غيرنا يقتل بداعش ونحن نقتل بالحوادث

ظهرت داعش او تفرعت من جماعات كانت تقاتل النظام السوري وبدلت اسمها اكثر من مرة كما انها تبدل ثوبها ، تقاتلت مع المعارضة التي ايضا هي في خندق قتال النظام ولكن سرعان ما تحول القتال بين هذه الجماعات.. جبهة النصرة تقاتل داعش والقوات ماذا تقاتل ماذا وهكذا تعددت المسميات وطريقة القتل ، ان داخل الجماعات او لمواطنين كانوا ضحية ها النزاع المؤلم ..
اسمت داعش نفسها الدولة الاسلامية بعد ان توسعت مناطق سيطرتها على الارض واستطاعت ان تعزل مناطق كلية عن الدول الاصلية ان كان العراق او سوريا ,,
و بعد كل فترة نراهم يقودون اناس كالقطيع الى المسلخ ويذبحون شر ذبحة عرفها الانسان .. منها ما يقال انه مفبرك ومنها ما يقال انه حقيقي . وتظل الحقيقة عندهم فقط والسي أي ايه C.I.A …
ولكن لم تكن داعش وحدها التي اتسمت بالقتل بالجملة او بالأعداد الكبيرة فثمة هناك مكان اخر ، في العالم يموت الناس بالجملة ولكن ليس في الحرب او بالذبح او بالقتل رميا بالرصاص .. انه موت مجاني لا يكلف احد شيئا غير ستر الجثامين بعد الموت ..
نعم توجد بلد في العالم وهي السودان الذي كاد ان يضاهي داعش في تعداد الموتى والقتلة بسبب حوادث الطرق والمواصلات .. فبعد كل يوم نسمع بحادث يختلف عن الاخر وضحاياه اكبر من الاول .. ويتسابق اصحاب القلوب القاسية بنقل صور اقل ما يقال عنها انها صادمة ..
كل الدول التي حولنا لها شوارع اسفلت ربما اسوأ من ما عندنا وربما لا يوجد اسفلت ولكن لا نسمع حوادث بهذا الكم والعدد المهول من الموتى فكل صباح يمكن ان نسمع خبرا يحمل الينا فاجعة جديدة .. وصورا اكثر ايلاما وبشاعة ..
بالأمس حادث على طريق سمي شريان الشمال الا انه شريان مقطوع ينزف دما ، ويبث الخوف في قلوب مرتاديه .. حوادثه اكثر عددا في الموتى . واكثر بشاعة .. وغالبا يكون الضحايا من اسر قريبة من بعضها البعض واهل ديار واحدة ، فيخيم الحزن على منطقة كاملة برحيل اعداد من ذويهم ..
مناطق معينة في الشارع تحدث هذه الحوادث المميتة ، فلا ادري ان كان هناك من تساءل يوما لم هذه المنطقة او تلك ؟؟ لا بد وان هناك سببا يؤدي الى ذلك و يجب دراسته ومعرفته ..فان كان من طبيعة الطريق يجب ان تعدل وان كانت الرؤية يجب معرفتها ,المهم في الامر ان هناك سببا ما ..ويتطلب البحث فيه
وانا اعزى ان 99% من هذه الحوادث لتهور السائقون او عدم معرفة القيادة على طرق سريعة ضيقة ، فهم لم يتمرنوا مع سائقين اخرين وانما فقط يوم تحصل على رخصة القيادة اصبح سائقا لهايس او أي مركبة او حافلة وينطلق مزهوا بمعرفته للقيادة او هكذا يظن لأنه تسلم رخصة لذلك .. وفي الحقيقة هو لا يعرف غير عجلة قيادة ( دريكسون) وتغيير السرعات .. لم يتعلم ماذا يعني منحنى ولم يتعلم كيف التصرف في حال وجد نفسه في مأزق مواجهة من الجانب الاخر ,, لم يتعلم البعض متى يكون الطريق سلسا ومتى يجب الانتباه لمنحنياته وارتفاعاته ونزوله ..
وهناك البعض الذي وضع كامل المسؤولية على طرف اخر. وهو الحكومة متمثلة في هيئة الطرق فهي لا تقوم بالصيانة الكافية للطرق السريعة وتزيل الاتربة التي تغطيها او تصلح الحفر التي توسطت الطريق ويتفاجأ بها السائقون .. عدم وجود اللوحات التحذيرية والارشادية بالشكل الكافي الذي يقدم خدمة للسائق فالسائق لا يريد ان يعرف في أي كيلو هو او قطع كم من الكيلومترات حيث ان عداد مركبته يوضح له ذلك ، وانما فقط يريد تخطيط ثابت لتقسيم الشارع ويريد لوحات توضح له اين المنحنى او المنخفض الخطر الذي يجب ان يبطء فيه من سرعة المركبة.. الطريق لا يوجد له سياج يحميه من المواشي ولا توجد لوحات تحذر من مناطق تواجدها بكثرة وربما تفاجأ السائق بجمال وهي تعبر الشارع فيكون ضحية الاصطدام بها ,, وكذلك الخط الاصفر الذي يوضح حافة الطريق وخط الوسط الذي يبين متى تتخطى ومتى يجب الالتزام بمسارك ..كثيرة هي النواقص وكثيرة هي الامور التي يجب عملها وتداركها لسلامة المواطن ..
والغريب في الامر ان السودان هو البلد الوحيد الذي نسمع قتل مسؤولين في حوادث طرق وكثيرون اكثر من المعدل الذي يمكن استيعابه فالراحلون من المناصب على سبيل المثال : دكتور مجذوب الخليفة .. قائد الاحتياطي المركزي ، الاستاذ فتحي خليل .. ووالي ولاية النيل الازرق السابق واسماء لا اذكرها الان فهل سال احدكم لم نحن فقط الذين يموت مسؤولينا على شوارع الظلط ..
الاجابة انهم يكونون برفقة سائقين لم يغادروا الخرطوم يوما ، ولا يعرف السائق القيادة على الطرق الخارجية .. او انه لا يعرف ان عليه التأكد من عجلات السيارة يجب ان تكون سليمة قبل ان يبدأ رحلته وانها فعلا يمكن ان تستعمل في الطريق السريع ..
تتكالب الدول وتتحاور في كيفية محاربة داعش لا يقاف القتل الجماعي فيا ترى من يتحاور لإيقاف القتل على طرقنا السريع ..

Exit mobile version