حديث الساعة و (ونسه) الشارع العام التي تسيطر على تجمعات الناس، ورسائلهم، ومواقع التواصل الاجتماعي تغلي وتفور وتتناقل مجموعة من الرسائل الصوتية التي تحوي عبارات مسيئة وصلت لحد بعيد جداً من البذاءة والتجريح، والمغنية التي رفعت عقيرتها بالغناء ذات أمسية صيفية تغني ضد ما تراه شاذاً على المجتمع والتكوين البيولوجي للإنسان، الذي يغالط الفطرة السليمة، والناس يتناقلون خبر أغنية “خبر الشؤم” وما ترتب عليها من ردود عنيفة، أدهشت المتابعين ووصلت لدرجة الخصوصية ونبش الأغراض، وفتح نافذة لا يمكن أقفالها إلا بالقانون أو الوقفة القوية. المساجلات الصوتية والالكترونية التي اجتاحت الهواتف الشخصية ونشرت سمومها في آذان وبيوت الشرفاء دون استئذان، عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك و واتساب” اخترقت حاجز الصمت حتى اشتكى منها الجميع، وبكى من فظاعتها ولغتها إلى أن نحن أغفلنا التعبيرات لم نستطع أن نتجاهل النبرات والأصوات التي نقطت بها في حالة استثنائية أذهلت الشعب الذي لا زال يعتز بخصاله، ويتغنى للرجولة والشجاعة ويعتبرها حكراً ووفقاً عليه، فما بين الأغنية التي اعترض عليها الكثيرون، والتسجيلات الجارحة والخادشة للحياء، يقف الشار السوداني والناس فيه، في حيرة من أمرهم، لا يعرفون شيئاً غير انهم تأذوا، وتأذوا جداً.
بماذا تردين على الحملة الشرسة التي تواجهك جراء أغنيتك الأخيرة “خبر الشؤم”؟
تعودت كثيراً على مثل هذه المواجهات حتى باتت لا تعني لي شيئاً، وعزائي أنني قمت بطرح قضية اجتماعية غاية في الخطورة، وتمس كرامتنا في المقام الأول كشعب سوداني مشبع بالقيم والموروثات التي تناقلناها جيلاً بعد جيل، ولا يفوت على فهم من يشنون مثل هذه الحملات السالبة أن الفن في المقام الأول رسالة تهدي وتقوم ن سلوكيات المجتمع، وتقود دوماً إلى النهج القويم، فما فعلته صححت به مسار الفكر الذي ينظر إليه باعتباره أداة الغرض منها الرقص والتنفيس من كل المشاكل الاجتماعية التي ظلت تواجه نسيجه.
في نظرك هل حققت المرجو منها؟
يكفيني فخراً أنني تطرقت لقضية عجز غير عن عكسها بدواعي أن الأمر مسكوت عنه، ويجب ألا يطرح حتى لا يؤثر إلى الموضوع بشكل عام، إلا أنني تطرقت إليه بشجاعة خوفاً من إلا يستفحل أكثر من هذا، ويحدث ما أخاف منه فأنا في المقام الأول سودانية وأحب وطني وأبناء وطني ولا أرضى فيهم على الإطلاق لأن فيهم أبي وأخوتي و أبنائي.
هذا يعني أن هنالك سوء فهم لأغنيتك “خبر الشؤم”؟
أنا لا أقصد عشيرة الرجال، فهم سندنا ولكن قصدت شريحة محددة لا صلة لها بالرجولة ومحسوبة عليهم، لذا سلطت الضوء حتى تكون هناك حلول للظاهرة السالبة التي تهدد هذا الجيل والأجيال القادمة وحتى يكون هناك تحرك سريع من قبل المجتمع والسلطات في دحر مثل هذه الظواهر المجتمعية السالبة.
يرى البعض أن الأمر برمته لا يتعدى المواجهة الشخصية بينك وبين شخص ما؟
للحقيقة والتاريخ ليس لدي أية مشكلة مع شخص بعينه، فقط أنني كما ذكرت امرأة سودانية رأيت شيئاً لم يعجبني وأحزنني جداً وهو البراح الذي يجده (إنصاف الرجال) المتجولون في كل الشوارع والأزقة في المناسبات الخاصة والعامة، داخل البيوت والكوافير، وهم يتحدثون عن أمر الرجولة بوصفها محلوقة، ولم يكتفوا بذلك، بل أصبحوا يقلدون النساء في كل شئ في المكياج والحنة والرسم و النقش على الأرجل والأيادي، والأفظع من ذلك الدخان (الكبرتة). وما يدهشني ويستفزني ويجعلني أصرخ أن هذه المناظر تتم على أعين الرقباء وأصحاب الشأن والمجتمع، لذا كان لابد من وقفة صريحة تضع حداً لهذه المهزلة وتحسم بحد السيف.
ما حقيقة الأخبار التي ذكرت ان المصنفات قد قامت بإيقاف الأغنية؟
(أنا زوله بحترم القانون) تم استدعائي من قبل المصنفات الأدبية بخصوص أن النص غير مجاز، وعلى حسب الوصف، لم يتم إيقافها، بل لحين النظر فيه وتسجيله، ولكن من تلقاء نفسي لا أريد أن أتغنى بها لأني أرى أنها قد حققت المرجو منها واتمنى زوال مثل هذه الظواهر كما ذكرت، وان الله يهدي من يشاء.
صحيفة التغيير