الفروسية.. رياضة جاذبة لحسناوات السودان.. علي المضمار
منذ سنوات طويلة تغنى الشعراء بالفرس وشبّهوها بالمرأة، كما منحوا الفتيات بالمقابل بعض جماليات الأولى، وقالوا عن الحصان الذي يسير بخطى متقاربة وسريعة، إنه يملك قدمي راقصة، وشبّهوا لمعان عينيه بعيني فتاة عاشقة، أما شعر المرأة الكثيف والمنسدل، فهو أشبه بشعر رقبة الفرس.
من تلك المعطيات يبقي حب المرأة للخيول من البديهيات وتشكلت العلاقة بينهما، وأصبحت ممارسة رياضة الفروسية جزء من هوايتها إلى أن تحول، الأمر إلى الوجود في المنافسات الرسمية الداخلية والخارجية.
عشق قديم
مارسة المرأة السودانية رياضة الفروسية منذ العام 1976م، وفي الكثير من الأحيان كانت منافس شرس للفارس خاصة في منافسات القدرة والتحمل والقفز على الحواجز، وتشعر الفارسة بالحرية والإنطلاق مع فرسها وتحس بالتوافق والشعور بالسعادة عند ممارسة رياضة الفروسية. وفي السياق تقول الفارسة إيناس صديق: كنت في السابق ضمن منظمومة اتحاد السباحة بالتحديد رياضة (الانزلاق المائي)، ولكن حبي لرياضة الفروسية جعلني أنضم إلى نادي الفروسية حتى أصبحت من الأساسيات في الفريق. وعن المشاركات الخارجية، قالت إيناس شاركت باسم السودان في بطولة الشيخة فاطمة بنت محمد للقدرة والتحمل كأول مشاركة لي مع المنتخب الفروسية في مطلع العام الحالي. وأضافت: لم يحالفنا الحظ في الفوز بأي نتيجة وخرجنا من التصفيات الأولى، لأن الخيول لم تكن مدربة، ورياضة القدرة والتحمل تتطلب بأن يكون الحصان مدربا، وتحسرت إيناس على فقدان فرسها الذي غيبه الموت. وأشارت إلى أن فرسها غالي الثمن اشترته قبل فترة بمبلغ خمسة عشر مليون جنيه بالقديم.
توم روح
أما الفارسة لينة الحارث خريجة (هندسة الاتصالات) التي أحبت رياضة الفروسية منذ طفولتها ووجدت دعما وتشجيعا من أسرتها في ممارسة هوايتها إلى أن تحولت إلى احتراف بانضمام إلى الفريق، وشاركت معه في المنافسات الداخلية والخارجية. وأضافت: لدي فرس خاص أطلق عليه اسم (منة الله) أشارك به في المنافسات، ولكن الخوف عليه والحرص يجعلني لا أصطحبه معي في التمارين، وأتدرب بخيل النادي، وفيما يخص علاقة الفارس بالفرسة تقول لينة “تربطني به علاقة حميمة وأعده جزءاً من عائلتي، ولا أستطيع تسميتها بمصطلح معين لكن الأقرب إلى (توم روح)”، وتؤكد أنها
تطمح في أن يُتوّج حبها لهذه الرياضة بالفوز ببطولات خارجية.
رياضة جاذبة
تقول الفارسة ريان رجب: إن رياضة الفروسية ممتعة للغاية وجاذبة للجمهور، وكنت أتمنى ركوب الخيول منذ زمن بعيد وأتاح لي اتحاد الفروسية السوداني فرصة المشاركة معهم في التمارين، ووقتها كنت لاعبة جمباز بعد ذلك قررت المواصلة في رياضة الفروسية والانضمام إلى الفريق. وأردفت بالقول: لم أجد أي معارضة من الأسرة في مواصلة رياضتي المحببة. وعن علاقة الفارس بالخيول توافق ريان زميلتها لينة في أن العلاقة تتعدى إلى أن تصل مرتبة الصداقة، وتلفت إلى أن علاقتها تنصب نحو الخيول الأليفة ولديها فرسة فرسة تسمى (عسولة)، وهي صديقة وفية تفهمها وتساعدها كثيراً في تحقيق نتائج إيجابية في المنافسات، وتقول هي ملك للنادي وأطمح في أن يكون لدي فرس خاص. وتتابع: يجب أن تتصف الفارسة بعدة صفات منها سرعة البديهة والتنظيم والالتزام، إضافة إلى اتسامها بصفة القيادة وحب الخيول والشموخ والعظمة، منوهةً إلى أن هذه كلها صفات جيدة، ويجب على الفارس أن يتسم بها لكي يُصبح هناك توافق بينهما، باعتبار أن رياضة الفروسية تعمل على صقل شخصية الفارسة وترفع من معنوياتها.
الرياضة الأمثل
من جانبه، تحدث الأستاذ رأفت بلة سكرتير اتحاد الفروسية معلقا عن الأداء الجيد للفارسات خاصة في منافسات القدرة والتحمل والقفز على الحواجز، مؤكداً أن العدد في تزايد مستمر باعتبار أن رياضة الفروسية هى الأمثل للمرأة، ولا يوجد فيها مشقة في ممارستها سواء تطبيق تعليمات المدربة، موضحا أن هناك ضعفاً في التقاط الأوتاد. وفي الأثناء علق المدرب العماني الجنسية منصور بن علي بن ناصر على الأداء الجيد للفارسات، خاصة في بطولة استقلال السودان على وجه الخصوص، بجانب استخدام الرمح والسيف، مضيفا: عليهن الاجتهاد أكثر والعمل باستمرار في التدريبات حتى الوصول إلى منصات التتويج، ذاكراً أن اتحاد الفروسية يمتلك بنية تحتية ومقومات تؤهله إلى استضافة البطولات العالمية.
اليوم التالي
يعني السودان فيهو حسناوات ونحن ما”شايفين”؟!