(جو يتعارفوا عقدوا ليهم).. عقد القران المفاجئ ما بين الرفض والقبول

تذهب يوماً تلو الآخر لشراء مستلزمات من السوق ما لفت انتباه جارتها التي سألتها بكل عفوية (انتي بتشتري في شنو؟ كل يوم في السوق؟) فكان ردها (عندي حاجات بشتريها لبداية العام الدراسي الجديد بالجامعة) وقد استمر الغموض حتى ليلة عقد قرانها الذي تم في منزل أسرتها ليقتصر الحضور على بعض المقربين من أهلها وأهل (العريس) وما بين الخبر المعلن عنه وزواجها بعضه أيام ليفاجأ الأهل والجيران بعقد قرانها الذي تم في كامل السرية، فيما كانت الإجابات لمن أثاره الفضول عن كيفية العقد المفاجئ كانت الإجابة أن (العريس) أتى من الخارج وأجازته قصيرة فتم العقد ليلة التعارف..

فترة الخطوبة:
حول هذا الموضوع تقول ربة المنزل سعاد إبراهيم: (يعتبر الزواج أحد القرارات التي تمر بحياة الإنسان فهو التزام لا يجوز الاستهانة به وينبغي أن يخضع المرء نفسه لتقييم نفسي يرى به مدى تقبله لأخذ هذه الخطوة المهمة والتي تعد منعطفاً رئيسياً في حياته لأن وجود فترة خطوبة كانت تعتبر في السابق أحد الأمور المهمة والمعقولة لكونها تمنع حدوث ما يسمى بـ (الزواج المفاجئ)، والذي من له عدة أسباب قد يكون منها التقبل السريع لشريك الحياة أو الإعجاب به لمظهره أو لشخصيته مثلاً، أو الرغبة الملحة في الأنجاب أو لأسباب قد تكون مادية بحتة وأحياناً للتخلص من ضغوط الأهل والرغبة في ترك منزل الوالدين مما يولد مشاحنات وجفاء لاحقاً وتتبادر في أذهان الشريكين عملية الطلاق كحل مرض للطرفين).

عدد من التضحيات:

أما الخريجة الجامعية مروة جعفر فترفض وبشدة تلك الظاهرة التي انتشرت بصورة كبيرة وسط المجتمع السوداني وترى أن (الزواج السريع) أو عقد القران المفاجئ ما هو إلا خدعة تتمثل بالمشاعر الآنية التي لا تلبث أن تزول، مؤكدة أن فترة الخطوبة مهمة جداً وأنها أدركت هذا بعد تباين عدد من التجارب التي عاشتها عدد من صديقاتها في زيجات فائتة وصفت بالفشل وانتقدها الكثير باعتبار أن هذه التجربة تقدم من خلالها عدد من التضحيات من قبل الطرفين تنتهي بقصة مؤسفة لعلاقتهما.
قسمة ونصيب:
العم عبد العزيز محمد عزا تأييد الأسر لهذا الموضوع خاصة الأمهات تماشياً مع مقولة قديمة (خير البر عاجله) وللفهم السائد لديهن كذلك بـ(قلة) الرجال وأحياناً انعدام من يرغب في الزواج بصورة جادة، وأن الفتاة لو رفضت سعدها الأول تتعرض لمسألة البورة وكذلك مقولة أن عقد القران المفاجئ (قسمة ونصيب) وكي لا تقل فرصة الفتاة في الزواج.

عدم استمرارية:
من جانبه يشير أستاذ علم الاجتماع د.حسن محي الدين إلى عدم وجود دراسات علمية دقيقة حول هذه القضية المهمة إلا أنه ومن منطلق رأي علمي يقول أن العلاقات السريعة من المتوقع أن لا تقوم على الاستمرارية ويعتقد محي الدين أن هذا يعود للمقدمات والتنشئة المكتسبة في مجتمعنا والتي ساهمت ببناء وجهات نظرنا تجاه الزواج في مجتمعنا السوداني والذي لا يوفر فرصاً حقيقية لبناء وجهات نظر سليمة وواقعية نوعاً ما تجاه هذا المشروع الحياتي (الزواج) ويتابع أن موضوع الزواج غالباً ما يغلف بقائمة من الممنوعات والمحاذير لدى الشباب من الجنسين ويزيد أن مصادر معلومات الشباب عن الزواج تستند إلى خبرات وتجارب الآخرين والتي ليست بالضرورة أن تكون مطابقة لما سيصادف الشاب عند شروعه بالزواج.

 

صحيفة السوداني

Exit mobile version