مثلت الساعة بعداً ذا قيمة عالية عند الكثير من الناس فهي بخلاف أنها ضابط لقيمة الوقت والميقات الزماني تمثل ضرباً من ضروب الزينة للرجال والنساء معاً ولوقت قريب كانت الساعة من الأشياء المهمة والضرورية في الخطبة تقدم كهدية للعروس قبل أن يحل محلها الجلكسي والآيباد، وقد ظهرت ماركات عديدة من الساعات كانت مسار اهتمام الناس في أجيال سابقة، وكانت مهنة الساعاتي تدر أموالاً معقولة لممارسيها لتدافع القوة الشرائية الآن تلاشى الاحتفاء بالساعة نظرًا لتطور التكلنوجيا وظهور الهاتف الجوال الذي أغنى الكثيرين من شراء الساعة، وقد انحصرت في فئات محدودة من الناس لاسيما كبار السن الذين لا زالوا يحتفون بالساعة السويسرية ويتابعون آخر صيحات الموضة والماركات . أما جيل اليوم فقد استغنى عنها تماماً ماعدا القليل واكتفوا بساعة الهاتف الجوال.
الحال واقف
وبحسب ود المهدي، أحد الساعاتية في موقف الشهداء أن الممارسين للمهنة تخلوا عنها والبعض منهم اتجه إلى مهنة أخرى لضعف الإقبال على شراء الساعات واكتفاء الناس بالساعة الموجودة على الهاتف الجوال، وقال مازحاً (الجلكسي وقف حالنا)، مضيفا أنه رغم الضغوض الاقتصادية ومتطلبات الحياة المتزايدة ومحدودية الدخل الذي يتحصل عليه إلا أنه لم يتخلّ عن مهنته التي ارتبط بها منذ زمن بعيد ويبن أن مهنة الساعاتي تتطلب مهارة خاصة وموهبة فكل مخلوق ميسر لما خلق له.
السوق نايم
ويرى محمد عبد الحميد صاحب محل لبيع الساعات فقال إن معايير جودة الساعات اختلفت وظهرت في السوق الساعات التجارية التي تقلد بعض الماركات العالمية مما أثر في القوة الشرائية مبينًا أن سوق الساعات لم يجد الرواج الذي حققه في السابق، ويضيف: على المستوى الشخصي بحثت عن بضاعة أخرى لاستثمر فيها وعزا ذلك لانتشار الهاتف الجوال الذي هزم الساعة ومهنة الساعاتية لا سيما الأجهزة الذكية.
مضمون غنائي
حظيت الساعة بقيمة عالية في المجتمع السوداني وتناولها الشعراء في أغنياتهم لاسيما في أغاني الدلوكة وأشهرها: قدم لي هدية ساعتو السوسرية.
ونموذج آخر: أسرني بجمالو وشاغل فكري مالو بالساعة في شمالو ودر عقلي شالو.
ولم تخل الأمثال الشعبية من حضور الساعاتية بالقول: إلا أكون ساعاتي، وهذا ما يرفضه الساعاتية الذين يعتقدون أن هذه المقولة تحط من قدر مهنتهم الشريفة، وهذا ما يؤكده يحيى الساعاتي الذي يشير أن هذه المهنة لا يمارسها إلا الأذكياء (زول مخو نضيف) لتعقيداتها، نافيا أن مهنة الساعاتي لم تكن يومًا من الأيام مهنة من لا مهنة له.
الصيحة