قد ينتقل فيروس هانتا إلى البشر عبر لعاب القوارض، كالفئران، أو بولها وبرازها ويؤدي إلى أمراض قاتلة. فما هي هذا الأمراض الفتاكة؟ وهل لها دواء؟ وكيف يمكن الوقاية من هذه الفيروس؟ وما علاقته بالأسلحة العسكرية البيولوجية؟
الإصابة بفيروس هانتا يعتبر من ضمن خمسة أمراض فيروسية تعتبر الأكثر شيوعاً من غيرها في ألمانيا ويجب الإبلاغ عنها فور حدوثها. ويصاب الإنسان بعدوى فيروس هانتا أثناء التنزه في الغابات أو خلال العمل في حديقة المنزل أو أثناء تنظيف سقيفة البيت أو حجيرة التخزين في المنزل، مثلاً، بحسب ما ينقل موقع “دبليو دي آر” الإلكتروني.
أمراض قاتلة
قد تنتقل فيروسات هانتا إلى البشر عبر لعاب القوارض، مثل الفئران والجرذان، أو عبر بولها أو برازها أو عن طريق الاحتكاك واستنشاق الهواء الملوث برذاذ لعاب هذه الحيوانات القارضة أو بالغبار الملوث بروثها الجاف. وقد ينجم عن ذلك أمراض فتاكة بالإنسان، مثل متلازمة العدوى الرئوية والحمى النزفية، التي قد تترافق بالاعتلال الكلوي “المتلازمة الكلوية” ويضطر المريض حينها لغسيل الكلى. ولكن العدوى لا تنتقل من إنسان إلى آخر، في حين أن القوارض لا تصاب بالمرض نتيجة هذ الفيروس، بحسب موقع “نيوز ميديكال” الإلكتروني.
والإصابة بمتلازمة العدوى الرئوية عبر فيروس هانتا نادرة لكنها مميتة. ومن أعراض متلازمة عدوى فيروس هانتا الرئوية الارتجاف والصداع والدوخة والإعياء والإسهال والقيء والغثيان والحمى وآلام البطن وعضلات الظهر والأطراف السفلية وكذلك لاحقاً ضيق في التنفس والسعال، في حين يؤثر اعتلال الكلى “المتلازمة الكلوية” على وظائف الكليتين وينجم عن اختلالات في وظائف الجسم ودهون الدم وتغير في نسبة البروتين في الدم والبول، بسبب خروج البروتين مع البول، وفق موسوعات طبية.
الوقاية حماية
وللوقاية من عدوى فيروسات هانتا، يُنصح بمكافحة الفئران والجرذان في المساكن والحفاظ على المنازل خالية من الحيوانات القارضة. ولا بد من الذهاب إلى الطبيب إذا تصادف وجود فئران وجرذان في المنزل بإصابة الإنسان بآلام عضلية وضيق تنفس قوي وحمى شديدة.
ويُنصح قبل أن يقوم الإنسان بكنس السقيفة أو تنظيف حجيرة التخزين في البيت أن يقوم بتهوية هذه الأماكن لمدة 30 دقيقة ومن ثم تبليل الأرض بالماء ومن ثم بالإمكان البدء بالتنظيف ولكن بشرط ارتداء قناع التنفس وقفازات اليدين، وبعد إنجاز التنظيف لا بد من غسل اليدين بشكل جذري.
لا يوجد علاج لفيروس هانتا
وتستغرق الفترة الزمنية من لحظة الإصابة بالعدوى إلى لحظة ظهور المرض أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وفي حالات نادرة قد يظهر المرض بعد خمسة أيام وفي أحيان نادرة أخرى بعد 60 يوماً. ولا يوجد علاج لأمراض فيروس هانتا، بل يتم عادةً مداواة أعراضها المتمثلة بالحمى والألم والغثيان. ويحاول الأطباء تحسين وظيفة الكليتين بإعطاء المريض كميات إضافية من المياه، وإذا لم ينجح ذلك فيتم اللجوء إلى غسيل الكليتين “الديلزة”، علماً بأن كل مريض بالفيروس ليس بالضرورة أن يصاب باعتلال الكليتين.
سلاح عسكري بيولوجي
أما في ألمانيا، فقد يصاب بفيروس هانتا بشكل خاص الصيادون وعمال الغابات والحدائق والمزارعون والفلاحون وكذلك الجنود الذين قد يكونوا على اتصال بإفرازات الفئران في البراري والمناطق الريفية، وفق موقع “دبليو دي آر” الإلكتروني.
واشتق اسم فيروسات هانتا من اسم نهر هنتان في كوريا الجنوبية، حيث تمت ملاحظة الانتشار المبكر للفيروس هناك في خمسينيات القرن الماضي. يشار إلى أن الحمى النزفية الكورية، التي يسببها فيروس هانتا، كانت أحد ثلاثة أنواع من الحمى النزفية وأحد أكثر من عشرة أنواع فيروسية قامت الولايات المتحدة بإجراء أبحاث علمية عليها باعتبارها أسلحة عسكرية بيولوجية محتملة، قبل أن توقف واشنطن برنامجها للأسلحة البيولوجية، بحسب موقع “نيوز ميديكال” الإلكتروني.
DW