لحظات رعب لا تنسى إختفاء الأطفال.. تجارب توقف القلوب والأفئدة

رعب وقلق وأفكار سوداوية، تنتاب الأهل لمجرد الشعور بأن طفلهم اختفى عن أنظارهم في الأمكنة العامة أو المراكز التجارية. قد يُعثر على الطفل خلال دقائق؛ لكن ثمة درس مؤلم لا ينساه الأهل والأبناء على حد سواء.

شعور بالذنب
عندما تستعيد عايدة إسماعيل (ربة منزل وأم لأطفال) تجربتها مع فقدان ابنها، تؤكد أن الشعور بالقشعريرة جراء قسوة الموقف، لا يزال يلازمها كلما تذكرته، وتقول: (في لمحة بصر، ترك طفلي (المعز) الذي لم يتجاوز 3 أعوم يدي في أحد النوادي العائلية في مناسبة عرس واختفى عن ناظري، فتشت عنه في كل الاتجاهات سألت المارة، والضيوف، كل من التقيته في طريقي وعندما لم أجده؛ تجمد الدم في عروقي وأصبحت قدماي لا تحملاني وكدت أفقد عقلي، إلى أن وجدته في “كوشة” عرس شخص آخر في نفس النادي جالس بين العروسين وفي انتظار تسليمه إلى الشرطة، مدة هذه التجربة المريرة لم تتعدَ الدقائق العشر حينها حمدت الله كثيراً وضممت ابني في حضني وبكيتُ طويلاً وقلت لا قدر الله اذا أصاب إبني مكروه لن أسامح نفسي لإحساسي بالذنب والإهمال).

وتقول بثينة إبراهيم أم لأربعة أطفال تقول: (عن خوفها من كابوس فقدان أحد أطفالها ولذلك فهي كانت تقوم بربط ابنها الأكبر عندما كانت في بداية تجربتها في المسؤولية والتربية كانت تربطه وتشد وثاقه بحبل تربط طرفه في السرير أو الشجرة وأضافت: لاقيت نقدا كثيرا في هذا الأمر وإحدى جاراتي قالت لي في يوم “لماذا تربطيه مثل الجرو يا أختي حرام عليكي هذا طفل” وجارتي هذه لا تعلم حجم معاناتي مع طفلي الشقي الذي إذا تركته لحظة لقضاء بعض الأمور المنزلية سيخرج إلى الشارع والأخطر من ذلك انو يوجد بئر أو حوض ماء في البيت غير مكتمل الغطاء فكان خوفي من هذا أكبر لذلك لم أكترث للنقد جراء ذلك الفعل).

الحقيقة أنك لا تستطيع مهما فعلت أن تتفادى فقدان أحد أطفالك أثناء جولة تسوق أو ترفيه، فمعظم الأطفال فضوليين يحبون استطلاع أي شيء، في أي مكان كانوا حتى لو وجدوا في أماكن مزدحمة مثل الأسواق والمطارات والمجمعات والحدائق وغيرها . لكن المزعج هو أن دراما اختفاء أو فقدان طفل لا تقتصر على تلك اللحظات المرعبة من الهلع والقلق التي يعيشها الأهل، فهنالك فصول أكثر إثارة لهذا الموقف الصعب تتعلق بعقدة الذنب التي يمكن أن تلازم الوالدين وقتا طويلاً، خصوصاً في حال كان هنالك أي شعور بأن الإهمال هو السبب.

الخرطوم: أمنيات محمد علي
صحيفة التغيير

Exit mobile version