يبدو أن ظاهرة التقاط الصور خلسةً، أصبحت تتنامى وتأخذ أبعاداً قانونية وربما دولية وملاحقات جنائية في بعض الأحيان، ومن آخر هذه الأمثلة ماقام به المصور البريطاني “دوغي والاس” حيث صور بعض المواطنين القطريين دون موافقتهم في متاجر “هارودز” الشهيرة ونشر تلك الصور.
ومهما اختلفت الأسباب، فمن وجهة نظر قانونية وإنسانية واجتماعية لا يجوز لأحد انتهاك خصوصية أحد دون موافقته، ويبرر المصور البريطاني صوره بما يسميه مشروعاً فنياً باسم “هارودزبرغ” والذي يرصد الأثرياء في منطقة “نايتسبريج” اللندنية، ولكن بنظرة عن كثب على توجهات المشروع وأهدافه وإن كان للصالح العام أم الخاص فطرقه اجتازت القوانين والخصوصيات، ويعلق “والاس” إن مشروعه أشبه برحلة سفاري الأثرياء لاستكشاف حياتهم الوحشية في منطقة تيلسي ونايتسبريج، وسيتم عرض المجموعة في معرض فني في لندن في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
ووالاس ليس الوحيد فهناك الكثير من المصورين المنتظرين لتصوير هؤلاء الأثرياء خلال تسوقهم أو زيارتهم للمنطقة.
ويبرز “والاس” في معرضه القادم ما يراه جشعا في التسوق المحموم يتمثل في أكياس مكدسة من المتاجر التي تسوق منها هؤلاء الأثرياء، أو سياراتهم الفاخرة.
ووفقا لموقع إرم يزعم والاس إن هؤلاء الأثرياء غيّروا هوية لندن إلى الأسوأ حيث أصبحت منطقة تشيلسي ونايتسبرج خالية من السكان إذ تخلو 40% من البيوت فيها من السكان، وارتفعت دعوات كثيرين لمقاضاة “والاس”، وقد صدرت تعليقات من الكثير من القطريين إلا أن القانون البريطاني لا يمنع التقاط صور الناس في الأماكن العامة ولا يعتبرها انتهاكا للخصوصية. ويبدو أن شركة الاتصالات القطرية “كيوتيل” قد قامت بحجب موقع الصور في قطر لتدارك تبعات انتهاك الخصوصية فيه بحسب تغريدات قطريين على تويتر، ويبقى موضوع الحسم القانوني والاجتماعي في تلك القضية وأشباهها دون حل نهائي واضح.
العربي الجديد