{ إلى والي الخرطوم الفريق “عبد الرحيم محمد حسين”: الذباب يحاصر الأحياء وينشر الأمراض ويضاعف فواتير العلاج وعربات النظافة غائبة أو مضربة عن العمل منذ فترة ليست بالقصيرة.. الخبز قلَّ وزنه وبات هزيلاً لا يشبع الطفل الصغير.. المواصلات وما أدراك ما المواصلات.. ونقص المياه .. مشكلات لا تنتظر الاجتماعات ولا وضع الخطط الجديدة.
{ إلى الفريق “عوض ابنعوف” وزير الدفاع: سنوات عديدة والقوات المسلحة تنتظرك وزيراً لها.. سنوات والمنصب يقترب منك ثم فجأة يبتعد.. الآن فقط أيقن الكثيرون أن القوات المسلحة موعودة بالاهتمام بالأفراد.. وأن النصر على التمرد قريب جداً.. ولو كان “الحلو” و”عرمان” و”عبد الواحد” و”جبريل” يقرأون ما يجري في الداخل لهرعوا موقعين على اتفاقية السلام.. لأن القادم صعب جداً.. ومُر المذاق على التمرد.. “عوض” شخصية نادرة، سياسي بعباءة عسكرية وعسكري بصرامة المدفعية وصمت الاستخبارات ودقة جهاز الأمن!!
{ إلى مولانا “عثمان أبو قناية” القيادي في المؤتمر الوطني: عندما تتحدث يطمئن الناس لمستقبل التجربة الحزبية في بلادنا، وقد كنت صريحاً في اجتماعات مجلس الشورى الأخيرة ناصحاً مخلصاً ولم (تداهن) ولم تمسح على الصوف من أجل مصلحة قادمة.. أعجبني قولك إن انتخابات الولاة أصل في النظام الفيدرالي، وأن التعيينات الحالية استثنائية اقتضتها ظروف محددة بزوالها تعود الانتخابات التي لا بديل عنها.
{ إلى الدكتور “النور حمد”: ما بين “النور” الناقد والأديب و”النور” السياسي الناشط في الحزب الجمهوري مسافة بعيدة جداً.. قرأت كتابك القديم مهارب المبدعين مؤخراً، وتكشف لي الوجه الآخر لأديب وناقد أركبه الزمان سرج السياسة المعوج.. وفقدت بلادنا أديباً يقرأ في النصوص بعين بصيرة.. وضمير يقظ وإحساس وومضة خاطر.. ما هذا المخزون من الإبداع والثراء اللغوي والنقد الذي تسنده معرفة عميقة بجذور السيرة والنصوص السودانية.
{ إلى الوزير “صلاح ونسي”: وفاءً لأستاذ الأجيال والمعلم والشيخ “ونسي محمد خير”، أقبل على الإسهام في صيانة مدرسة “تلو” الثانوية.. والمنزل الحكومي الذي كان يقطنه شيخ “ونسي” ويجمع أهل “كادوقلي” في الأمسيات ويزرع بذرة التيار الإسلامي في أوساط الطلاب.. “تلو” هي مدرسة شيخ “ونسي”.. ود. “الحاج آدم”.. و”يوسف كوة”.. و”مكي بلايل” و”الدقير”.. و”أزره وزره دبوس”.. و”يوهانس يور أكول”.
{ إلى الأستاذ “عبد الكريم الكابلي”: قتلوك وأنت ترفد الدنيا بكتاب عن الموسيقى والغناء.. قتلوك .. وكابلي حتماً سيموت ويغيب عن دنيانا بجسده ولكنه يبقى خالداً حتى يطوي الله الأرض.. وتظل آسيا وأفريقيا وضنين الوعد.. وسكر وقمر دورين.. وروائع الغناء السوداني، تجمل دنياواتنا وتغذي الأرواح وشغاف القلوب.. مد الله في عمرك حتى تعود لأرضك قريباً.. نعم الموت قادم لكننا نكره الصناديق التي تأتينا من وراء الحدود.
{ إلى البروفيسور “إبراهيم غندور” رئيس وفد الحكومة المفاوض: ماذا لو وافقت الحركات المسلحة على الحوار من الداخل وأعلنت ترحيبها بوفد الحكومة في مدينة “كاودا”؟؟ هل ستفعلها مثل “الزبير محمد صالح” الذي فاجأ الجميع وحل بمدينة “الناصر” التي كان يحتلها المتمردون والتقى بمشار في الغابة، وأثمرت تلك الخطوة اتفاقية 1997.. ولماذا لا تعلن الحكومة استعدادها الذهاب لـ”كاودا” لتسجيل هدف في شباك “ياسر عرمان”.
{ إلى الوزير “حسن إسماعيل” القيادي في حزب الأمة: الآن فقد عرف الناس أهميتك بعد الحملة الشرسة التي شنها المناضلون والمناضلات لإثنائك عن خيار اتخذته بشجاعة وإقدام.. لو كان “حسن إسماعيل” شخصية هامشية في حزب الأمة لما أوجعت قراراته آل البيت “المهدوي” .. وأيقظت (بت الناس) من سكرة “أديس أبابا”.
{ إلى “جمال الوالي” رئيس نادي المريخ: إذا هزم مازيمبي المغرب التطواني.. سيواجه المريخ بكل عنفوانه ومحترفيه مازيمبي في معركتين بأم درمان ولوممباشي.. ويواجه “جمال الوالي” أثرى أثرياء السودان .. “معز كاتومبي” أثرى أثرياء الكنغو.. إنه فعلاً صراع الأقدام والمال والثراء.. بين رجلين وناديين ليكتب الفائز نفسه بطلاً مرشحاً للظفر بالأميرة السمراء.