انا مدين لحزب الميرغني بالكثير ذلك انه ظل يفرض الابتسامة على وجهي في زمن قل فيه ما يفرح بل إنه ينتزع القهقهة احيانا رغم انها كثيرا ما تكون مصحوبة بألم حاد في المرارة التي تكاد ان تنفجر وتنففع من الغيظ!
آخر ما ملأني غيظا من (عمايل)حزب الميرغني ذلك التصريح العجيب الذي ادلى به احمد السنجك الذي سمى نفسه (الناطق الرسمي باسم الميرغني) وليس باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل حبث قال الرجل ، لا فض فوه ، إن الميرغني طالب فرقاء الحوار بعدة مطلوبات من بينها (مناقشة اوضاع حقوق الانسان ووقف الحرب والازمة الاقتصادية وسيادة حكم القانون وفصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية)!
كلام والسلام! ولكن قبل ان نناقش مطلوبات الميرغني دعونا نسأل:اين هو المرغني ثم اين هو ابنه (الحسن)
المفوض بادارة الحزب والذي يحتل منصب كبير مساعدي رئيس الجمهورية؟! أما كان هو الأولى بالتصريح بدلا من السنجك بالنظر ال انه ابن الميرغني والقائم على شؤون الحزب والذي يحتل موقعا سياسيا ودستوريا يؤهله للحديث؟!
عجيب ان يتحدث الميرغني والسنجك عن الفصل بين السلطات في الدولة بالرغم من علمهما ان فاقد الشيء لا يعطيه وغريب ان يتصدى للحديث عن هذه القضايا التي يفتقد ما هو اهم منها لحزبه الذي يحركه بالريموت كونترول من لندن التي مكث فيها سنتين الا شهر واحد بل اغرب ان يتحدث عن مطلوبات الحكم الديمقراطي من فصل للسلطات وهو الذي يهيمن على كل السلطات في حزبه الطائفي الرجعي بدليل ان حزبه يفتقر الى اية مؤسسة شرعية منتخبة سواء الدستور او النظام الاساسي او المكتب القيادي او الهيئة الشورية .. حزب يعطل مؤتمره العام لما يقرب من نصف قرن ويتحدث عن فصل السلطات!
اغرب من كل ما ذكرت ان المرغني الابن ، رغم التدليل و(لدلع) الذي يغمرهم به مجلس شؤون الاحزاب الذي يعطل قانونه الذي لو كان قد اعمله في الحزب لحله وصادر ممتلكاته .. اقول ان الحسن رغم التدليل الي يغدقه مجلس الاحزاب على حزبه اشتكى المجلس الى رئيس الجمهورية متهما المجلس بالتحامل عليه بل طالب الرجل رئيس الجمهورية (بالتدخل لحسم قرارات وتصرفات رئيس مجلس شؤون الاحزاب السياسية) وذلك من اجل ان (يؤدي الحزب رسالته ودوره المنوط به في خدمة الدولة وتوجهها)واتهم الحسن رئيس المجلس (بالسعي لشق صف الحزب من خلال مؤازرته لما سماها المجموعة المتشقة عن الحزب)!
بالله عليكم هل رأيتم مثل هذه المساخر؟ الميرغني الصغير لا يعلم ان المجلس سلطة مستقلة تعمل بموجب قانونها وليست خاضعة لرئاسة الجمهورية بل إن حزب رئيس الحمهورية يفترض ان يعمل بموجب قانون المجلس ولكن ماذا نفعل مع حزب تعتبر قياداته صاحبة الحق الالهي انها فوق القانون وفوق الدستور؟
ما ازعج المبرغني الصغير ان المجلس طلب من حزبه ان يعقد مؤتمره العام في ديسمبر القادم مما اثار حفيظة الرجل الذي يفترض انه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون!
هل تذكرون قرائي الكرام نائبة رئيس البرلمان المعينة بأمر الميرغني والتي تحدثت عن كرامات الميرغني الصغير التي تؤهله لحل كل مشكلات السودان في فترة ال181 يوما التي حددها باعتبار ان الحسن (من اولياء الله الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)؟!..نائبة رئيس نواب الشعب السوداني المغلوب على امره واصلت تصريحاتها المدهشة فقالت إن حزبها (يمكن ان بتحالف مع الشيطان نفسه في سبيل الوطن)! قالت ذلك بالرغم من اعتقادها الراسخ ان سيدها (الولي الصالح) لا يحتاج الى عون من الشيطان فهو من اهل الخطوة والحظوة !
اعجبتني تصريحات القيادي الاتحادي علي نايل الذي طالته غضبة الحسن الميرغني على من سماهم بالدواعش حين سخر من قول هذه المرأة المسبحة بحمد ولي نعمتها وقال ان من يقول (بولاية الاشخاص غير سوي وغير عاقل) ولكن من بربكم نلوم على تنصيب مثل تلك المرأة؟انلوم الحسن ام نلوم المؤتمر الوطني الذي نصب من قبل ابنا آخر للميرغني مساعدا لرئيس الجمهورية وصبر عليه لما يزيد على العامين بالرغم من انه ظل مقيما في لندن على حساب دافع الضرائب من هذا الشعب الصابر المحتسب.
آخر ما اختم به من عجائب حزب الميرغني ما قاله السنجك الناطق باسم الميرغني إن المؤتمر الوطني اجهض مبادرة اطلقها الميرغني عام 2009 لحل مشاكل السودان وكانت كافية لحل الضائقة الاقتصادية)!
لم ادهش للمبادرة التي لم يذكرها السنجك ولا سيده الا الان بالرغم من انها اطلقت قبل ست سنوات انما دهشت للصحيفة التي جعلت ذلك مانشيتا يقول: (الميرغني:الوطني اجهض مبادرتي) .. فاي مبادرة بربكم تلك التي يصنعها من يعيشون خارج التاريخ؟!