الخيانة بين الأزواج.. صراعات تفضي للتفكك الأسري.. الإناء المثقوب

من الحنانة أن تحننها بقدر (الخمسين جنيها) التي معها بحجة أن زوجها رفض أن يعطيها زيادة.. فتناولت منها الحديث تلك الفتاة المقابلة لها، قائلة: “إنتي من زمن الرجال البدوا قروش!!”. فتعذرت إلى صديقتها بحجة أنها محننة، وعليها الذهاب لاستلام النقود بديلاً عنها.. لتتفاجأ (أ) بأن (حبيب) (م) ماهو إلا زوجها. فوقعت مغشياً عليها من هول الصدمة. مرارة الخيانة في أحد مراكز التجميل الشهيرة تعرفت زوجة بمحض الصدفة على شابة يتم تجهيزها استعداداً لزفافها، ودار بينهما حديث طويل، حيث لفتت الشابة نظر الزوجة بجمالها الأخاذ، لكنها لم تعرف أن القدر يخبئ لها مفاجأة من العيار الثقيل.. ومضمار الونسة بأريحية يكشف لها عن مباحثات زوجها الخفية، فما كان منها إلا أن تأكدت من يوم الزواج، فعقدت العزم على إنهاء هذه المهزلة بحبوب منومة لم يصحو منها الزوج. إلا وفيوض صبح اليوم التالي ترسل نسماتها، مع مئات المكالمات والزوجة تمد لسانها بمحاذاة نظرات الشماتة والانتصار. بالصدفة كدا وحكت لنا (م) عن الصدفة التي جمعتها بأبناء زوجها، فقالت لنا: أثناء مروري بالشارع أنا وأختي التي نبهتني فجأةً إلى أن البنت التي تلعب برفقة أخيها تشابه بناتي.. وذهلت أنا للشبه الغريب وعندما عدت إلى المنزل فكرت في أمر هؤلاء الأطفال، وبعد فترة عدت لأجدها هي وأمها في السوبر ماركت، فدردشت معهم على جنب، فتأكدت من خيانة زوجي التي كنت كثيراً ما أستبعدها. وفوراً طلبت الطلاق.. وأضافت (م) أن الطلاق ليس بدافع الغيرة لكن شعرت بمرارة الخيانة طيلة السبع سنوات الماضية، فأبناء المرأة الأخرى يماثلون أبنائي في العمر. محاولات للإخفاء وبعد تقصٍّ وبحث طويل وجدنا (حسن) وهو متزوج من ثلاث، فحكى لنا عن الزيجة الثانية التي حاول إخفاءها بشتى السبل، وفعلاً استمرت في الخفاء لمدة 10 سنوات، لكن الصدفة قادت زوجتيْ إلى المستشفى وعند استدعاء أبنائي من قبل الطبيب ظهر تطابق الأسماء، الشيء الذي جعل الثلاث يدخلن في تعارف محفوف بالشكوك.. لكن يبدو أن التمهيد كان سبباً في حفاظ كل واحدة على وضعها، وهذا ما شجعني في الزواج من الثالثة.. بعدها تداخل معنا صديقه (آدم) قائلاً: كنت أعمل سائق ترحيل، وفي أول يوم لي بالعمل مع ذاك المدير طلب مني إعادة الأبناء من المدرسة إلى البيت، فوضعت على بالي أنه نفس المنزل الذي أخذته منه.. لكن وبعد دخول الأولاد لهذا المنزل اتضح لي أن هذا المنزل هو خاص بالزوجة الأولى، وهؤلاء الأطفال هم أبناء الزوجة الثانية.. مما جعل تلك المرأة في حالة ارتباك جعلتها تقابل هؤلاء الأطفال بالزعيق والصراخ. صدمة قوية بينما تحدثت (ر) بكل غبن عن عزاء جيرانهم الذي سافرت إليه في إحدى الولايات لتجد صورة زفاف زوجها معلقة على إحدى غرف منزلهم.. فأصيبت بصدمة جعلتها مثار حديث أهل المنطقة وتعاطف ضرتها.. ثم طلاقهما الاثنتين معاً. أما (أمل) فقالت لي: سمعت كثيراً عن خيانات الأزواج خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فساورتني الشكوك.. فما كان مني إلا أن قمت بعمل حساب إلكتروني باسم وهمي لأدخل في دور فتاة يافعة، وقام زوجي العزيز باستضافتي وطلب لقائي مرات عديدة.. لم أقابله طبعاً.. ولكن فهمت حاجة!! مشاهد عجيبة هذه بعض مشاهد تبرع أصحابها بالحكي.. تعبر عن الحياة السرية لأزواج آثروا الزواج تحت طي الصمت بدعاوى الخوف على مشاعر الزوجة أو حفاظا على كيان الأسرة وتشتت الأبناء أو حرصاً على المظهر الاجتماعي، وتم تقنينها وتسميتها عدة مسميات (الزوجة النهارية) أو (زواج المسيار)، لتظل جالسة تحت الستار المظلل تتناوشها الظروف.. متحملة الحياة السرية.. تحت دعوى أن الزواج شهرة وجميع من في الحي يعلمون. آخر من يعلم لكن تقف العقبات عندما يكون أهل الزوج لا يعلمون أو زملاء عمله.. ويتقلب الرجل بين كفتي الراحة المحدودة والخوف من القادم، والزوجة تحت دقات الطمأنينة الزائفة.. هذا ماجعل (اليوم التالي) تقف مع الباحثة الاجتماعية (وداد خير الله)، التي قالت الخيانة يمكن أن توظف بالزواج والعلم به، وحتى لو كان خائفاً على مشاعر الزوجة.. فعليه التريث والتمهيد وذلك بديلاً عن الصدمات والأزمات النفسية التي قد تترتب من ذلك.. ولكن قبل ذلك الحياة الزوجية تحكمها التزامات الوقت ومعرفة طبائع الطرف الآخر التي من خلالها يمكن أن نتفادى مثل هذه المواقف والمرأة الناضجة تستطيع معرفة مدى تغير زوجها بل حتى إحساس المرأة البسيطة، إذا انتبهت لا يخيب، ولكن قبل ذلك لماذا كل هذه البوليسية والمشاق التي يمكن تفاديها بكل بساطة بالصراحة والتي تعد الحل الناجح.

اليوم التالي

Exit mobile version