انتشرت ظاهرة “تحدِّي دلو الثلج” الصيف الماضي كالنار في الهشيم، فنجحت في جمع تبرعات فاقت الـ 100 مليون دولار. لكن، أين ذهبت الأموال التي جُمِعَت لصالح حملةٍ تهدف إلى نشر الوعي حول مرض “التصلب العضلي الجانبي” ومكافحته؟
صحيفة “تايم” الأميركية حاولت الإجابة عن هذا السؤال:
منذ عامٍ واحد، غمرت المياه الجليديّة الانترنت، منهمرةً من دِلاء الثلج التي رفعها الناس وقلبوها فوق رؤوسهم في حملة تضامن خيرية انتشرت عبر سلسلةٍ لا تنتهي من فيديوهات غزت وسائل التواصل الاجتماعي. وكان المشاركون يرشحون عددًا قليلا من الأصدقاء لفعل الشيء ذاته أو دفعهم إلى التبرَّع للحملة.
حققت الحملة التي شارك فيها الرئيس الأميركي باراك أوباما شخصياً، نجاحاً باهرًا. لكن بموازاة هذا النجاح، طرح كثيرون بعض الأسئلة المتعلقة بالهدف الأساسي للحملة: هل تابع الناس حملة التبرعات؟ هل غطَّت الإثارة على المرض والهدف الفعليّ للحملة؟ هل تمكنت الحملة من رفع الوعي؟
وبعد مرور عامٍ كاملٍ على انطلاق “تحدي دلو الثلج”، فيما يلي بعض الإجابات على أسئلة الناس:
كم جمعت الحملة من مال؟
وفقًا لرابطة مرض التصلب العضلي الجانبي، جَمَع التحدي 111 مليون دولار، وتبرع المشاركون أيضًا بمبلغ إضافي قدره 13 مليون دولار لفروع الرابطة.
كم أُنفِق حتى الآن؟ وعلى ماذا؟
تفيد تقارير الرابطة أنها أنفقت قرابة 47 مليون دولار من أصل 115 مليونًا حتى الآن، خصصت ثلثيها للبحث في 5 مجالات مختلفة: اكتشاف الجين، وتطوير نموذج المرض، وتحديد المؤشرات الحيوية، والتجارب السريرية، وتطوير الأدوية.
كما أُنفق نحو 20% من التبرعات على خدمات المرضى والمجتمع، وذهبت الـ 11% الباقية إلى التعليم وجمع الأموال ورسوم الإعداد.
وذكرت “تايم” في تقريرها أن الرابطة تمتعت بالشفافية، وكانت متعاونة للغاية في توفير المعلومات التي أدرجتها في قائمة شاملة ومفصلة.
– هل إنفاق 47 مليون دولار (من أصل 115 مليون) يعتبر أمرًا سيئًا؟
تلفت الجمعية إلى أن الحملة لم تكن استجابةً لكارثة نقلتها إلى الوعي العام، بل مثلت إحساسًا مستقلاً انتشر على نطاق واسع. ولأن “التصلب العضلي الجانبي” مرض دون علاج معروف؛ فإن مكافحته تتركز بشكل كبير على الأبحاث.
كما ذكرت مراكز الأبحاث أن خطط الإنفاق تمتد لثلاث سنوات؛ لأن الأبحاث في كثير من الأحيان تحصل على دفعات على مدى عدة سنوات.
ونظرًا لأن الدراسات تتطلب المزيد من الدراسات، فإن الإنفاق الذكي هو الأكثر أهمية.
– ما هي الإنجازات الملموسة التي تحققت؟
مثلت الخدمات المباشرة للمرضى والمجتمع أكثر النتائج قابليةً للقياس؛ نظراً لأن رعاية المرضى فورية وملموسة. على سبيل المثال، ذكرت صحيفة “بالم بيتش بوست” الأميركية أن فرع الرابطة في فلوريدا استطاع أن يعين مسؤولاً ثنائي اللغة للرعاية المحلية.
كما مكنت التبرعات باحثي جامعة جون هوبكنز من تحديد البروتين الذي انهار في خلايا معظم مرضى التصلب العضلي الجانبي، وخَلُصوا إلى أنهم إذا أصلحوا البروتين؛ فإن الخلايا التالفة يمكن أن تُشفى.
– ماذا عن نشر الوعي؟
خلال الحملة، أعرب كثيرون عن خشيتهم من أن تأثُّر المشاركين بالتجربة وانتشارها على شبكات التواصل الاجتماعي غطَّى على الحملة ذاتها، لدرجة أن البعض لم يعرفوا حتى إلى أي شيء يشير اختصار ” ALS”، بل أصبح الأمر محصورًا فقط في كونه “تحدي دلو الثلج”.
وبحسب “تايم”، فهناك نوعان من المتبرعين:
-1 من يشاركون بعمق في القضية، ويستمرون لسنوات.
-2 من يستجيبون لموجة وسائل الإعلام الاجتماعية.
وحتى إذا كان معظم المانحين لا يعرفون ماذا يعني اختصار “ALS”، وليس لديهم أدنى معرفة بالمرض، tمن الصعب تقليل شأن تبرعاتٍ بلغت 115 مليون دولار.
The Huffington Post