظيمة بمتاريس الرهبة وخوف البدايات، ويظل كثيرون في خانة الترقب والوقوف في مدرجات المتفرجين على حراك الذين يتصدون للعمل الكبير، أولئك الذين يقتحمونه رغم المصاعب ورغم الأمواج وتكسر المجاديف، فإن خابت يصبحون أول الناقدين والمنقصين ويلبسون عباءة من قدموا النصح ومن حذروا و… و… وإن صابت ونجحت المبادرة يسارعون للركوب في مؤخرة القاطرة ولو شعلقة وتسطيح، لكن المهم ألا يفوتهم حمص هذا المولد وكأنهم ما الناس الزمان الرافضين والممانعين!! وهذا الوصف يليق تماماً بتفاصيل سيناريو مهرجان “البركل السياحي” الذي كان في يوم من الأيام مجرد الحديث عنه ضرباً من الجنون ومغامرة غير محسوبة العواقب، وأذكر تماماً أن أخانا المجاهد والمهموم بالبركل وإنسانها “عمر شلبي” ظل يحمل هذا المهرجان فكرة ثم بذرة حتى أنبتت وظهرت للعلن والرجل ظل (يهضرب) بالمهرجان حتى تحقق واقعاً لمن كانوا يظنونه جنوناً ودروشة من الرجل ورفاقه.. ولأنني كنت شاهد عيان على اجتماعات مهرجان البركل الأول من داخل نادي الشرطة، ظللت ألعب دور المراقب لما يدور، ولعل بعضهم يومها استغرب حالة الصمت التي كانت سمتي الغالبة وهم لا يدرون (أني ساكتة لي فوق رأي) وأنا أتابع وأرصد وأحفظ للتاريخ كيف أن بعضهم كان مهموماً بالمهرجان، الذي كانت أولى وأهم عقباته توفير المال، فكان يقول (بوقع الشيكات وكان ما اتحلت بعد داك بدخل السجن).. سجل يا تاريخ، إنه الفريق “عبد الرحمن حطبة” الذي ظل ورغم أنه رئيس اللجنة العليا للمهرجان يعمل بصمت دون ضوضاء وشوفونية، وكنت أرقب كيف أن أحدهم فارق الأهل والولد وظل مرابطاً بالميدان يحفر ويردم، أغبر أشعث، دون أن ينتظر مقابلة تلفزيونية أو كلمات إشادة.. نعم سجل يا تاريخ اسم “عمر شلبي”.. وبالمقابل كنت شاهد عيان على بعض الذين جاءوا المهرجان ودخلوا لجانه لحساب مصلحته الخاصة والعنده مطبعة دارت عجلاتها، وكان أول من قبض قروشه على داير المليم وهو قاعد في الخرطوم دي، وكنت شاهدة على من يحضر في نهاية الاجتماع يتفلسف ويحذر ويتوعد إنه المهرجان كان فشل ح يدفنوا لجنته تحت الواطة.. والغريبة أن المهرجان لم يفشل وما اندفنوا، لكن كان بالمقابل والمفروض أن يتم تكريمهم ورفع روحهم المعنوية.. وهو ذاته البهدد ده قدم شنو؟؟ وسوى شنو؟؟
وقام المهرجان وأصبح واقعاً وركب موجته من ركب.. ويوم افتتاحه شفت لي ناس أول مرة أشوفهم وما عارفة علاقتهم بالمهرجان، لكن الكارثة أن الهيئة التي تم تكوينها لنسخة المهرجان الثانية استبعدت كثيراً ممن عملوا في المهرجان الأول ومن لم يُبعد هُمش وقعد بعيد وهو صاحب الجلد والرأس، لكن الأكثر خطورة أن الاجتماعات التحضيرية للمهرجان القادم يقوم بالدعوة لها ولاجتماعاتها فئة تريد أن تحصر المهرجان في حوشها وبعد ما لبن ح يلم الطير ليبعد بذلك المهرجان من هدفه الأساسي وهو جمع ولمّ شمل أبناء الولاية الشمالية من أقصاها إلى أقصاها، وإن كنا يومها نخشى أن يحصر المهرجان في أبناء الشايقية وهو يخص أيضاً أهلنا السكوت والمحس والدناقلة والحلفاويين، إن كنا نخشى ذلك فإن النسخة القادمة وفي الشايقية ستحتكرها فئة تقصي الآخرين!!
في كل الأحوال النسخة القادمة لا تشبه الأولى، باعتبار أنها قد حددت لها ميزانية تقارب الـ(12) مليار.. والنسخة الأولى كانت بلا دعم ولا ميزانية، لذلك يفترض أن تتم كل المنصرفات والمعاملات بحساب رسمي وتسليم وتسلم، وحتى قيام المهرجان ستكون لنا أحاديث وأحاديث!!
{ كلمة عزيزة
شاهدت مقتطفات من الترويج لبرنامج (على الهواء) الذي ينتجه الزميل “خالد ساتي” وتبثه فضائية النيل الأزرق، وبصراحة صدمتني جرأة بعض اللائي تقدمن للمنافسة ولا يملكن أدنى مقومات الأداء التلفزيوني، على الأقل من منظوري، الذي أعتقد فيه أن المتقدمة للامتحان لابد أن تكون مالكة وماسكة على زمام الكلمة ومجودة لها، وأن تكون مثقفة ومطلعة وصاحبة شخصية قوية، لكن يبدو أن بعضهن جئن وراميات حمولن وكامل ثقل طموحن على تجارب أخريات، لا أدري إن كانت الصدفة أو المجاملة قد منحتهن فرصة الإطلالة على الشاشة وكل رصيدهن خبرة وافرة في طريقة تخطيط العيون وانتقاء الإكسسوارات، لتصبح مهنة المذيعة مهنة من لا مهنة لها!! أعتقد ولأن العالم أصبحت أبوابه ونوافذه جميعها مفتوحة على بعضها، فإن المقارنات بين كثير من مذيعاتنا والأخريات على الفضائيات العربية ليست في صالحنا.. على إدارات هذه الفضائيات أن تبدأ في الغربلة لتسقط عديمات الموهبة وفاقدات القدرة على التطور والإبداع ولتجعل البوابة إلى الأستوديو صعبة للحد الذي لا تجتازه إلا من تملك القدرة على فك أرقامها السرية والسحرية.
{ كلمة أعز
طول عمري أعرف وأفهم مغزى لافتة ظلت تتصدر المواقع العسكرية مكتوب عليها (ممنوع الاقتراب والتصوير) وهذا يوضح سرية وخصوصية هذه المناطق، لكن في الفترة الأخيرة لاحظت أن حيشان كثيرة من إدارة الأسلحة التابعة للجيش تحيط بها الدكاكين والإسبيرات ومحال تصليح العربات.. فهل وصل بنا نهم الاستثمار الحد الذي ينسينا الحيطة والحذر؟!