“مجدي عبد العزيز” معتمد أم درمان: “البشير” أيقونة وطنية.. و”بكري” دقيق وعادل.. و”عبد الرحيم” قوي وهميم

سأعيد لأم درمان مجدها وتاريخها وسأجعل من منازل رموزها مزارات
لم أحلم بالموقع ونحن علينا التنفيذ دون اعتراض
عندما جلست على مكتبي بعد أداء القسم تمنيت متى أخرج
“البشير” أيقونة وطنية.. و”بكري” دقيق وعادل.. و”عبد الرحيم” قوي وهميم

تحلم مدينة أم درمان دائماً بأن يتولى شأنها ابن من أبنائها لمعرفته بأهلها ورموزها وكل تفاصيلها، وها هي أم درمان يتحقق لها هذا الحلم، فقد تولى الأستاذ “مجدي عبد العزيز” منصب المعتمد وهو ممتلئ حيوية ونشاطاً، وله من التجارب والخبرات التي تجعله مؤهلاً لقيادة تلك المحافظة أو المعتمدية.. وحتى نتعرف عليه ونُعرف المواطن به إلتقيناه في أول حوار تناول العام والخاص، بدأنا بسيرته الذاتية مولده ونشأته ودراساته، ماذا سيقدم لتلك المدينة العريقة، وكيف يستطيع أن يعيد لها مجدها وجمالها وألقها، وسألناه عن ماذا استفاد من خلال وجوده داخل رئاسة الجمهورية طوال تلك الفترة الطويلة، وماذا يقول عن من عمل معهم مثل رئيس الجمهورية والفريق أول ركن “بكري حسن صالح” النائب الأول لرئيس الجمهورية، والفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين”، أيام الفرح التي عاشها وأيام حزن فيها، الرياضة في حياته، وما النادي الذي يحرص على تشجيعه، مدن عالقة بذاكرته داخلياً وخارجياً، مقتنيات يحرص على شرائها عند دخول السوق، وما الذي يجيد طهيه عند دخوله المطبخ.. نترك القارئ يطلع على إجابات معتمد أم درمان الأستاذ “مجدي عبد العزيز” حول ما طرحنا عليه من أسئلة.
_ “مجدي عبد العزيز الفكي”، من مواليد مدينة أم درمان “حي الملازمين” تلقيت مراحلي الدراسية، الابتدائية بمدرسة بيت المال والثانوي العام بمدرسة الأميرية، والتحقت بمدرسة جمال عبد الناصر الثانوية، ومن ثم التحقت بجامعة القاهرة الفرع وقتها، ولظروف خاصة لم أواصل الدراسة الجامعية، ولكن أكملتها فيما بعد ودرست بـ(جامعة كامبيرج) ببريطانيا، ونلت دورة في اللغة الانجليزية لأغراض العلاقات العامة، كما نلت عدة دورات بـ(قناة الجزيرة)، دورة في المهارات الإعلامية في العلاقات العامة، وأخرى في تخطيط المؤسسات الإعلامية، ودورة الناطق الرسمي، حيث درسنا على يد أحد دهاقنة الإعلام في الـ(بي.بي.سي).
{ ما هي أولى محطاتك العملية؟
_ هناك عدد من المحطات المهمة في حياتي لا أريد الحديث عنها الآن، ولكن المحطة الأولى في مجال الإعلام كانت بصحيفة (القبلة الإسلامية) التي تصدر عن إحياء النشاط الإسلامي.
{ وبعدها؟
_ انتقلت للعمل بصحيفة (ألوان)، وبعد ثورة الإنقاذ انضممت رسمياً لرئاسة الجمهورية.
{ في أي المجالات عملت؟
_ عملت بإدارة المراسم، ثم سكرتيراً للأمين العام لمجلس قيادة الثورة، ثم مديراً لمكتب وزير رئاسة الجمهورية “عبد الرحيم محمد حسين”، ثم “بكري حسن صالح”، ثم “صلاح أحمد محمد صالح” ثم مديراً لبيت الضيافة.
{ ومحطة أخرى؟
_ مواصلة الدراسة.
{ في أي المجالات كانت؟
_ كانت في مجال الإعلام والبرتوكول.. وخلال فترة الدراسة لم أنقطع عن العمل الوظيفي، عملت مديراً للتخطيط والاتصال المؤسس كشركة (كمون).
{ أعلى درجة وصلتها في العمل الوظيفي؟
_ نائب مدير مراسم الدولة.
{ إذا عدنا بك للماضي.. من هم زملاء دراستك؟
_ في المرحلة الابتدائية زاملت عدداً من أبناء أعيان البلد، مثلاً “صديق الصادق المهدي” و”خالد بابكر النور” و”سليمان” ابن السفير “ميرغني سليمان خليل” و”عبد الرحمن الصادق المهدي” كان يكبرنا بسنتين تقريباً، وعدد من أولاد أسرة “الأزهري” و”البرير”.
{ هل كنت تحلم بموقع المعتمد؟
_ أبداً.
{ ومن الذي رشحك؟
_ لم تتم مشاورتي لهذا المنصب، ولكن كنت أسمع إشارات من بعيد.
{ هل مثلاً الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين”؟
_ أبداً، ولكن أعتقد أن ثقة القيادة كانت السبب في هذا التعيين، وأنا زول ود أم درمان وضعت في مجموعة لأتشاور عليها أن تقبل التكليف، لذا أعتقد أن ثقة القيادة هي الدافع في اختياري، وكان لابد أن أقبل ولا أرفض.
{ وإذا تمت مشاورتك؟
_ لطلبت الإعفاء.
{ ما الذي عملته بعد أداء القسم؟
_ ذهبت إلى مكتبي وعندما جلست على الكرسي تمنيت متى أخرج، ومغفل من يظن أنه خالد في موقعه وعاقل من فكر من أول يوم متى سيغادر، وهنا أستعير مقولة البروفيسور “علي شمو” حينما قال بأن “كرسي الوزارة زي كرسي الحلاق”.
{ هل تعتقد كل خبرة كافية لذلك؟
_ أعتقد ومن خلال عملي الطويل في رئاسة الدولة طفت على عدد كبير من ولايات السودان المختلفة، أعطتنا تلك الزيارات معرفة بمستويات الحكم الفيدرالي، أما في مجال الإعلام والبروتوكول فقد أتاحت لي علاقات واسعة راسية وأفقية مع رموز مجتمعية متعددة ومع أسر مرموقة، بالإضافة إلى مساهمتي في أحد الأندية (النادي الألماني) حيث توليت منصب أمين الشؤون الثقافية، ومن خلال هذا النادي تعرفت إلى أسر أبناء الخرطوم العريقة، بالإضافة إلى نشاطي الرياضي بأم درمان من خلال اتحاد القوس والسهم الرياضي السوداني، وحصلت على مركز أمين مال اللجنة الأولمبية.
{ من خلال عملك برئاسة الجمهورية وتوليك مدير إدارة مكاتب الشخصيات المهمة بها.. ماذا تقول عنها مثلاً الفريق أول ركن “بكري حسن صالح”؟
_ بكري رجل منظم ودقيق وطبيعته العسكرية جعلته يهتم بتنفيذ الواجبات، وهو رجل عادل وواضح.
{ الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين”؟
_ الفريق “عبد الرحيم” رجل قوي وهميم، والطبيعة العسكرية أيضاً صقلته وجعلته منظماً.
{ والرئيس البشير؟
_ أصبح أيقونة وطنية ورمزاً لهذا البلد، ووجوده في السلطة يعني الوحدة والوقار.
{ وأم درمان؟
_ هي البقعة التي نشأت وتربيت فيها، وهي موطني ومولدي ومولد آبائي وأخواني.
{ وماذا أنت فاعل لها بعد تعيينك معتمداً لها؟
_ لدي خطة طموحة أسأل الله أن يوفقني لأنفذها.
{ ما هي أبرز ملامحها؟
_ أن أعمل على تخطيطها ونظافتها خاصة الأسواق والشوارع، وأن أجعل من منازل كبار الفنانين والرموز الوطنية لتكون مزارات للأجيال الحديثة وللزائرين من خارج أرض الوطن.. وأهل أم درمان لهم طريقة خاصة في التعامل، وهي احترام عقولهم وشخوصهم، وهم أناس لا يمكن أن تتعامل معهم باللون الرمادي، إما أبيض أو أسود وبالتالي سوف أكون واضحاً كل الوضوح ولن أعد بشيء لا أستطيع فعله، وإن وعدت سألتزم بما أعد به.
{ وأم درمان هي العاصمة الوطنية ستواجهك تحدياتها؟
_ مدينة أم درمان هي قاعدة لانطلاقة الفن الحديث والمتتبع لها ما قبل وبعد الاستقلال يجدها مدينة عريقة لا تخطئها العين، وهي مهد الرياضة وبها أكبر فريقين عريقين (الهلال) و(المريخ)، وهي المنبع الأصلي للشعراء والأدباء والفنانين وبها الإذاعة والتلفزيون، وأم درمان في المجال الرياضي خرجت كبار لاعبي كرة القدم، لذلك سوف أحافظ على تراثها الثقافي والفني والرياضي، وسوف أزور رموزها فرداً فرداً، وسأعمل على تطوير كل ما يجعلها مدينة سامقة وأعظم من “روما القديمة”.
{ اشتهرت أم درمان بالسينمات والقهاوي.. هل لك رؤية تجاهها؟
_ سأسعى جاهداً لإعادة القهاوي القديمة إلى ألقها ومجدها القديم، مثل قهوة (جورج مشرقي) وقهوة (الزئبق) وبعض القهاوي التي كان لها تاريخ في المجال الأدبي والثقافي من خلال لقاءات الأدباء والشعراء والفنانين ورموز المجتمع، بالإضافة إلى الأسطوانات القديمة التي تميز تلك القهاوي.. أما في مجال السينما، لدي خطة لإعادتها من جديد كـ(سينما أم درمان) و(الوطنية) و(العرضة) و(بانت)، وسنعمل على أن تواكب تلك السينمات التطور العالمي من خلال الأفلام الحديثة التي تجذب جمهور المشاهدين، وأم درمان عرفت بتميزها في المجال السينمائي، لذلك سنحرص على تقديم أفضل الأفلام حتى يعود للسينما رونقها وجمالها وتعود الأسر الأم درمانية المحافظة على ارتياد السينما من جديد.
{ وفي مجال الخدمات؟
_ أيضاً لدينا خطة في الحفاظ على الخدمات خاصة المياه والكهرباء ونقل النفايات، وأم درمان في زمن من الأزمان كانت تغسل أسواقها بالماء و(الديتول) وكذلك شوارعها، وأم درمان البقعة التي تهوى إليها أنفس السياح من كل بقاع العالم إن كانت زيارات للأسواق وشراء الأناتيك والمشغولات والمصنوعات العاجية والمصنوعات الجلدية، إضافة إلى زيارة (متحف الخليفة) وغيرها من المزارات الأخرى، فكل ذلك سيكون ضمن خطتنا التي من خلالها سنعيد لأم درمان مجدها وتاريخها العريق، وسنجعلها تعيش التاريخ من جديد.
{ إذا أعدناك للماضي.. هل لك أيام فرح عشتها؟
_ أفرح عندما تعلن نتائج أبنائي.
{ ويوم حزنت فيه؟
_ عندما فقدت الوالد.
{ في مجال الفن والغناء لمن تستمع؟
_ لكل قدامى الفنانين “كابلي”، “عثمان حسين”، “محمد الأمين” و”وردي”، ولدىَّ أذن موسيقية أستطيع أن أميز بها الجيد من الغناء المحلي والعالمي، وعربياً أهوى سماع الفنانة “فيروز” خاصة في الموشحات الأندلسية، وعالمياً أتذوق الكلاسيكات وأستطيع أن أميز ما بين “بتهوفن” و”موزارت”، ولدي العديد من شرائط الكاسيت في ذلك.
{ وفي مجال الرياضة من تشجع؟
_ الآن أنا أشجع الفريق القومي، وأتمنى لفريقي (الهلال) و(المريخ) أن يصلا إلى النهائي.
{ بعد توليك مقعد المعتمد.. هل زرت أياً منها؟
_ أبداً ولكن زرت فريق (الزهرة) الأم درماني الذي صعد للسنترليق.
{ إذا دخلت المطبخ.. ما الذي تجيد طهيه؟
_ أنا طباخ ماهر أجيد صناعة كل الأصناف.
{ وإذا دخلت السوق.. ما هي المقتنيات التي تحرص على شرائها؟
_ الأحذية خاصة وأنني من أصحاب الأرجل الكبيرة (طالوش).
{ مدن عالقة بذاكرتك داخلياً وخارجياً؟
_ (الأبيض وبورتسودان ومدني وكادوقلي وعطبرة) داخلياً، و”طوكيو” لا أنساها و”كامبيرج” مدينة هادئة تهتم بالأجانب خاصة المولعين بالعلم و”نيويورك” وتحديداً الأمم المتحدة التي تعرفت عليها عن قرب مع السفير “عبد المحمود عبد الحليم”.
{ وقراءاتك؟
_ أقرأ في الكتب السياسية لكبار الكُتاب بالوطن العربي وكتابات المحررين.
{ ما الذي كنت تحلم به؟
_ تأسيس رابطة أو اتحاد لممارسة مهنة (الأوتكيت) في المؤسسات السياسية والشركات.
{ ومتى ستقدم استقالتك؟
_ حينما أعجز عن تقديم شيء مفيد لهذا الوطن، وسوف أتقي الله في المال العام والمنصب مسؤولية عظيمة، شأنها شأن الذي يمشي على الحبل وتحته نار جهنم، ولذلك سوف أتقي الله في كل أعمالي وفي خلقه وفي الخدمات، وإذا فشلت في ذلك سوف أتقدم باستقالتي.

حوار – صلاح حبيب- المجهر

Exit mobile version