قالت قوى منسحبة من الحوار الوطني إنه تم استبعاد اسماء من قوائم الشخصيات القومية الخمسين والموفقين الخمسة ورؤساء لجان الحوار، التي أقرت خلال اجتماع الجمعية العمومية برئاسة الرئيس عمر البشير، لكن مشاركين في العملية عزوا الأمر لسلسلة اعتذارات اضطرتهم للبحث عن بدلاء.
وأطلق البشير دعوة للحوار الوطني في يناير 2014، لكن دعوته واجهت تعثرا بعد نفض حزب الأمة يده عنها ورفض الحركات المسلحة وقوى اليسار التجاوب معها من الأساس، إلى جانب انسحاب حركة “الإصلاح الآن”.
وأشارت مصادر لـ”سودان تربيون” إلى أن آلية “7+7” الخاصة بالحوار الوطني، كانت قد اتفقت قبل انسحاب حزب الأمة القومي وحركة “الإصلاح الآن” ومنبر السلام العادل وأحزاب أخرى على أسماء بعينها ليكونوا ضمن الموفقين والشخصيات القومية واللجان، لكن تم استبدال العديد من الأسماء بدون أي أسباب.
واعتبرت المصادر أن ما تم من إعلان الأسماء في اجتماع الجمعية العمومية أمس كان تزويرا كفل للحكومة استبعاد شخصيات لا ترغب فيها واستبدالها بأخرى مقربة.
وتوقع عضو حركة “الإصلاح الآن” محمود زاهر الجمل أن يفضي الحوار الوطني الحالي الى “صفقة ثنائية بين المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني”، وأكد أن حزبه ما زال على موقفه الرافض للمشاركة في الحوار، مشترطا تطبيق بنود خارطة الطريق واتفاق أديس أبابا.
وأوضح الجمل أنه بمراجعة الأسماء الجديدة يمكن ملاحظة أن الكثير منها ينتمي للمؤتمر الوطني الحاكم أو الأحزاب المتحالفة معه.
وأفادت المصادر أن من بين الأسماء المستبعدة في لجنة الموفقين الخمسة دفع الله الحاج يوسف رغم انه كان شخصية متفق عليها.
وعلى مستوى اللجان جرى استبعاد د.الطيب زين العابدين الرئيس المناوب للجنة الحريات والحقوق الاساسية، ود.علي احمد سليمان الرئيس المناوب للجنة السلام والوحدة، د.سعاد ابراهيم عيسى الرئيس المناوب للجنة العلاقات الخارجية، ومحجوب محمد صالح رئيس لجنة قضايا الحكم وتنفيذ مخرجات الحوار.
وأفادت ذات المصادر إنه على مستوى الشخصيات القومية الخمسين تم إبعاد كل من: د.مصطفى إدريس، د. محمد علي الجزولي، الفريق محجوب حسن سعد، مضوي ابراهيم آدم، د.عبد الوهاب الأفندي، البروفيسور عمار الطاهر، البروفيسور حسن مكي، احمد محمود محمد، د.احمد كمال الدين، الفريق منصور عبد الرحيم، فاطمة منصور، المهندس هاشم صلاح حسن مطر، اللواء “م” عثمان عبد الله، الشيخ موسى عبد الله حسين، وعبيد حاج علي.
لكن الأمين السياسي لحزب العدالة الأصل وعضو آلية الحوار بشارة جمعة أرور، نفى لـ “سودان تربيون” أي عملية استبدال في قوائم الشخصيات القومية والموفقين ورؤساء اللجان، قائلا أن الأسماء التي تم اعلانها جرت بعد توافق واحلال وإبدال لبعض الذين اعتذروا لظروف خاصة بهم سواء كان السفر أو ظروف صحية وغيره.
واعتبر بشارة إثارة مثل هذه الموضوعات هي محاولة لخلق بلبلة من جهات “مغرضة ومزايدة” اتخذت مواقف سالبة من مبادرة الحوار الوطني.
وأوضح أنه تمت مراجعة القوائم من وقت مبكر، وبالفعل تم ابعاد بعض الترشيحات لجهة اعتذار البعض لظروف تخصهم، وزاد “الذين قبلوا هم الآن موجودون ولم يتم استبعادهم، والذين اعتذروا تم استبدالهم من قائمة احتياطي كانت موجودة سلفا”.
وتشير “سودان تربيون” الى أن لجنة الحوار تراضت على تسمية 5 موفقين و50 شخصية قومية كما اعتمدت 6 رؤساء لجان و6 نواب لهم، والموفقون الذين تمت تسميتهم هم الرئيس الأسبق عبد الرحمن سوار الدهب، والرياضي المعروف د.كمال شداد، بجانب بروفسير يوسف فضل، وابراهيم منعم منصور، وأحمد إبراهيم دريج الذي يعتبر أحد رموز إقليم دارفور.
وأوكلت رئاسة لجنة السلام الى القيادي بالمؤتمر الشعبي محمد الأمين خليفة، وأختير التجاني الطيب للجنة الإقتصاد، وأوكلت رئاسة لجنة الحريات والحقوق الأساسية الى القانوني عمر عبد العاطي، على أن يرأس لجنة الهوية بروفيسور علي عثمان محمد صالح، وأختير كامل إدريس للجنة العلاقات الخارجية، وبركات موسى الحواتي للجنة قضايا الحكم وتنفيذ مخرجات الحوار.
صحيفة الجريدة