اعترف الرئيس عمر البشير، رئيس حزب المؤتمر الوطني، بضعف شديد في عمل الحزب على مستوى القواعد بالقرى والأحياء، موجهاً بالشروع فوراً في معالجة هذا الخلل، وقال إنه سيرسل لجان تفتيش للتحقق من الأمر.
وقال في ختام أعمال مجلس الشورى القومي للحزب، ليل الجمعة، إن الحزب الحاكم يدير البلاد في ظروف بالغة التعقيد وفي ظروف لا يمكن أن تديرها الحكومة منفردة، الأمر الذي قال إنه يتطلب قاعدة جماهيرية معبأة تطبق المعالجات المطلوبة.
وذكر البشير أن فترة البناء السابقة ومرحلة الانتخابات، كشفت عن ضعف شديد في البناء القاعدي للحزب، مشيراً إلى أن ملاحظات الكثيرين من الولاة والمعتمدين الذين تم تعيينهم مؤخراً تؤكد صحة ما ذهب إليه.
وأكد أنه سيرسل لجان تفتيش للولايات، للتحقق من شروع الأجهزة المختصة في عملية البناء القاعدي في الفترة المقبلة، وأنه ستتم مراجعة الأداء والمحاسبة بعد ستة أشهر.
رمز الشجرة
واقترح البشير إجراء تعديل في شكل شعار الحزب “رمز الشجرة”، منوهاً إلى أن جذور الشجرة المرسومة في الشعار ممدة على سطح الأرض وليست متعمقة أو راسخة في باطن الأرض، وقال “نريد حزباً جذوره راسخة في الأرض “ما زي الشعار العندنا وحقو نغير الشجرة دي شوية”.
وقال البشير ” إذا لم يرتبط الحزب بقواعده على مستوى القرية والحي و”الفريق”، نخشى أن ننتهي بحزب حكومة وليس حزباً حاكماً بقواعده شبيه بحزب اتحاد اشتراكي يزول بزوال الحكومة”.
وأضاف نحتاج لتعبئة الناس حولنا، لأن القضايا عويصة ومعقدة وتحتاج لحلول جريئة وجراحات عميقة، وتتطلب قاعدة معبأة تنفذ معنا المعالجات، وإلا لن نمضي للأمام مضيفاً أن السلطة أجلها محدود جداً وقد لا يحتملها الناس طويلاً.
غياب الحزب
وحمّل قيادات المؤتمر الوطني بولايات دارفور مسؤولية تفشي الحروب القبلية، وقال إن الحزب كان غائباً في هذه الأحداث، وعزا ذلك لعدم وجود المؤتمر الوطني وسط القواعد.
وأشاد بالتزام أجهزة المؤتمر الوطني العليا “المكتب القيادي والمجلس القيادي ومجلس الشورى” بالشورى، وقال إن الأجهزة العليا تؤدي دورها حسبما يحدّده النظام الأساسي، مضيفاً أن النقاش الذي دار في اجتماعات الشورى مطمئن وتطرق لكل القضايا بشفافية.
وشدّد على ضرورة الاهتمام بالشباب والناشئين في عملية بناء الحزب، وقال إن الشباب مستهدف وإن الحوادث الفردية التي تحدث الآن لو لم توضع لها الحلول ستتفاقم وتصبح حركات إرهابية يصعب التعامل معها.
وأكد جدية الحكومة في الاستمرار في الحوار الوطني، وقال إن الحكومة لجأت بقناعة للم أكبر قدر من الناس، وأضاف ننوه إلى أنه حوار وليس تفاوضاً بين الحكومة وحملة السلاح، وإنما حوار بين أهل السودان لحل قضاياهم وليس محاصصات لتقسيم سلطة أو ثروة.
الوضع الأمني
وأكد البشير استحالة توقيع اتفاقيات جديدة لتقاسم السلطة والثروة فيما يخص قضية دارفور والمنطقتين “جنوب كردفان والنيل الأزرق”. وقال إن اتفاقية الدوحة هي آخر اتفاقية حول ملف دارفور، وأنه لن تكون هنالك نيفاشا جديدة، موضحاً أن هناك بروتوكولاً موقعاً حول المنطقتين، وأن الملف لا يحتاج إلا لمعالجة وضع الشباب المقاتلين عبر الدمج والتسريح.
وقال إن القوات المسلحة والقوات النظامية تقوم بواجبها في المنطقتين، وستكمل مهامها بعد الخريف، مؤكداً أن العام 2016 سيكون نهاية التمرد بدارفور والمنطقتين، معلناً استعداد الحكومة للحوار مع الراغبين في الانضمام للسلام، وأضاف “من يأبى سنقابله في الميدان”.
وقال إن الأوضاع الأمنية تتحسن وإن التمرد شبه انتهى، مشيراً إلى أن بعض قوات حركة تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي، تقاتل في ليبيا وقوات حركات دارفور الأخرى تراجعت ودخلت دولة جنوب السودان، معلناً استعداد القوات الحكومية لتكرار تجربة “قوز دنقو” معهم.
وقال إن برنامج الحكومة في المرحلة المقبلة حصر السلاح في دارفور ثم جمعه من أيدي المواطنين، وأضاف لن نسمح للمواطن بامتلاك السلاح وسيارات الدفع الرباعي، ليفكر في أخذ حقه بالقوة وإنما يجب أن تؤخذ الحقوق بالقانون.
شبكة الشروق