يعود الجدل بشأن الأدوية التي تعالج الضعف الجنسي إلى نحو عقدين من الزمان، منذ طرح الدواء الشهير الذي تنتجه شركة فايزر (فياغرا) في السوق. وتنشط حاليا حملات تقودها جمعيات نسائية تطالب بما وصفه البعض “المساواة في العلاج”.
وكانت الإشكاليات في البداية من قبيل: كيف يمكن قياس الرغبة الجنسية؟ وما المدى الذي عنده يصبح تراجعها “حالة مرضية”؟ ثم ما السبيل العلمي للتشخيص والعلاج وطريقة عمل الدواء.
وبالنسبة لطريقة عمل الدواء، يشار إلى أن المادة الفعالة في فياغرا هي لدواء يستخدم في علاج بعض حالات الدورة الدموية، إذ إنه يوسع الشرايين فيزداد ضخ الدم.
ومع حملات الجماعات النسائية للضغط من أجل توجيه الأبحاث لتطوير علاج لضعف الرغبة الجنسية عند المرأة، بينما يوجد نحو 20 دواءا لعلاج الضعف الجنسي عند الرجل، حاولت فايزر في مرحلة ما “تجريب” فياغرا لهذا الغرض.
وكانت النتيجة زيادة انسياب الدم للأعضاء التناسلية الأنثوية دون أي تأثير على الرغبة الجنسية. وبدأت شركة سبراوت للمستحضرات الطبية توجيه الأبحاث إلى الدماغ والتحكم العصبي في الرغبة الجنسية عند المرأة.
ويعمل الدواء الجديد “فليبانسرين” بطريقة التأثير على الجهاز العصبي، وهنا مكمن الخطر، الذي جعل هيئة الأغذية والأدوية الأميركية ترفضه من قبل.
وهناك عدد من “الموصلات العصبية الكيماوية” ربطت الأبحاث بينها وبين الرغبة الجنسية، منها الناقل العصبي “سيروتينين” الذي يعمل عليه الدواء الجديد.
وربطت الهيئة موافقتها بشروط عدة، منها ضرورة توعية من يأخذ العلاج بأعراضه الجانبية الخطيرة، ليس فقط من قبل الطبيب المعالج، بل أيضا من الصيدلي.
وعلى الطبيب الذي يصفه أن يملأ استمارة عبر الإنترنت يفصل فيها كيفية عمل الدواء وأضراره على المريض قبل وصفه العلاج.
إلا أن المشكلة في التعامل مع كيماويات الجهاز العصبي، أنها تؤثر في أمور أخرى، ومنها سيروتينين الذي يسهم في التحكم في حركة الأمعاء، إلى جانب الحالة المزاجية والشهية وغيرها.
لهذا يوصف الدواء الجديد بطريقة: حبة واحدة يوميا قبل النوم. والمقصود بقبل النوم هو تفادي المريض بعض أعراضه الجانبية، مثل الإجهاد والدوخة وغيرها.
سكاي نيوز