* (في حكاياتنا مايو.. في شعاراتنا مايو.. رسم شاراتنا مايو.. أنت يا مايو الخلاص.. يا جداراً من رصاص.. يا حبالاً للقصاص.. من عدو الشعب في كل مكان.. من عدو الشعب في كل زمان).. تفتحت عيوننا ونحن أطفال على العملاق الراحل محمد وردي (رحمة الله عليه) وهو يغني (لثورة مايو) بكلماتٍ ندية رقيقةٍ، تفيض عذوبةً، صاغها شاعر الشعب الراحل محجوب شريف رحمة الله عليه.
* (يا فارسنا وحارسنا يا بيتنا ومدارسنا.. كنا زمن نفتش ليك وجيتنا الليلة كايسنا.. حبابك ما غريب الدار.. وماك لي حقنا الودار.. بعد يا مايو ما يئسنا.. بنرجع ليك توصينا.. بنسمع ليك تحدثنا).
* رددنا مع الراحل المقيم سيد خليفة رحمة الله: (مبروك مبروك يا بلادي برئاسة الجمهورية.. مليون مبروك يا ولادي يا أغلى عطا وهدية.. جبناك يا نميري الوافي في أول جمهورية.. من قلب الشعب الصافي يا مثال الوطنية.. الشعب قسم لنميري نعم.. ملايين ملايين قلناها نعم).
* ولأن مايو خلبت ألباب عدد غير قليل من عمالقة الفن في ذلك الزمان فقد تغنى لها العملاق الراحل عبد العزيز محمد داؤود: (الشعب قسم يقولها نعم وألف نعم.. ليك يا القائد الملهم)، كما غنى لها الهرم الكبير عثمان حسين بكلمات الشاعر الكبير مصطفى سند (رحمة الله عليهما): (يا زحف الوعي تقدم وبارك كل شهيد.. واكتب اسم الشعب الثائر في حدقات الريح).
* لم يتخلف الفنان الذري إبراهيم عوض (رحمة الله عليه) عن ركب المبدعين الذين غنوا لمايو فترنم: (يا ريس براك شفت.. أروع وأعظم استفتاء).
* بعده تغنت البلابل بكلمات جعفر فضل المولى وألحان بشير عباس: (تسلم يا أبعاج أخوي يا دراج المحن.. الجنيات بشروا ليك البنات زغردن.. كفاية قوّدوك الرسن).
* تدافعت تلك الذكريات الجميلة الندية وتقافزت إلى ذهني عندما سمعت بالأمس خبراً يتحدث عن مبادرة سعادة الفريق أول ركن مهندس بكري حسن صالح بزيارة سعادة اللواء خالد حسن عباس، عقب نقل الأخير إلى قسم العناية المكثفة بمستشفى السلاح الطبي.
* عرفت سعادة اللواء خالد بعد نهاية نظام مايو بسنواتٍ طويلة، وعايشته عن قرب، في سوح العمل الرياضي، عندما عمل رئيساً لنادي المريخ ونائباً للرئيس، وقدم عطاءً مخلصاً للنادي الكبير.
* يتميز خالد بجلَد الفرسان، وأخلاق الملوك.
* يكفيه نبلاً أنه فارق زخم السلطة وزخرفها فقيراً معدماً إلا من مبادئه السمحة، ونزاهةٍ مثلت أغلى كنوز الدنيا بالنسبة إليه.
* قبل فترة استضافني الزميل الأستاذ حسين خوجلي في واحدة من سهراته الجميلة (مطر الألوان) برفقة الدكتور عمر النقي لاعب الهلال السابق، والأستاذ مجدي شمس الدين، أمين عام الاتحاد السوداني لكرة القدم، وسألني حسين: لمن تهدي الحلقة؟ فأجبته من دون تردد: لسعادة اللواء خالد حسن عباس، من باب الوفاء لمن أجزلوا العطاء.
* اللهم اشف خالداً وأعده إلينا سليماً معافى، ليبقى رمزاً من رموز الوفاء والإخلاص والتجرد والتفاني في خدمة الوطن الحبيب.