استنكرت هدى حديث زوجها الذي طلب منها أن تبحث له عن عروس لصديقه الذي تعلم زواجه السابق ورزقه منه بالبنين والبنات، ويعيش حالة أسرية مستقرة على الأقل في ظاهرها.. سألت (هدى) زوجها والحيرة تكسو محياها، لماذا يريد صديقك الزواج مرة أخرى، تفسير زوج هدى لحالة صديقه التي قال إنه وصل لطريق مسدود مع زوجته واتفقا أن يعيشا تحت سقف واحد حفاظاً على استقرار الأبناء والبنات، لم يكن مقنعاً لها، خاصة وأنها تدعي المعرفة الوثيقة بنفسيات الرجال.
لم تكشف هذا السر لزوجها، لكنها صدت طلبه بأنها لا تعرف امرأة تليق بصديقه، لم تخبُ رغبة صديق زوج هدى في الزواج من أخرى بعد رفضها البحث له عن زوج، بل سارت الأمور على غير ما توقعت وتزوج سريعاً، واصطحب معه عروسته التي لم تتجاوز عمرها سنوات إحدى بناته كثيراً لدولة مجاورة، ولا يزالان يقضيان شهر العسل هنالك.
تغير مفاهيم
مهما يكن، لن يجد الأزواج حرجاً في البحث عن زوجة ثانية أولا ثالثة، مهما طالت أو قلت سنوات الزوجية بينهما، وقطعاً لن تكون ضمن أسباب الزواج المتأخر لديهم، شروط كوفاة الزوجة أو الطلاق أو أي سبب آخر ما دام الأمر يتوافق مع الشرع ويقره القانون ولا يعيبه المجتمع، وفي جميع الحالات يستطيع الزوج تبرير زواجه من أخرى بعلة في زوجته الأولى، ولا يهم إن كان هذا التبرير علناً أو ضمنياً، لأنه في جميع الأحوال، فإن المجتمع متقبلاً لأعذار كهذه دون أن يلقي ذرة اللوم في بركة الرجل التي دائما تظل ساكنة في الوقت الذي تتلاطم فيه أمواج بحيرة الزوجة المقلوب على أمرها اجتماعياً.
فشل بائن
لذا ترى الدكتورة ثريا إبراهيم الباحثة الاجتماعية أن الكثير من الأزواج يفشلون في قيادة دفة زواجهم الأول، فيلجأون للبحث عن نجاح في زواج ثان، دون أن يدروا أن ذات الأسباب التي أفشلت الزواج الأول تلاحق الثاني، بمنطق كيف لمن فشل في بدايته ولم يدرس سبب الفشل الأول يحرز النجاح ثانياً بالقفز على الأسباب السابقة. وأضافت ثريا أن أسباب فشل الزواج الأول في بعض الأحيان لا تتجاوز المشاكل المالية العادية الناتجة عن الوضع الاقتصادي المعروف، بالإضافة لبعض تدخلات الأسر بين الزوجين، وجميعها مشكلات يمكن حلها بالقليل من التريث والدراسة وليس بالزواج مجدداً. وتلفت الدكتورة ثريا إبراهيم النظر إلى أن هنالك أزواجاً يسلكون دروباً معوجة خوفاً من مواجهة المشاكل التي تحدث بينهم وزوجاتهم السابقة، فيفضلون الزواج عليهن سراً دون معرفتهن أو إخطار الأقارب وأمثال هؤلاء الرجال، تقطع ثريا بأنهم لا يرتقون لمستوى المسؤولية بجميع معانيها، وبمثل هذا المسلك لا يدمرون مستقبل زواجهم الثاني، فحسب، بل يتسببون من حيث لا يدرون بتفكك أسرهم الأولى، خاصة إذا كانوا أباء لأبناء وبنات عدة.
عادة مجتمعية رثة
البعض يعد الزواج هو حل للمشاكل الطارئة أو المزمنة التي تخيم على أجواء الأسر، والبعض الآخر بحسب الدكتورة ثريا إبراهيم يمارسه من باب العادات والتقاليد والمفاهيم القديمة، حيث توجد مجتمعات تتمسك بشدة بتعدد الزوجات وتحث أبناءها على الزواج مثنى وثلاث ورباع، والبعض منهم يتبع طرقاً عدة، كأن يقوم أحدهم بترك الزوجة الأولى مع أطفالها ويتزوج بالثانية، وعندما يتقدم العمر بالثانية يذهب للثالثة، وهكذا حتى يبلغ عدد زيجاته العشرات مثلاً، وتؤكد ثريا أن أساليب الزواج المتبعة في مناطق عديدة تمتزج أحياناً بتقاليد ومورثات بالية كالتباهي بعدد الأطفال والأحفاد والزوجات، وهو جانب يكاد يمجد فحولة الرجل بمعناها الذكوري المعروف.
تعديل المسار
يبدو أن عملية تكرار الزواج بالطُرق التي يتم بها في الوقت الحالي تحتاج لبعض الإصلاحات، ليس من الجوانب الشرعية أو القانونية، إنما الجوانب والطرق الاجتماعية الموروثة، فإن يتم زواج ثان وفقاً لحاجة الزوج الحقيقية لزوجه ثانية، فهذا أمر لا طعن فيه، ولكن أن يتخذه البعض منفذاً للهروب من قضايا أسرية أو للتباهي بعدد الزوجات أو البنين، فهذا ما لا يصلح حال مجتمع ولا يحقق فائدة للزوج، ولكي يصبح الزواج مستقراً بمعناه الشرعي لابد من إزالة الشوائب التي علقت به، على حد وصف الدكتورة صفاء عبدالمنعم عرديب (اختصاصية نفسية). فهى ترى أن لابد من إزالة الرواسب الاجتماعية القديمة من أمور الزواج، ليتم وفقا لقناعة الزوجين وحاجتهما لتكوين أسرة مستقرة وفاعلة في المجتمع. ورداً على البحث عن حلول للمشاكل الأسرية في الزواج الثاني، قالت: صفاء عبدالمنعم لم يكن الزواج الثاني حلا لمشكلة حدثت في الزواج الأول مطلقاً. ووصفت الذين يبحثون عن تبرير لإخفاقاتهم الأولى في الزواج الثاني بالضعف وعدم المبالاة لا أقل ولا أكثر، وإن الحل الوحيد يكمن في تقويم الطرق المتبعة في الزواج وتنقيتها، كما سبق من الرواسب المجتمعية القديمة.
لم تكشف هذا السر لزوجها، لكنها صدت طلبه بأنها لا تعرف امرأة تليق بصديقه، لم تخبُ رغبة صديق زوج هدى في الزواج من أخرى بعد رفضها البحث له عن زوج، بل سارت الأمور على غير ما توقعت وتزوج سريعاً، واصطحب معه عروسته التي لم تتجاوز عمرها سنوات إحدى بناته كثيراً لدولة مجاورة، ولا يزالان يقضيان شهر العسل هنالك.
تغير مفاهيم
مهما يكن، لن يجد الأزواج حرجاً في البحث عن زوجة ثانية أولا ثالثة، مهما طالت أو قلت سنوات الزوجية بينهما، وقطعاً لن تكون ضمن أسباب الزواج المتأخر لديهم، شروط كوفاة الزوجة أو الطلاق أو أي سبب آخر ما دام الأمر يتوافق مع الشرع ويقره القانون ولا يعيبه المجتمع، وفي جميع الحالات يستطيع الزوج تبرير زواجه من أخرى بعلة في زوجته الأولى، ولا يهم إن كان هذا التبرير علناً أو ضمنياً، لأنه في جميع الأحوال، فإن المجتمع متقبلاً لأعذار كهذه دون أن يلقي ذرة اللوم في بركة الرجل التي دائما تظل ساكنة في الوقت الذي تتلاطم فيه أمواج بحيرة الزوجة المقلوب على أمرها اجتماعياً.
فشل بائن
لذا ترى الدكتورة ثريا إبراهيم الباحثة الاجتماعية أن الكثير من الأزواج يفشلون في قيادة دفة زواجهم الأول، فيلجأون للبحث عن نجاح في زواج ثان، دون أن يدروا أن ذات الأسباب التي أفشلت الزواج الأول تلاحق الثاني، بمنطق كيف لمن فشل في بدايته ولم يدرس سبب الفشل الأول يحرز النجاح ثانياً بالقفز على الأسباب السابقة. وأضافت ثريا أن أسباب فشل الزواج الأول في بعض الأحيان لا تتجاوز المشاكل المالية العادية الناتجة عن الوضع الاقتصادي المعروف، بالإضافة لبعض تدخلات الأسر بين الزوجين، وجميعها مشكلات يمكن حلها بالقليل من التريث والدراسة وليس بالزواج مجدداً. وتلفت الدكتورة ثريا إبراهيم النظر إلى أن هنالك أزواجاً يسلكون دروباً معوجة خوفاً من مواجهة المشاكل التي تحدث بينهم وزوجاتهم السابقة، فيفضلون الزواج عليهن سراً دون معرفتهن أو إخطار الأقارب وأمثال هؤلاء الرجال، تقطع ثريا بأنهم لا يرتقون لمستوى المسؤولية بجميع معانيها، وبمثل هذا المسلك لا يدمرون مستقبل زواجهم الثاني، فحسب، بل يتسببون من حيث لا يدرون بتفكك أسرهم الأولى، خاصة إذا كانوا أباء لأبناء وبنات عدة.
عادة مجتمعية رثة
البعض يعد الزواج هو حل للمشاكل الطارئة أو المزمنة التي تخيم على أجواء الأسر، والبعض الآخر بحسب الدكتورة ثريا إبراهيم يمارسه من باب العادات والتقاليد والمفاهيم القديمة، حيث توجد مجتمعات تتمسك بشدة بتعدد الزوجات وتحث أبناءها على الزواج مثنى وثلاث ورباع، والبعض منهم يتبع طرقاً عدة، كأن يقوم أحدهم بترك الزوجة الأولى مع أطفالها ويتزوج بالثانية، وعندما يتقدم العمر بالثانية يذهب للثالثة، وهكذا حتى يبلغ عدد زيجاته العشرات مثلاً، وتؤكد ثريا أن أساليب الزواج المتبعة في مناطق عديدة تمتزج أحياناً بتقاليد ومورثات بالية كالتباهي بعدد الأطفال والأحفاد والزوجات، وهو جانب يكاد يمجد فحولة الرجل بمعناها الذكوري المعروف.
تعديل المسار
يبدو أن عملية تكرار الزواج بالطُرق التي يتم بها في الوقت الحالي تحتاج لبعض الإصلاحات، ليس من الجوانب الشرعية أو القانونية، إنما الجوانب والطرق الاجتماعية الموروثة، فإن يتم زواج ثان وفقاً لحاجة الزوج الحقيقية لزوجه ثانية، فهذا أمر لا طعن فيه، ولكن أن يتخذه البعض منفذاً للهروب من قضايا أسرية أو للتباهي بعدد الزوجات أو البنين، فهذا ما لا يصلح حال مجتمع ولا يحقق فائدة للزوج، ولكي يصبح الزواج مستقراً بمعناه الشرعي لابد من إزالة الشوائب التي علقت به، على حد وصف الدكتورة صفاء عبدالمنعم عرديب (اختصاصية نفسية). فهى ترى أن لابد من إزالة الرواسب الاجتماعية القديمة من أمور الزواج، ليتم وفقا لقناعة الزوجين وحاجتهما لتكوين أسرة مستقرة وفاعلة في المجتمع. ورداً على البحث عن حلول للمشاكل الأسرية في الزواج الثاني، قالت: صفاء عبدالمنعم لم يكن الزواج الثاني حلا لمشكلة حدثت في الزواج الأول مطلقاً. ووصفت الذين يبحثون عن تبرير لإخفاقاتهم الأولى في الزواج الثاني بالضعف وعدم المبالاة لا أقل ولا أكثر، وإن الحل الوحيد يكمن في تقويم الطرق المتبعة في الزواج وتنقيتها، كما سبق من الرواسب المجتمعية القديمة.
اليوم التالي