أثناء دردشتها مع رفيقتها خاطبتها بتلك العبارة: (عندي خالي بره وعاوز عروسة)، لتتفاجأ بطريقة ردها: (يخسي عليك ليه ما رسلت ليهو صورتي؟).. ترددت حينها، فأخبرت والدتها برد رفيقتها فما كان من (أخت العريس) إلا وأن قامت باستئذان (العروسة) وأرسلت له الصورة وكان من حسن حظها كما تمنت وأرادت.. أبدى موافقته وتم إرسالها له (طرد).. إن الأحلام التي ترتسم بالمخيلة لكل (فتاة) عن فارس الأحلام أو بمعنى أصح وأنسب ليلة القدر التي تتجسد في شخص كامل الأوصاف يستطيع أن يجعلها فقط تستلقي وتترك خيالها يملي عليها ما يحلو ليجيب فارسها (عريس الغفلة) على تلك الأشياء ويجب عليه عدم إبداء أي رأي مخالف، هذا ما يدور بعقل حواء ويخاطبه الواقع بكل صمت بالرفض تقرأه هي بنفسها وتتقبله وتضع في اعتبارها أنها مجرد تمنيات ورؤى سرعان ما تطردها وتستبعدها لكن توجد هنالك أخرى حالمة لم يثنها حاضر ماثل أمامها ويحجم من طموحاتها أي حلم والتي تصبح أحياناً خصماً عليها أو قد تجعلها لا تتريث في وضع مآربها في قالب يتناسب معها فتقع الاشكالات في بعض الأحيان، فمجرد لفظ مغترب في حد ذاته يعتبر حلماً يراود الكثيرات ومكسباً أو كما يقال: (فرصة لا تعوض) هي (شغال بره) هكذا تتردد على الأفواه والأفواه التي تنتظرها (بفارغ الصبر) كما يحلو للحبوبات (يا مغترب يا تاجر غرب) ارتبطت بمفاهيم كثر أقلها (تلقى ليها واحد يخليها تتخارج بره البلد دي) والأعظم والجزء الأهم هنا قد لا يهتمون به ماذا يعمل هناك (في بلاد بره دي) فقط إمكانية وجوده خارجاً في حد ذاتها غاية تبرر ما يأتي بعدها، وكم من قصص كان أبطالها من تعلقت أرواحهم بالسراب وحصدوا الندم في آخر المطاف، لا نمانع ونرفض ولم تتعظ حواء وتكتفي بهذا القدر باعتبار أنها قد لا تجد مصيراً مضيئاً وتمني نفسها وتعيش على الأفكار التي تتملكها لتضمن لها حياة كريمة.
* عريس لقطة:
أردت أخذ رأي سيدة تقدم بها العمر طرحت عليها موضوعي فأطلقت من لسانها عبارة: (المغترب كمان بلعبو فيهو) واسترسلت في حديثها أول حاجة يا بتي المغترب من زمان معروف.. من طريقة حديثها إتضحت لنا وجهة نظرها والمفهوم السائد آنذاك لم يحدث به تغير بل دعمته الأوضاع الاقتصادية أكثر.
* فرصة العمر
أدلت بهذا الرأي من هن تحت المجهر، لم يتجاوز عمرها 23 عاماً خاطبتني بأسلوب به وعي وتفهم لحجم الموضوع قائلة: حكاية مغترب لفترة كانت مسيطرة والآن تحتل المقدمة، لكن ماذا يعمل لا يتم التدقيق والوقوف عليه كثيراً؟.. أضافت (ممكن يكون راعي) مع إحترامي لهم فقط أردت توجيه الفكر لزاوية محددة وختمت حديثها: (البنات بيفتكرن إنو بره جنة) ممكن تصبح جنة وتتحول إلى آنة ومحنة.
* طموح مشروع
وأيضاً أخذنا رأي شاب إبتدر حديثه: (بنات الزمن ده ما بنفع معاهم إلا المغترب)، أحسست بنبرة صوته يشوبها تجني يقع عليهم من قبل (المغتربين هؤلاء) كان لسان حاله يقول: لا يكفي أن تمتلك الحب لكي تتزوج وتبني أسرة يكفي أن تملأ جيبك كي لا يأتي المغترب أو (البعبع أو الشبح) ويسرق أحلامك وأنت مكبل الأيادي وصوتك مخنوق تسده الغصة لتمنعك من الحديث.. وعلى نفس السياق يقول: أحدهم يتغرب لأكثر من (10) سنين ويطلب وألف من تتمنى الإرتباط به خاصة في الآونة الأخيرة.. الماديات أصبحت لدى أولياء الأمور في المقدمة، يعني (الحكاية بقت من كبارا) ونلتمس لهم العذر في توفير الأفضلية لكريماتهم ونتمنى إعتدال الأمور هنا كي لا نغترب ونفعل ما فعله بنا الغير.. إتضح لنا من هنا مقدار ذلك (الساكن بره وبشتن خلق الله).
إنها دلائل أخذناها من الواقع ونعي تماماً مقدار الطموحات والأمنيات التي تحتاج لكثير من الجهد وأحياناً التضحيات لكن أن تضحي وتجد بعده خذلانا فهذا أمر مؤسف للغاية، لا نرفض حكاية (مغترب وبره).. فقط أدركي يا حواء ما يترتب عليه ولا تلهثي وراء (ح أسكن هناك وأشوف الدنيا)، تؤخذ الأشياء دائماً بباطنها وليس ظاهرها.. إنها وقفة لكي سيدتي وكم من واحدة طالتها رياح الغدر، فقط لأنها كانت حالمة أغمضت عينيها وتركت أمنياتها تحدد مسارها.
السياسي