والسيد داود بلا شك غير سيدنا داود عليه السلام، وإن تشابهت القصة لولا أن (أناب) النبي، فتقبل الله منه.
أعدت قراءة حديث السيد أسامة داود للعزيز مزمل أبو القاسم مرة ومرتين، وقرأت العناوين و(عبوات) التفاصيل الصغيرة مع الدهشة أن كيف رضي السيد أسامة أن يظهر لوسائل الإعلام، وقد كنت أظنه قبل ذلك هو الزعيم (رقم صفر) في سلسلة مغامرات الشياطين الـ 13 التي فتنا بها في ميعة الصبا لما حسبناها بداية التحالف العربي قبل أن تحقق عاصفة الحزم جزءا منه باضطرار أقرب منه لمحبة..
ظهر مديرو المخابرات والخليفة الصغير لا يبين، لكنه بعد قرار فك الاحتكار بيوم واحد ظهر وبان..
وقدم دفوعات ومعلومات كان الناس تنتظرها منذ عشرين عاماً فخبأها مع فائض الأرباح حتى إذا ما تعلقت أنشوطة القرار الحكومي الأخير برقبة مؤسسته خرج يستغيث.
أرادت الشركات المحتكرة أن يبقى لها الاحتكار إلى الأبد طامعة في نعجة إضافية لتتم نعاجها إلى مائة..
لم تكن سين وسيقا وصاحبتهما كالنبي يوسف لتمسك بقدر وتوزع بحكمة لما جعل على خزائن مصر ذات محل، فأخرج الناس إلى الرخاء، لكنها كانت ولا تزال مؤسسات ربحية تتخذ من دعم الحكومة دلواً لتغرف به من آبار المال وتعطي الآخرين بقدر..
أسرار كثيرة لم تكشف بعد ومعلومات ثرة ستكون في طريقها إلى الناس أن تضايقت (الزومي) أكثر..
إن القول بأن الدقيق المستورد الحالي هو الأغلى والأسوأ في تاريخ السودان، وغير ذلك من التصريحات، ما كان له أن يخرج لو لم يحس صاحب إمبراطورية القمح بالخطر، فأخرج بضع بالونات اختبار تمهيداً للتفجير الكبير القادم إن لم تتراجع الدولة عن قراراها الأخير، ولعل الزج بالسيد وزير المالية في الأمر، بحسبان أنه كان ممثلاً لبنك السودان حينما كان نائباً لمحافظه، إنما القصد به كان الشوشرة على الأمر برمته مع العلم أن الوظيفتين مختلفتان، وإن شغلهما رجل واحد.
إن الوضع الاقتصادي غير المسبوق الذي تعيشه البلاد حتى اقترب الدولار من ما حذر منه كرار عضو مجلس قيادة الإنقاذ في بداياتها، إنما يحتاج إلى معاملة وتعامل مختلف، حتى يخرج الناس من هذه الضائقة بسلام، بدون أن ينال البعض نصف رغيف من وجبة طفل جائع.