لا تذهب بعيداً يا ذهب..!!

كادت عقولنا تذهب ..
جُملة أطنان من الذهب فى طريقها إلينا كانت ربما ضلت الطريق..
فرقعة أحدثت صوتاً عالياً شغلت مسامعنا عن الانصات لغيرها من الأخبار ، فرقعة تضاءلت معها مشكلة الفقر المُزمنة المتمددة ومشكلة المياه فى عاصمة البلاد التى شغلت الناس والكهرباء والمواصلات وغيرها من المشاكل التى لا تُحصى ولا تُعد ، بكلياتنا اتجهنا لنستمع فقط للحدث السعيد والاكتشاف التاريخى الخرافى وستهون كل مُعاناتنا من بعد فى حال إن تحقق وأصبح واقعاً نراه ينهزم به الدولار وتدور بعائداته عجلة الانتاج المتوقفة وتتوفر معه الوظائف لهذا الشاب العاطل ، أطنان كثيرة تُقدر عائداتها بترليونات الدولارات يُصبح معها السودان هذا البلد (الثرى) الغنى بموارده (الفقير) جداً لمن يستخرجها ويستفيد منها بلداً تسعى الرفاهية بين أهله سعيدة بهم وهم بها سُعداء وقد عادت إليهم بعد طول فُراق..
حبال طويلة متينة هى بين أيدينا بلا بقر..
جعجعة وضجيج أصمّ آذاننا ولا طحين يؤكل..
لم يجف حبر التوقيع على الاتفاقية الترليونية حتى جاءتنا الأخبار تُبشر بإنه مجرد حُلم يجب أن نكف عنه حالاً لا ذهب هُناك ولا يحزنون ، لماذا يا هؤلاء وقد شهد الناس الاتفاقية بل أشهدوا عليها رأس الدولة نفسه ، إنها شركة صغيرة لا تحلم هى نفسها ولا مالكوها الأجانب أو الشركاء هنا بهذه المبالغ الترليونية هذا ما جاءنا من أخبار لم تُنفيها الدولة ممثلة فى وزير المعادن حتى الأن بشكل قاطع لا يتسرب إليه الشك من بعد ، لغط يدور وتصريحات يُطلقها أفراد هُنا وهُناك ومؤتمر صحفى ينتظر الناس ما سيُقال فيه للأسف يُلغى ..
غاص بعيداً عنّا بعد أن أطلت بُشرياته وأخباره السعيدة علينا..
صابون الدكتور الذى تعترف روسيا على لسان سفارتها فى الخرطوم بأنه أحد علماءها مثلما اعترفت به كذلك وزارة المعادن السودانية وعينته خبيراً لها من قبل وهل يُعين الخُبراء يوماً فى أى مجال وهم بلا خبرات أو مؤهلات تضعهم فى مصاف الخبراء ، لا يعنينا ما حدث من خلاف بينهما لكن المؤكد أن الرجل لديه عقد مع الوزارة يدعم خبراته ، يجب أن تُحاسب الوزارة لاعتمادها أمثاله إن لم يكن خبيراً يستحق ولماذا تم توقيع العقد معه ، إنه الأن فى هذا الفضاء الواسع المُتاح للكل يُصرح ويكشف المستور عن هذه الشركة (الحُلم) ويُكذب ما جاءت به ، لا أحد استطاع أن يرُد عليه رداً شافياً كافياً يمنعه من الاستمرار فى تصريحاته كاذبة كانت أم صادقة..
أخى الوزير الكارورى الصادق من الصادق..؟
مازلنا ننتظر حل هذا اللغز وكلنا عشم فى أن تأتي الأخبار السعيدة التى تدعم وتؤكد أن الذهب بأطنانه الكثيرة لا محالة قادم وأنه حقيقة لا وهم ..
لا تذهب بعيداً يا ذهب والكُل فى انتظارك..
بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة..

Exit mobile version