أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن اتفاق مع الحكومة السودانية، على إطلاق مشروع جديد لتعزيز اعتماد اللاجئين، وطالبي اللجوء في شرق السودان على أنفسهم.
ويشمل المشروع المقترح تقديم مبادرات بناء المهارات واستراتيجيات التنمية الريفية المستدامة، التي تهدف إلى تحسين الوصول إلى الغذاء، وفرص زيادة الدخل للأسر قليلة الدخل التي تعيش في معسكرات اللاجئين بشرق السودان.
ويشهد السودان تدفقاً مستمراً للاجئين الجدد بمتوسط يصل 1,100 شخص كل شهر، يفدون عبر طرق غير شرعية من إريتريا وإثيوبيا على وجه التحديد.
وأفاد بيان أصدرته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الخرطوم، الثلاثاء، أن المشروع سيمكن الأسر منخفضة الدخل من سد احتياجات السوق المحلي من خلال توفير فرص تطوير مهارات الإنتاج الزراعي والحيواني المستدام.
وقت حرج
”
المشروع يوفر التدريب العملي للاجئين وطالبي اللجوء في مجالات إعداد الأرض وإنتاج وحصاد الذرة والسمسم والموالح والعلف والدواجن بجانب التدريب في إدارة الإنتاج والتغليف وأفضل الممارسات التسويقية
”
وقال ممثل الفاو في السودان عبدي جاما “إن المشروع جاء في وقت حرج، خاصة وأن شرق السودان يواجه حالة لجوء طال أمدها في ظل تخصيص موارد محدودة لمقابلة المساعدات الإنسانية، وانعدام الدعم في مجال سبل كسب العيش، بجانب الفقر المدقع في معسكرات اللاجئين”.
وأضاف “هذا المشروع هو إحدى المكونات المهمة للجهود المشتركة بين منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين حول الاستراتيجية المتجددة للاعتماد على الذات بهدف معالجة الوضع من خلال تعزيز الاعتماد على النفس اقتصادياً لتقليل اعتماد اللاجئين على مساعدات الإغاثة الإنسانية وتعزيز التعايش المستدام بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة في شرق السودان”.
ويوفر المشروع التدريب العملي للاجئين وطالبي اللجوء في مجالات إعداد الأرض، وإنتاج وحصاد الذرة والسمسم والموالح والعلف والدواجن، بجانب التدريب في إدارة الإنتاج والتغليف وأفضل الممارسات التسويقية.
قدامى اللاجئين
”
شرق السودان استضاف منذ ستينيات القرن الماضي أكثر من 1.5 مليون لاجئ وحالياً هناك أكثر من 90,000 لاجئ يعيشون في تسعة مخيمات للاجئين في كسلا والجزيرة والقضارف
”
وغالبية اللاجئين القدامى ظلوا يعيشون في شرق السودان لفترات تصل إلى 40 عاماً، كما أن ما يقارب 60% من سكان المعسكرات ولدوا في السودان.
ويقدر كذلك أن ما يصل إلى 50% من اللاجئين وطالبي اللجوء في شرق السودان يعيشون في فقر مزمن.
وقال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين محمد أدار في السودان “عادة ما يعد اللاجئون متلقين سلبيين للمساعدات الإنسانية، وأنهم يشكلون عبئاً اقتصادياً على المجتمعات المضيفة، ولكن في واقع الحال فإن مجتمعات اللاجئين ليست كلها مجتمعات متشابهة”.
ومنذ ستينيات القرن الماضي استضاف شرق السودان، الذي يعاني نفسه من الفقر المدقع أكثر من 1.5 مليون لاجئ، وفي الوقت الراهن، هناك أكثر من 90,000 لاجئ يعيشون في تسعة مخيمات للاجئين في كسلا والجزيرة والقضارف.
شبكة الشروق