بالتأكيد أمطار أمس فضحت الولاية وأكدت ما في أي استعدادات لهذا الخريف حسب ما كان يصرح به المسؤولون بأن الولاية استعدت تماماً لخريف هذا العام.. والمثل السوداني بيقول ليك (الكضاب وصله خشم الباب)، وها هي الأمطار تهطل ودون المعدل وأبرزت خللاً كبيراً في هذه الولاية، فلم تكن المجاري كما هو حالها فانفضحت في أول (رشة).
ولاية الخرطوم الجديدة والتي لم يمض على تعيينها (72) ساعة تقريباً لن تستطيع أن تعمل شيئاً رغم أن نصف الوزراء كانوا في الحكومة السابقة.
ولاية الخرطوم تواجه تحديات كبيرة حسب ما قال السيد الوالي الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين”، ولكن هناك أولويات إذا بدأت بها ستكون على الأقل قامت بعمل يلحظه المواطن، فولاية الخرطوم يمكنها أن تبدأ ونحن في فصل الخريف نجمع كل الآليات في مدينة واحدة، مثلاً مدينة “أم درمان” أو “بحري” أو “الخرطوم” يمكن أن تجمع الآليات في واحدة منها، ثم يبدأ العمل في الأسواق والطرق الرئيسية، بمعنى أن تعمل كل الآليات في مدينة واحدة، ويمكن أن تستمر تلك الحملة لمدة أسبوع تقريباً في منطقة واحدة، ومن ثم تنتقل نفس الآليات إلى مدينة أخرى وهكذا، وخلال فترة وجيزة يمكن أن نرى بأم أعيننا كيف تحولت مدن الولاية إلى لوحة مشرقة وجميلة، وإذا استمر الوزراء والمسؤولون بنفس النمط القديم ستكون نفس الولاية ونفس مدنها التي عاشت في الأنقاض وفي النفايات عشرات السنين.
إن ولاية الخرطوم سودان مصغر لابد أن تتكاتف الجهود لإبراز وجهها المشرق، خاصة وأن الخرطوم خلال فترة الستينيات والسبعينيات كانت من أنظف وأجمل المدن مثلها ومثل مدينة “بورتسودان” التي كان يضرب بها المثل في النظام والنظافة، ومدينة “بورتسودان” شهدت بعد ذلك حالة من التردي في الخدمات وأصبحت من المدن المتردية في البيئة إلى أن قيض لها الوالي الهمام الدكتور “محمد طاهر أيلا” وخلق منها لوحة رائعة جذبت أنظار كل من ذهب سائحاً أو زائراً أو عابراً.. فأصبح اسم الوالي على كل لسان لما قام به من عمل أعاد لمدينة “بورتسودان” ألقها وجمالها.
ومدينة “الخرطوم” بعد أن تولى الفريق “عبد الرحيم” زمام أمرها، استبشر الناس خيراً لما له من قدرات وإمكانيات وتجارب في المؤسسة العسكرية التي كان يرأسها، وكيف تحولت هذه المؤسسة إلى واجهة رائعة يتحدث الجميع عنها.. فولاية الخرطوم وبمواردها يمكنه أن يغير وجهها القبيح إلى وجه مشرق، وإلى مدينة تشبه مدن وعواصم العالم التي تحولت خلال فترات زمنية وجيزة إلى مدن في غاية الروعة والجمال مثل “دبي” و”قطر” وغيرها من العواصم والمدن العربية، و”الخرطوم” ليست استثناء فلها من المقومات والإمكانيات ما يجعلها تلحق بركب تلك المدن، وليس ببعيد أن تعود “الخرطوم” ومدنها الثلاث إلى سابق عهدها عندما كانت تغسل بالماء والصابون نهاية اليوم.