٭ شيء غريب.. احساس مفارق للعادة.. الدنيا معطونة كأنك في إناء ما .. رطوبة متداخلة مع حرارة داخلية تجعلك تشعر كأنك هنا ولست هنا.. تود أن تحتك بالحوائط والأجسام الصلبة لتبعد عنك حالة الانجراف نحو «الكاروشة» هو احساس يلازم البعض في حالات هطول معدلات عالية من الأمطار مع انسداد أفق المجاري وتضاد التضاريس وما يضعه عليها الإنسان من اعتراضات النفايات وبقايا البناء والتشييد.. ثم إحساس مرادف بموج كائنات دقيقة تشارك الاجواء الكاتمة.. وان كنت سيء الحظ فإنك ستكون جاراً لـ (خور ماء أو بركة) تتراكم فيها المياه وتحيطها اخضرارات الطحالب وابيضاض الفطريات.. أنها حالة عطن يعرفها من يخشى تصاريف المياه ورعونة حركة المياه من مكان لآخر.. ليبقى هذا الاحساس ملازماً لصاحبه حتى انقشاع الشمس الحارقة وأخذها بتلابيب الرطوبة والعيفونات واختلاط الحابل بالنابل.
خريف المدينة!
٭ عندما تعلن السماء عن ماء قادم وتبدأ في فكفكت أزرار المياه لتنفرج من التنقيط إلى الهمي والسيلان يتنبه أهل المدن إلى أنهم ليسوا أهل استلطاف لهذا الزائر المائي.. ليكون أمره مجرد إفساح المجال له للانزلاق والمغادرة الى مكان ما.. سواء أكان هذا المكان صحيحاً أم لا .. المهم انه يأخذ بعضه إليه .. ذرات ذرات وسيلان سيلان.. ولأننا أهل مدن نجيد اللا مبالاة.. دائماً ما تكون حركاتنا في إعادة فتح مجاري أغلقناها عن إصرار ومقصد.. لأنه ما الذي يدعونا للعبث بمجهودات عام من الحفر، ليعاد العمل لذات الشركات التي تزداد سعادتها بهذا التكرار اللا عملي.. أنظر إنه حالنا في المدن حيث المباني في معظمها ببناء ثابت ومواد تحتمل المطر وأكثر.. إذن هو خريف المدن.
خريف ريفي!
٭ رائحة «الدخاخيت» من أشجار ذات رائحة جميلة أو دونها تلف المكان حول «الجباريك والبلدات» لتعلن الحرب على الحشرات والناموس بالذات.. ثم انفتاح الشهية على روائح العصائد والتتبيلات بالبهارات وإعادة الدمج بالويكة الجافة.. الخريف هناك أجمل وأروع وألطف.. زراعة وخضرة ومحاصيل ونفسيات عالية.. الانفتاح على الحياة.. «والما شاف» الخريف في السودان عليه بالنيل الأزرق وكردفان حتى «يؤمن».
٭ آخر الكلام!
٭ عندما تعلن السماء عن بداية الاستجابة للاستشعارات والرجاءات للهطول.. يفرح البعص.. يتحسس البعض حاله.. ويعد البعض معدته للهضم ويلعن البعض حالة العطن.. «مع محبتي للجميع».