رغم أن الكثيرين سيتساءلون حول العنوان وما هو معروف سلفاً، إلا أن المنطق الموضوعي يحتم علينا طرح السؤال ومناقشة أضابير ودهاليز مؤسسات عتيقة ارتبطت بشخوص لهم تأثيرهم وفعاليتهم في السودان، تنبع أهمية المادة “أبناء المهدي من سيخلف العرش” من الدور الطليعي المرجو من حزب الأمة أن يلعبه للمساهمة في صياغة الواقع السوداني وبالتالي كيفية حسم خيارات وعملية التحول داخله، وتكتسب أهمية إضافية من أن حزباً عتيقاً كالأمة يجب أن يمتلك خطط استراتيجية تمكنه من عبور كافة المطبات – كما أنه من الخطأ ربط ما نتناوله بحياة الأمام من عدمها – أطال الله في عمره – ثمة تساؤلات تفرض نفسها جدياً عن من سيرث عرش حزب الأمة وكيان الأنصار، هل فكر المعنيون بالشأن من وضع رؤى تقيهم شر الصدام والشرذم، في عيد ميلاده السابع والسبعين أغلق الصادق المهدي باب التكهنات عن من سيخلفه، حيث أوكل لأمر لمؤسسات الحزب لانتخاب من تراه مناسباً وفقاً للمعايير ، ظاهرياً يبدوا الأمر طبيعياً ومنطقياً أن تنتخب المؤسسات الا أن حسابات التاريخ والواقع والاعتبارات السياسة والاجتماعية والمصلحية تقول عكس ذلك، فهل ثمة صراع محتمل بين انجال المهدي (عبد الرحمن وصديق)، أو (عبد الرحمن ومريم) أو (مبارك الفاضل وأبناء المهدي) ، أم سيتمكن الأحباب من عبور ترتيبية الأسرة وتشهد أروقة الحزب تحولاً جذرياً تفرز واقعاً جديداً يقود الى صعود أحد قيادات الأمة إلى موقع الرجل الأول في الحزب وكذلك الهيئة، أسئلة موضوعية محاولة فك طلاسمها ستفضي الى سيناريوهات شتى، ربما تشكل ملامح المستقبل داخل الأمة وكيان الأنصار.
عبد الرحمن وصديق .. معادلات وحسابات
ليس تقليلاً من البناء المؤسسي الحالي لحزب الأمة وهيئة شئون الأنصار بعض النظر عن ما يدور حولها، لكن المؤكد أن حزب الأمة حال غياب السيد الصادق المهدي سيواجه صعوبات وتحديات كبيرة في حسم خيار الانتقال، كما ان أبناء الإمام الصادق المهدي ليسوا على قلب رجل واحد، فان التنافس الافتراضي حتماً حال وقوعه سيؤدي إلى انشقاق داخل البيت وسينتقل الى حزب الأمة وكيان الأنصار، ويقول الصادق الزعيم ، ان الخلاف بين عبد الرحمن وصديق وارد بقوة بشأن خلافة المهدي، لكنه يعزز فرص عبد الرحمن من تولي خلافة والده، ويشير الزعيم في حديثه الى أن الصراع دائماً ستحسمه هيئة شئون الأنصار وليس المؤسسة السياسية، ويضيف أن عبد الرحمن يجد قبولاً من المؤسسات القائمة حالياً بجانب تقاربه مع الحكومة ومصالح أسره المهدي علاوة على الترتيبية الأسرية داخل بيت المهدي، فيما يشكل صديق وهو الممسك بالملف الاقتصادي داخل أسرة المهدي وحزب الامة منافساً محتملاً يرتكز على موقف مبدئي من النظام ويجد مساندة من بعض قيادات وكوادر الحزب، لكن محدثي يقول أن الموقف السياسي ليس كاف لحسم المعركة لاعتبارات سياسية واجتماعية وأسرية.
المنصورة وشقيقها
في الوقت الذي يعتلي فيه عبد الرحمن منصة القصر الرئاسي ويستنشق انفاس النيل ويمدد بصره صوب أم درمان ويقاتل الى جانب السلطة من موقعة السيادي، تتولى شقيقته مريم في الضفة الغربية للنيل مصادمة النظام الحاكم، فلم يشفع وجود عبد الرحمن بالقصر لتفاديها أغبية المعتقلات وغياهب السجون، ثمة ملاحظات جديرة بالتأمل، حيث يرى البعض ان دخول عبد الرحمن إلى القصر ما هو الا تدريباً على مبادئ الحكم والإدارة لإعداده مستقبلاً بينما يعارض آخرون بحجة أن الرجل أصبح كرتاً محروقاً، في المقابل مريم رصفت طريقها وصعدت الى منصب نائب رئيس الحزب، جنباً إلى جنب مع الجنرالات صديق وبرمة ناصر، وتشهد الساحة السياسية نشاطاً مكثفاً لها وفعالية في التواصل فهل سيتنافس الأشقاء (مريم وعبد الرحمن) على الخلافة، يقول الصادق إسماعيل ان مريم فرصتها تكاد تكون معدومة لاعتبارات دينية وسياسية واجتماعية بخلاف عبد الرحمن الذي تبدو حظوظه أكبر، لكن ثمة من يرى أن المهدي قد يقنع من حوله بتولي مريم كظاهرة جديدة في الواقع السوداني.
صحيفة السوداني