> ماذا نفهم من أنه لا ينبغي الربط بين قضية السيد مبارك الفاضل المهدي وقضية مساعد رئيس الجمهورية العميد عبد الرحمن الصادق المهدي بمنطق الأمين العام لحزب الأمة القومي سارة نقد الله؟!
> سارة تقول إن عبد الرحمن الصادق المهدي كفاهم شر المواجهة معه باستقالته باكراً من جميع مواقعه الحزبية، وإن عضويته في الحزب «مجمّدة».
> وهي تقصد أن عبد الرحمن ما عاد له علاقة بالحزب.. لكنها لم توضح لماذا اختير وعلى أي أساس اختير مساعداً لرئيس الجمهورية؟ لكن مبارك المهدي لماذا لم يكفهم شر المواجهة معه بخروجه من الحزب وتأسيسه حزباً آخر جديداً هو حزب الأمة للإصلاح والتجديد؟!
> واضح جداً في حديث «سارة» التحايل السياسي الذي تحاول به أن تبرئ نجل الصادق المهدي من مشكلة تنظيمية تدين بها مبارك المهدي.
> أن يذهب مبارك المهدي الى تسجيل حزب جديد هذا حدث بعد خروجه من حزب الأمة القومي برئاسة السيد الصادق المهدي. وأن يذهب عبد الرحمن الصادق المهدي إلى القصر الجمهوري مساعداً لرئيس الجمهورية فهذا حدث بعد أن تقدم باستقالته للحزب أي بعد خروجه منه.
> وإذا كان عبد الرحمن المهدي قد كفى حزب الأمة القومي شر المواجهة معه بالاستقالة بعد الخروج.. فإن من قبله كفاه مبارك شر المواجهة معه بالخروج منه. فلا فرق إذن بين مبارك وعبد الرحمن من حيث خروجهما من حزبهما، فذهب الأول يمثل مجموعة انشقت معه، وذهب الثاني يمثل عملية توازن سياسي في الساحة بين الحكومة وأسرة الصادق المهدي.
> وسارة تقول إن مبارك ليس حزب أمة لأنه أنشأ حزباً آخر.. وهذا كلام صحيح طبعاً ومنطقي.. لكن هل نفس هذا المنطق التنظيمي ينطبق علي عبد الرحمن الصادق المهدي الذي كفاهم شر المواجهة معه باستقالته؟!
> تقول «سارة» إن عضوية عبد الرحمن «مجمّدة».. أي يمكن أن يفك الحزب تجميدها إذا تقدم باستقالته من منصبه الدستوري، أو أقاله رئيس الجمهورية، أو لم يظهر في تشكيلة حكومية جديدة وآثر بعد ذلك العودة إلى حزب أبيه.
> أما مبارك المهدي الذي انشق بمجموعة كبيرة ويمكن أن يعود بجزء كبير منها، فإن الحزب يزهد في عودته وإن كان في مرحلة معارضة ومازال وفي حاجة الى عودة كل الذين خرجوا منه، بخلاف حزب الميرغني الذي انتقل من المعارضة الى المشاركة في السلطة وراح يصدر قرارات الفصل للذين رفضوا المشاركة في السلطة.. ويا حليل الأزهري.
> وكم مرة نقرأ ونسمع النداءات من داخل حزب الأمة القومي إلى عبد الرحمن الصادق ليعود من القصر إلى الحزب.. وكأنها نداءات تضليل للناس، بحيث أنه إذا لم يظهر في تشكيلة حكومية جديدة مستقبلاً يعود الى حزبه دون أن يواجه ما واجهه مبارك المهدي.. رغم إنه فرد.
> ومبارك الذي يمكن أن يعود بكل الذين انشقوا معه ما عدا قلة فيهم من أسسوا أحزاباً ومن رحل من الدنيا مثل الزهاوي إبراهيم مالك، يخشون عودته.
> فعودته قد تفتح الطريق لعودة شخصيات من آل المهدي تحمل اسم المهدي مثله، وبذلك تكون فرص تقلد المواقع الرفيعة في الحزب ضيقة جداً أمام أسرة السيد الصادق المهدي، بعد أن حدثتنا «سارة نقد الله» عن أن مريم الصادق المهدي يمكن أن تخلف والدها في رئاسة الحزب.
> إذن لا نستغرب بالمنطق الذي ساقته «سارة».. «عضوية عبد الرحمن مجمّدة».. و«مبارك ليس حزب أمة».. أي مازال عبد الرحمن رغم الاستقالة حزب أمة.. لا نستغرب أن يضيق تيار رئيس الحزب داخل حزب الأمة القومي ذرعاً بعودة مبارك ومن معه بما فيهم أنصاره في دائرة تندلتي، وبعد أن أقيل من الحكومة وعاد معارضاً قاسياً لها. وفي نفس الوقت يدعو نجل رئيس الحزب إلى مغادرة المنصب والعودة لفك تجميد العضوية.
> حزب الأمة القومي بهذا السلوك السياسي يكون قد ذهب إلى أبعد من الحالة الطائفية.. فهو يعيش الآن «الأسرية» داخل «الطائفية».. ظلمات في ظلمات.
> حتى تعيين «سارة» كامرأة في هذا المنصب لافتخار الحزب بذلك في مسألة الجندر، هو لفتح الطريق مستقبلاً أمام تعيين «مريم الصادق المهدي»، فالخطة في ظاهرها جندر وفي باطنها «أسرية».
غداً نلتقي بإذن الله.