:: كما خصً مخدمهم ثلاث صحف بتلك (المعلومات المضروبة)، فأن أفندية بشركة سيقا خصوا بعض زملائي ب (معلومات مضروبة أيضاً)، مفادها أن الطاهر ساتي يهاجم إحتكار شركتهم لإستيراد القمح لأن دعوة مخدمهم تجاوزه يوم الخميس الفائت ..معلومة مضحكة، وإختزال مخل لقضية بحجم إحتكار (قوت شعب)، فالطاهر يوم اللقاء كان خارج الخرطوم، ثم قبل هذا اللقاء بشهرين إعتذر عن دعوة (خاصة جدا)، لمرافقة مخدمهم إلى (وادي حلفا)..فالقضية (عامة جدا)، وذات صلة بقوت الناس وإقتصاد البلد، ولذلك كان يجب التفكير فيها بالعقول، ولكن يبدو أن هؤلاء الأفندية يفكرون فيها بالبطون ..!!
:: المهم، نقرأ ما يلي بالنص : (أنا قلق من مصير 8 آلاف عامل بشركة سيقا في حال عدم توفير اعتمادات لاستيراد القمح وتطبيق القرار الحكومي بفك استيراد الدقيق والقمح)، أسامة داؤود للتغيير .. إعتماد إستيراد القمح (متوفر جدا)، ومنذ أسبوع تنشر الصحف إعلانات الحكومة الراغبة لإستيراد القمح، وما تم نشر الإعلانات إلا بعد أن تم توفير الإعتماد بالمصارف بسعر دولار القمح (4 جنيهات)، وليس هناك ما يمنع شركة سيقا عن التقدم لهذا العطاء مع الشركات الأخرى، فلماذ القلق والتوتر على مصير ( 8.000 عامل)..؟؟
:: فالإجابة، يا أحباب، في الشطر الثاني من (التباكي)، حيث يقول هذا الشطر في ذات التصريح بالنص : ( وتطبيق القرار الحكومي بفك إستيراد الدقيق والقمح)، هنا مصدر القلق والتوجس والتوتر على مصير (8.000 عامل).. لو أن هذا العدد من العاملين صحيح، فما بلغته شركة سيقا إلا بالإحتكار وليس بالكفاءة وجودة المنافسة.. وبهذا التصريح المعيب تبدو شركة سيقا في عقول الناس وأنظارهم كما المحليات التي لا تجبي الرسوم والجبابات من الناس إلا بحماية ورعاية الشرطة.. ونفهم أن يرضع حزب المؤتمر الوطني من ثدي الشعب ليقوى ويحكم (الناس والبلد)، فما بال شركة سيقا أيضاً – كما هذا الحزب – ترهن قوتها ونشاطها لإحتكار ( ثدي الشعب)..؟؟
:: أيها الناس، قبل إحتكار القمح والدقيق لثلاث شركات منها شركة سيقا، كانت عدد المطاحن ذات العمالة والإنتاج في بلادنا (28).. فتحطمت، وتشردت عمالتها وتوقف إنتاجها، والآن تحتضر منها ما يقارب (17)، وهي التي تعمل يوما وتتوقف شهراً لعجزها على منافسة ( سيقا و سين وويتا)، ذوات الظهور الحكومية التي تهضم حق المنافسة الشريفة منذ (نوفمبر 2010)..وفك الإحتكار يعني بعض الإعتذار لأصحاب المطاحن التي (تدمرت)، ويعني إحياء المطاحن التي (تحتضر).. !!
:: ثم أن فك الإحتكار يعني إعادة إستيعاب آلاف العمالة التي تشردت من كل تلك المطاحن لتعود إلى الإنتاج والإستقرار الأسري كما ( عمالة سيقا) التي يقلق عليها أسامة داؤود .. وفك إحتكار سيقا وسين وويتا يعني إخلاء الميدان لهن وللأخريات، ليكون التنافس بجودة العطاء والكفاءة وليس بقبح الإحتكار و (التباكي عليه).. فليطمئن السادة الأفندية بشركة سيقا، لسنا ضد شركتهم، ولسنا من أصحاب المطاحن التي (تدمرت أو تحتضر) بسبب إحتكار شركتكم لمزايا الإستيراد ودولار الشعب ، ولكن العدالة – في طرح قضية أي إحتكار – تقتضي أن تعيشوا جميعاً أو ..(تموتوا جميعا)..!!