تخلو نابلس من ظاهرة الأطفال المشردين، لكنها لا تخلو من أطفال قد يضطرون لترك البيت لأيام بسبب قسوة الأهل، كما حدث مع فتى في الخامسة عشرة من عمره هرب من ظلم زوجة أبيه لينام عدة ليال في مسجد برفيديا.
قال بحزن شديد، إنه اضطر أن ينام لأكثر من أسبوع في المسجد بعد أن طرده والده من المنزل تلبية لرغبات زوجته. هذه حكاية حقيقية لطفل فلسطيني يعاني من بطش الأب وتجني زوجة الأب.
يقول الفتى سامي 15 عاما، إن والده طلق والدته منذ 10 سنوات، ومنذ ذلك الوقت يعيش حياة القهر والظلم في منزل والده، والذي تشرف على إدارته زوجة أبيه.
الطفل سامي تردد كثيرا قبل الإفصاح عن قصة الظلم الذي يتعرض له من زوجة أبيه، إلا أن سهره الطويل في شوارع رفيديا، غربي نابلس، كشف عن وجود مأساة كبيرة في حياة هذا الفتى، الذي اضطر للبحث عن أي عمل حتى يتجنب الاضطهاد الذي تفرضه عليه زوجة أبيه، حسب قوله.
اضطر سامي للعمل في العديد من المهن مثل العتالة والدهان وفي البقالات والمطاعم، مع أن القوانين تمنع هؤلاء الأطفال من العمل في هذه السن. يقول سامي: “مارست العمل في سن العاشرة وتعرضت للقمع والاضطهاد، لكنني تحملت ذلك حتى لا أسقط في براثن السرقة أو التسول”.
سامي ما زال على مقاعد الدراسة ويحلم بتغيير واقعه عبر بوابة العلم، إلا أن ظروف الحياة القاسية دفعته مؤخراً للعمل في أحد المطاعم، لكنه سرعان ما تركه لأسباب رفض الإفصاح عنها، ما دفعه إلى العودة للتسكع في الشوارع مرة أخرى هربا من جحيم أسرة تقودها زوجة أبيه، التي وصفها بأنها قاسية في تعاملها معه.
وعن النوم في المسجد قال سامي: “اضطررت للنوم في المسجد لمدة أسبوع بعد أن طردني والدي من المنزل بسبب ادعاءات زوجته”، التي يقول إنها تكرهه وتمارس عليه القسوة لأتفه الأسباب، كما قال: “تعاملني بقسوة بعكس معاملتها لأولادها”. قصة سامي مؤلمة ولابد من الإسراع في حلها قبل أن يجره تيار الظلم نحو الأسوأ.
زوجة أبيه، وبعد التواصل معها، رفضت الإفصاح عن أية معلومات تتعلق بطفل زوجها خوفا من كلام الناس. فهل تلتفت وزارة الشؤون الاجتماعية ولجان الزكاة إلى هذه الحالة لحماية هذا الفتى وأمثاله من الضياع ومساعدته في حل أزماته المتتالية، التي يبدو أنها لن تنتهي في ظل الظروف الحالية، وتساعده في إيجاد مأوى مناسب يحميه ويحمي مستقبله.
دنيا الوطن