مسلسل فتح الرحمن.. الحلقة الثالثة: رجعنا لك
اليوم تبينت المعنى الحقيقي لعبارة (الهدوء المشوب بالحذر)—فقد كان الجو غائما بعض الشئ مع كثير من ذرات الغبار العالقة—شئ ما فيه ينذر بالمطر او (الكتاحة)—في الشارع كان ادم يفرم الطعمية ويدندن مع المسجل الأغنية التي سأختم بها –فقد كانت مواكبة لأحداث الصباح—من على البعد لاح شبح فتح الرحمن في وقفته التاريخية وهو يدخن —متى عاد؟؟؟ هل تمت المحادثات بنجاح وأعطي نصيبه في السلطة؟؟ ام هي مجرد اتفاقية سلام مؤقتة يجري بعدها استفتاء بالوحدة أو الانفصال؟؟ ..لست ادري …كانت هناك عربة من طراز المرسيدس تقف بجانب عربته –وقبل ان يسرح تفكيري –اذا بباب الفيلا يفتح ويخرج منه كهل في الاربعينيات من عمره —استفزني بارتدائه الملابس الخاصة بلعبة التنس صباحا وكانه لا يعمل في مكان ما ..طبعا أفكار موظفين وكدا —كان يرتدي الأبيض الباذخ في هذا الجو الغريب—ويحمل معه حقيبة رياضية يبدو انها تحوي مضارب التنس—توقعت مباشرة انه (هاني) زوج الابنة الكبرى—و(عديل) فتح الرحمن—يبدو ان العلاقة بينهما متوترة كما هذا الجو—فقد اومأ هاني لعديله بالتحية من على البعد ولم يبذل جهدا للنطق بها—ثم تحركت عربته بهدوء وسمعته يرفع صوته بالتحية لعم حسن—ثم توقف وترجل عن العربة ليتبادل حديثا وديا مع المستشار—ثم قاد عربته مغادرا الحي متبوعا بنظرات فتح الرحمن المليئة بالغيظ وحاجات تانية حامياني—الحقيقة استغربت التوتر في العلاقة بين (العديلين) فالذي اعتدناه في مجتمعاتنا هو توتر العلاقة بين (السلايف) وهن النساء اللاتي يتزوجن اخوة –فكل منهن تريد اثبات أنها الأفضل لنسابتها—ولكن من النادر أن ترى هذا التنافس في مجتمع الرجال الذين يهبون للدفاع عن بعضهم البعض—فما الذي يجري بين جدران تلك الفيلا؟—وهؤلاء العدلاء؟—من قرائن الأحوال أعتقد ان فتح الرحمن لم يبذل جهدا للانصهار في هذا المجتمع—فهو يسكن منذ اعوام في هذا الحي ورغم ذلك لا يتبادل الزيارات مع احد—بل حتى لا يلقى التحية على احد—فأين يكمن الخطأ؟ –عندما مررت بجانبه—كنت أريد ان اقول له—أن المجتمع السوداني مهما اعتلته قشرة الزهو –فلا يزال يحمل الطيبة في داخله—فربما لو مازحت قليلا ادم او توقفت لتحية عم حسن أو سجلت زيارة لبيت المستشار—ربما استطعت أن تفك الاختناق الذي تحس به –وذلك الاحساس الذي يحاصرك بأن هذا المكان ليس مكانك!!!!—كان هو يضغط بعنف على عقب السيجارة بقدمه—فتح باب السيارة بذات العنف—قادها بسرعة كالعادة –من على البعد كانت أغنية مسجل ادم في نهايتها—(تواه انا –كل الدروب جربتها –لا وصلت ليك –لا الرجعة تاني عرفتها—)…وووصباحكم خير
مسلسل فتح الرحمن.. الحلقة الاولى: التسوي بي ايدك
مسلسل فتح الرحمن.. الحلقة الثانية: جئتكم من سبا بنبأ يقين
د. ناهد قرناص
والله يادكتورة ناهد ماعارف أقول ليك شنو ، انا من المتابعين لكتاباتك التي لا تخلو من سخرية لطيفة لكن المرة دي ماعارف حسيتك طلعتي شوية من الخط وبعدين أول مرة أعرف انو الاربعينات هي سن الكهولة، حرام عليك وناس الخمسينات والستينات يقولو شنو، إذا كان القرآن الكريم ذكر ان سن الاربعين هي سن الشدة وذروة الرجولة، أنت كاتبة متميزة، هذا مالزم التنويه عنه وجزاك الله خيرا.