هناك مجموعة من الظواهر السالبة أخذت طريقها إلى بيوت البكاء وهي مجموع سلوكيات لا يمكن أن تتماشى مع القيم والأعراف إذ لم يعد هنالك اختلاف بين سرادق الأفراح والأتراح وما يحدث من بذخ في المأكل والمشرب لم يعد التميز بين البكاء والزواج.
ويبدو السلوك واضحاً لحظة دخول المعزيات إلى (بيت البكاء) وذلك عندما ترفع الأيدي لقراءة الفاتحة أو يتعالى بعض أصوات النساء بالبكاء، حيث راجت دلالات الأسماء في التغيير فمثلاً في السابق كان يطلق عليها بيوت الفراش الى بيوت البكاء ثم بيوت العزاء كانت تسمية بيت الفراش كانت دلالة على افتراش الأرض عندما كانت توضع عدد من السجادات المصنوعة من “سعف النخل” وتعرف في السودان بـ(البروش) طوال الأربعين يوم التي تراجعت أيامها إلى أسبوعين ثم أسبوع وثلاثة أيام ليومين في الغالب حالياً. حول الموضوع تحدثت إلينا فاطمة علي: (لم يعد في القلب حزن وألم على فقدان الأموات بخلاف ما كان في الماضي عندما كان كل الأهل والأحباب والجيران يحزنون واختفاء الإصرار على الحداد لفترة طويلة بصورة مبالغ فيها والبكاء بتوصيف الميت وتعديد محاسنه وهنالك نساء عرفن كذلك البكاء على الميت كانت تبدأ بوضع الرماد على الرأس لكن الآن هذه العادة اختفت فالنساء يجتمعن وتتعالى أصواتهن بالضحك والحديث).
تقول حليوة: (الحديث عن آخر الصيحات في الملابس والأكسسوارات والحناء وإلا يضعن اعتبار لأهل المتوفي ما يحدث في بيوت البكاء بوبار ومظاهر سالبة وعن الصيوانات العزاء اختيار أفخم الكراسي والمكيفات وتحكي عن ما يحدث منذ وفاة الميت بأن الهم الكبير صار هو الأكل والشرب وليس أكلاً عادياً بل يشبه أكل الأفراح الذي تعددت أصنافه في الوقت كانت فيه وجبة واحدة في اليوم الأول وعلى الجيران).
تقول رانيا أحمد: (في بيت البكاء “البوبار” بين النساء ووضع العطور النفاذة والحناء). وتحكي لنا كان يوضع الرماد عند مدخل باب بيت البكاء وكل امرأة تدخله يجب عليه أن تكشف رأسها وتضع كمية من الرماد فيه كانت هذه العادات في الأزمان السابقة).
صحيفة التغيير