من “ينجر” للميرغني العبارات المستفزة

من بين كل مفاصل ودقائق الحوار مع القيادي الاتحادي (الداعشي) (علي السيد – المحامي) الذي أدارته يومية (السوداني) بيدِ رئيس تحريرها – أمس – لم أجد (مفصلاً ولا دقيقة) أحتفي بهما إلا واحداً وواحدة.
أما الواحد فهو اتهام مبطن وجهه القيادي لـ (أحدهم)، ربما (صحفي وكده) وما بين القوسين استنتاجي الشخصي، ولاتهام فحواه أن هذا (الأحدهم) الذي ربما هو (صحفي) هو من يسك للسيد (الحسن الميرغني) بعض المصطلحات التي صارت محل ترويج واحتفاء في أجهزة الإعلام خاصة الصحف الورقية، ومحل تفاكه وتندر واستظراف واستطراف واستلطاف في المجالس الخرطومية التي تجمع بين أهل السياسة وذوي (قربتهم) من أهل الصحافة، مثل وصفه (ابن الميرغني) رضي الله عنهما، لمناوئيه أمثال (علي السيد) ولفيفه بالدواعش، وأن عقولهم كعقول (الذباب) كناية عن رقتها وصغرها وجمودها وربما (طنينها) الدؤوب في آذان السادة الكرام من أهل السجادة والعبادة.
ما جعلني أرجح وأطمئن إلى هذا الاستنتاج، هي إجابة (علي السيد) عن سؤال السوداني، كيف كان وقع وصف الميرغني لك وآخرين بأنكم دواعش وذاكرتكم كذاكرة الذباب؟ فكانت إجابته: “أنا دهشت لأن السيد الحسن بطبعه لا يقول مثل هذه العبارات، هو دائماً يقول كلمة ويضحك”. وكأني بالرجل يشير إلى أن هناك من (ينجر) للميرغني الابن هذه العبارات التي لا تشبهه ولا تتسق من سلوكه، ولا مع منهج أهله (السادة المراغنة) شديد التكتم والسرّية، وهذا ما يتردد في مجالس (المدينة).
وأما الواحدة فهي ما قاله (علي السيد) عن أنك إذا سألت السيد الحسن الميرغني عن داعش دي معناها شنو ما بعرفها؟
هنا يجب أن نقول لـ (علي السيد)، قف تمهل؟ ولا تُسرف في خصومتك وتكون فيها مُبيناً إلى هذه الدرجة، فالرضيع الذي لم يبلغ الفطام بعد، يعرف أن داعشاً اختصارٌ لعبارة (الدولة الإسلامية بالعراق والشام)، لكنه الغضب يجعل بعضنا يحمل على بعض بقسوة، حتى أنني لم أجد فرقاً كبيراً في وصف الحسن للسيد بالداعشي، ووصف الأخير للأول بأنه لا يعرف معنى داعش، وأجد أن كليهما منخرط في توصيف بعضهما بأوصاف ربما تنطبق عليهما في بعض تجلياتها وظلالها، لكنها بالتأكيد معوجة العود، لذا فهي مثيرة للسخرية والرثاء منهما وعليهما معاً، إذ أكدا بما لا يدع مجالاً للشك في انصرافيتهما عن قضايا الوطن والمواطن إلى (همومهما الشخصية)، لذلك فإنني أنصحهما إلى قراءة/ إعادة قراءة رواية (هموم شخصية) (personal matters) للياباني الحائز على نوبل للآداب عن العام 1994م (كنزابورو أوي)، وإلى ذلك الحين، أتمنى للقراء متابعة طيبة لتصريحات قادة الحزب الاتحادي اللا ديمقراطي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Exit mobile version