هدم المجتمعات ونشر الرذيلة، وتشجيع المنكرات والتصالح مع كل أنواع العهر سيأتينا من هذا الباب.. من هذا الباب أيضاً تتدفق إلينا سيول المعرفة بشتى ضروبها فمنها ما يمكث في الأرض بما ينفع الناس، ومنها ما يهدم الأخلاق ومن ثم بناء الأمم المتماسك.. هذا الباب فإن نحن أغلقناه ظمئت أرواحنا التائقة إلى المعرفة، وجفت حلوقنا المتيبسة، وذبلت عروقنا، وتخلفنا عن ركب الأمم المتحضرة، وإن تركناه مشرعاً واستقبلنا كل الواردات عبره بسرور وافتتان، فذلك هو التصالح مع عهره، والتسليم لأمره.. مكمن الخطر أن هذه البوابة التي تفتح أحضانها بلا حارس ولا رقيب يدخل إلينا عبرها من لا نأمنه على أعراضنا، وبيوتنا ومن لا يُستأمن على أخلاقنا ولا أمننا وسلامتنا.. فكيف بالله العمل والمخرج من هذه الورطة؟.. في رأيي أن المخرج هو البحث عن حارس أمين ورقيب حكيم يقينا شرور كل “منسرب” عبر هذه البوابة، في تقديري أن الحارس الأمين هو الأخلاق والمسؤولية الدينية والوطنية والاجتماعية، فلنجعل كل هذه القيم على بوابة وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة من واتساب وفيس بوك، تويتر، إينستاجرام “مصفاة” تقيناً شرورها وتنتقي لنا خيرها..
الآن قد تجد شخصاً يريد أن “يولغ” في شرف وأعراض آخرين فالأمر لايكلفه سوى اسم مستعار وصور مستعارة بعدها يمكن أن ينفث سُمه يمنة ويسرة بلا رقيب أو حسيب ويؤذي الأبرياء، فليس من الأخلاق والمسؤولية أن نساعده في “نشر” سمومه وأحقاده عن طريق “المشاركة” في الفيس بوك أو النقل – كوبي بيست- في الواتساب أو ما شابه ذلك، بدون وعي وإدراك تجد بعضنا من مستخدمي هذه الوسائل في أحيانٍ كثيرة يتناقلون هذه الرسائل والصور ويكتفون بلفظ “منقول” يفعلون ذلك ويحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم.. (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)
لذلك نقول إن هذه البوابة الخطيرة التي عبرها تُنتهك أعراض الشرفاء، وتُلصق التهم بالأبرياء لا بد لها من أخلاق تحرسها، وقيم تكبح جماحها، ومسؤولية تقي الناس شرها حتى يعيش المجتمع في أمن وسلام، فالأمر في تقديري سلاح ذو حدين، فإما أن تذبح به أبرياء وتهلك به نفسك قبل الآخرين وإما أن توظفه لفعل الخير وتعزيز أمن وسلامة مجتمعك، وبما ينفع أمتك ومحيطك..
× نبضة أخيرة:
اتصل عمنا رجل الأعمال المعتق محمد أحمد كودي، أشهر التجار الشماليين الذين عملوا بالجنوب، اتصل أمس مصوباً المعلومة التي أوردناها أمس عن الزعيم الكيني جومو كنياتا، وقال عمنا إن المقولة المنسوبة إلى كنياتا والتي تتناقلها حالياً مواقع الإنترنت والتي جاء فيها “عندما جاء المبشرون إلى أفريقيا كانوا يمتلكون الإنجيل وكنا نُملِكُ الأرض، فعلمونا كيف نصلي معصوبي الأعين، ففعلنا وعندما فتحنا أعيننا وجدناهم قد أخذوا الأرض وأخذنا الإنجيل”، قال إن أول من قال هذه العبارة باتريس لوممببا الزعيم الكنغولي الذي ناضل ضد البلجيك”، وأشار “كودي” إلى أنه كان قد سمع تلك العبارة في إحدى خطب لوممبا، بينما كان هو- كودي- في جوبا.. شكراً عمنا كودي على التصحيح..