قال الأخ وزير الدولة بوزارة الإعلام “ياسر يوسف” في منتدى (طيبة برس) أمس الأول إنهم بصدد صياغة قانون جديد يحرم على الولايات البث التلفزيوني المحلي وحصر سلطة البث على المركز، وقال في ما قال إن الدولة ظلت تتفاجأ بقيام فضائيات ولائية دون علمها ليضاعف هذا الحديث من حجم الإحساس بالفشل والإخفاق تجاه فضائيات الولايات التي وجدت حيزاً من البث الفضائي الذي يمكنها من أن تصبح متابعة ومشاهدة إلى ما خارج الحدود، لكن للأسف كل ما فيها (ينضح) بمحلية غارقة في التواضع لا تتناسب إطلاقاً مع الفرصة التي وجدتها لتنداح في ربوع السودان وخارجه. ودعوني أضرب مثلاً بفضائيتين تبثان برامجهما من حيث تشرق الشمس نوراً وإبداعاً وفسحة في الفنون والتراث وثروة في السياحة والجمال، وأقصد فضائية بورتسودان وفضائية كسلا اللتان بالتأكيد وجدتا الفرصة سانحة لأن تكونا بوابة الشرق المفتوحة للعالم بكل ما يحمله الشرق من تفرد وعظمة، لكن للأسف فشلت كلتا الفضائيتين في تحقيق ذلك فأصبحتا مسخاً مشوهاً لا هو محطة محلية ولا هو فضائية بالمعنى المعروف والمعلوم. ولعل القاسم المشترك بين كلا الفضائيتين هو التواضع والبؤس المحير في استوديوهاتهما لدرجة أن المشاهد يشعر أنه مجبر على مشاهدة بث تجريبي لم تكتمل فيه أركان الاحتراف الإعلامي المطلوب. والمصيبة الأكبر أن بورتسودان وكسلا تحاولان أن تقلدا (وبالكوبي بست) ما تفعله فضائيات الخرطوم، مثلاً دون أن ينتبه القائمون على أمرها لخصوصية المنطقة مما يحتم عليهم إنتاج برامج تخدم الولاية وإنسانها وتصبح هي (المينيو) أو قائمة الاستثمار التي نطرحها على الآخرين ليتعرفوا ويشاهدوا ما لا يعرفونه أو شاهدوه عن هذه المناطق، لكنها للأسف العقليات التي لا ترى أبعد من قدميها ولا تتعب نفسها بابتكار الجديد الذي يمنحها علامات التميز أو الاختلاف عن الآخرين، لذلك فإن تجربة قيام هذه الفضائيات الولائية أحسبها تجربة فاشلة بمعنى الكلمة وشاشاتها لا تنبئ عن أي مجهود في الصوت أو الصورة أو المنتوج، ومعظم مذيعيها ومذيعاتها كأنهم يحدثون أنفسهم أمام المرآة ولا تشاهدهم الملايين داخل أو خارج السودان ممن ساقهم الحظ العاثر لمشاهدتهم في كل الأحوال. ليس الخطورة في أن تتفاجأ الدولة بقيام فضائيات دون علمها الخطورة للدولة أن تستمر هذه الفضائيات تمارس العبث والتواضع وقلة المحتوى والمضمون أوقفوها وفضوها سيرة.
{ كلمة عزيزة
تزامنت الزاوية التي كتبتها أمس بعنوان (شكة إبرة بنص مليون) تزامنت مع حديث دكتور “مأمون حميدة” وزير الصحة الولائي أمام المجلس التشريعي والذي وصف فيه بعض الأطباء بأنهم مثل (السماسرة) وأن المستشفيات الخاصة وراء انهيار مستشفيات الحكومة، وبصراحة الحديث في (واجهته) حديث شجاع من وزير يعرف خبايا الصحة والممارسات التي تتم من بعض الأطباء، لكنه في ذات الوقت اعتراف خطير من رجل يمتلك أكبر المستشفيات (الخاصة) بولاية الخرطوم، مما يجعلني أتساءل عن قناعات الرجل الشخصية والمهنية تجاه الأمر! وكيف سيتأتى له أن يحسم فوضى تسرب الاختصاصيين للمستشفيات الخاصة واعتبار العمل بالحكومية مضيعة للوقت.. الكارثة أن العلاج بالمستشفيات الخاصة نفسها هو بداية المشكلة وهي كمن يستنجد من الرمضاء بالنار ومستشفيات الحكومة طابعها الإهمال والقذارات والنفايات وتلوث البيئة، والخاصة استنزاف للجيوب واستغلال للمرضى، وفي كلا الحالتين أغلب النتائج سوء في التشخيص وأخطاء في العلاج وياما في القبور مظاليم!!
{ كلمة أعز
السيد رئيس البرلمان المحترم قال إن التعيينات السياسية هي التي قادت إلى تدهور الخدمة المدنية، وفي رأيي أن ما قاله ليس هو الخبر لأنه يشبه القاعدة الصحفية التي تقول ليس الخبر أن يعض الكلب إنساناً لكن الخبر أن يعض الإنسان كلباً أها يا بروف العضه الكلب منو؟؟ أقصد أها الحل شنو؟؟