الصورة المنشورة تفصح عن نفسها فها هي مدينة لويزيانا الأمريكية تنتصر لقيمة الحياء وتحظر البناطلين (الناصلة).. تلك الصرعة التي جاءتنا من أمريكا التي يفتتن بها بعض شبابنا ونخبنا ومثقفينا في كل شأن من شؤون الحياة سواء السياسية أو الثقافية أو الاقتصادية أو حتى الاجتماعية معتبرينها المثل الأعلى وسدرة المنتهى لأحلامهم وأشواقهم!
بالرغم من أن بعض شبابنا أخذ بموضة البناطلين (الناصلة) فور ظهورها في أمريكا ها هي مدينة لويزيانا تنتصر لقيم الفطرة السليمة المتمثلة في (الحياء) الذي جبل عليه الإنسان قبل أن تعدو عليه انحرافات وانكفاءآت وسقطات الحضارة المادية المنسلخة عن قيم الطهر والفضيلة والمتمردة على دين ربها سبحانه.
أكتب هذا بين يدي اللائحة الموفقة التي أصدرها عميد الطلاب بجامعة بحري لتنظيم سلوك الطلاب والتي قضت بمنع ارتداء الفنايل ذات الأكمام القصيرة داخل الحرم الجامعي والتي منحتها ثقافة قاع المدينة اسم (أديني حقنة)! كما قضت بمنع الرسومات الشاذة في الملابس ولبس السفنجة وما في حكمها داخل الجامعة وحلاقة الشعر الشاذة التي يروج لها بعض المغنين الشباب وينشرونها بنجوميتهم الخرقاء بين الشباب رغم أنف اتحاد الفنانين وكباره من دعاة القيم والتقاليد الحميدة أمثال صلاح بن البادية وحمد الريح وصلاح مصطفى وعبد القادر سالم وغيرهم كما قررت جامعة بحري منع لبس السلاسل والغويشات وما في حكمها للطلاب داخل حرم الجامعة.
لا يسعني إلا أن أشيد بجامعة بحري التي عملت بقراراتها هذه على توفير بيئة جامعية محترمة تليق بمكانة وحرمة التعليم الجامعي راجياً أن تحذو بقية الجامعات حذوها وليت وزارة التعليم العالي تسعى لتعميم تلك اللائحة على الجامعات الحكومية والخاصة، خاصة وأن بعض الجامعات تبنت زياً موحدًا أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر جامعة الرباط .
للأسف فإن قيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انحسرت وتوارت من حياتنا وكادت أن تختفي ربما بفعل حملات بني علمان وغيرهم من الذين يسعون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا والذين لن يكفوا عن دمغ تلك الفريضة المغيبة بكل قبيح رغم أنها دين ورغم أنها أهم عوامل وأسباب ودواعي خيرية هذه الأمة وارتقائها وسموها على الأمم الأخرى(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)، وهل أدل على ذلك من الحرب على النظام العام رغم أن (ماما أمريكا) التي يقدسها بنوعلمان لا تسمح بالعري في الشارع العام ويكفي ما فعلته لويزيانا الأمريكية مما أشرنا إليه في مقدمة هذا المقال.
ليت العلماء وأئمة المساجد يضطلعون بدورهم في تبصير الناس بعرى الإسلام وقيمه فقد والله رأينا كيف امتلأت المساجد بالمصلين في شهر رمضان المبارك في صلاة التراويح بل حتى في التهجد وكيف دوت المنابر ومكبرات الصوت فيه بآي القرآن ولا يساورني أدنى شك في أن هذه الملايين من المتهجدين والمسبحين في ساعات الليل البهيم من المتعطشين لقرآن الفجر والذين لم تشغلهم المغريات والملهيات أو تصرفهم عن ذكر الله وعن الصلاة أكثر استعدادًا للانصياع لقيم الدين ومثله وشعائره فهلا قام بعض العلماء بإحياء سنة قيام الليل في عدد من المساجد الكبرى في يوم يحدد بالتوافق بين الأئمة في كل شهر وهلا قام د.عصام البشير أو غيره بترتيب ذلك الأمر تقرباً إلى الله تعالى واستغفاراً واستدراراً لرحمته أن يهيئ لهذه البلاد أمر رشد ينجيها وشعبها مما لحق بغيرها من الأمم؟