أحسب أن (الشركة السودانية للتنمية الريفية) بقيادة ربانها الماهر (د.جعفر فرح) كانت من الذكاء والحنكة والصدق بمكان يبز رصيفاتها من مؤسسات التمويل الأصغر، حين اجتهدت في الاستفادة قدر الإمكان من المبادرات الإنسانية الداعمة للشباب العربي التي تقدمها مؤسسة (صلتك) الإقليمية التي يقع مقرها الرئيس في دوحة العرب وتتمتع بحظوة وإشراف سمو الشيخة (موزا) شخصيا.. التي ينداح نشاطها التدريبي والتمويلي كمؤسسة شاهقة في مجالات التأهيل والتوظيف وريادة الأعمال على نحو أكثر من 14 دولة عربية وإقليمية، وبإمكانيات باذخة في العطاء والدعم.
وكانت (صلتك) قد قامت مؤخرا بتفعيل مشروع متكامل لإعداد مستثمرين سودانيين شباب موضوعين سلفا قيد التمويل ضمن برامج الشركة السودانية للتنمية الريفية لمساعدتهم من خلال المحاضرات الضافية التي أخذوها على اتخاذ القرار الملائم واكتشاف إمكانياتهم الكامنة وتوظيفها بحيث يتسنى لأحدهم تفعيل وإدارة مشروعه الخاص وتحويله لخطوة عملية فاعلة في طريقه الاستثماري المعبد بالإدراك والمعرفة واكتساب الخبرات وصولا به لتمام النجاح والاستقلال المادي بل وخدمة مجتمعه.
وكان نحو 1000 شاب وشابة تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 35 سنة قد نالوا تأهيلا ضافيا وفق المنهج المتطور الذي اعتمدته (صلتك) لرفدهم بالمعلومات والتوجيهات الكافية التي تعينهم على إدارة مشاريعهم الخاصة اختراق الأسواق وفق خطط تسويقية ممتازة.. وقد شارك عدد مقدر من المدربين الأكفاء ذوي الخبرة في تدريب الشباب ونجحوا في خلق علاقات وطيدة بينهم بحيث تلاقحت الأفكار بما يفيد الجميع.
وبهذا يكون هؤلاء الشباب قد اكتسبوا الأهلية الكاملة للتوظيف أو إدارة مشاريعهم الصغيرة المراد إنشاؤها على ضوء التمويل اللازم الذي تلتزم به مؤسسة التنمية الريفية التي اختارت (صلتك) الدخول معها في هذا التعاون الكبير على اعتبار ما تتميز به من التزام وتاريخ عريض في هذا المجال وفق ما تحدِّث به الإنجازات.
وقد أعرب لنا العديد من الشباب عن سعادتهم بهذا البرنامج المميز والجميل، وتمنوا أن ينعم بمزاياه أكبر عدد ممكن من الشباب، وتتم الاستفادة قدر الإمكان من هذه السانحة الذهبية التي تقدمها (صلتك) للسودان كإحدى أهم الدول التي تتصدر لائحة اهتمامها في المرحلة القادمة وتنتوي – بحسب قياداتها- أن تساهم في تدريب وإعداد أكبر عدد ممكن من الشباب السودانيين بالتعاون مع كل من يرغب من البنوك والمؤسسات التي تعتمد العمل بالتمويل الأصغر وتؤمن به كواحد من الحلول الجذرية للخروج بالجميع من عنق زجاجة الفقر إلى رحابة الدعة والعيش الرغيد.
والمتابع لنشاط هذه المؤسسة الإقليمية داخل السودان لاسيما عبر برامجها التدريبية سيدرك فعليا مدى الاهتمام والصدق اللذين تقوم عليهما كأهم وسيلتين لتحقيق غاياتها وأهدافها النبيلة التي تحرص على إنفاذها في محيطنا العربي والإقليمي بحيث تكون (صلتك) حلقة وصل حقيقي بين الشعوب وحركة إيصال للمعلومة وحركة تواصل واتصال تترجم جميعها المعنى الحقيقي لتلك الكلمة الصغيرة المدهشة القادرة على تغيير واقع الشباب تماما.. (صلتك).
تلويح:
أتمنى أن تقلع المؤسسات السودانية خلال تعاطيها مع مثل هذه المؤسسات الداعمة المحترمة عن كثير من مساوئها التي تتمثل في الاستهتار والفساد والتقاعس، وتعمل بجدية والتزام حتى تعود المنفعة على البلاد والعباد.