* أقترح عليكم, بعد سقوط شعار السودان سلة غذاء العالم, أن ننافس على لقب )السودان سلة غناء العالم( أو )السودان أكثر بلد يفرح ويغني مقارنة بحجم أحزانه ومواجعه(!!
فلقد هتفت كثيرا في هذه الزاوية باسم مشروعنا الأخضر دونما جدوى ودونما إرادة من الدولة ودون انفعال من الجماهير, فنحن بعيدون أكثر من أي وقت مضى عن ضروب الإنتاج وهوامش الجدية, فبدلاً من الذهاب في رؤية (تزرعون سبع سنين دأبا) مستغرقون للآخر في دوامة (7+7) وطواحين الهواء, فلماذا – والحال هذه – ﻻ نستثمر في الموضوعات غير الجادة التي نجيدها, فانظر – يا رعاك الله – إلى قنواتنا السودانية بما فيها قناة ساهور، وهي مستغرقة في ضرب الدفوف للآخر، تخرج من أغنية لتدخل في فاصل غنائي, فالرأي العام والرؤى ترسخ من خلال الخطط والبرامج الإعلامية المحكمة, فلئن كان رب بيت الإعلام للدف ضارباً فشيمة أهل البيت الرقص واللعب, وما أنا إلا واحد من قومي, ومن هنا فصاعداً سأفعل شيئين اثنين أولهما, سأمتثل قول ذلك الشاعر الحلمنتيشي :
من بكرة حا أربي الشعر
وأفردو وأكويه وأربي معاه كمان ضفر
وألبس قميص عجيب ألوانه ذي صوت المطر
في بطنو شجرة وديك يعوعي وفيلا حافيها الشجر
ننسى ونمثل هو التمثيل كُفر
* وسأكون جاداً في طرح مشروع دخولنا ماراثون (السودان سلة غناء العالم) ولدي من المسوغات والمكتسبات التي تؤهلنا إلى كسب هذا السباق, فلئن كانت الشقيقة الجزائر قد احتفظت بلقب (بلد المليون شهيد) فنحن في المقابل يمكن أن نتفرد بلقب (المليون مطرب) هذا غير الواعدين والموعودين ونجوم الغد, فمن حيث العدد ليس هنالك خشية من أن نؤتي من قبل هذه الثغرة, فتاريخياً تحتفظ الأجيال باسم محمد عبده (مطرباً للشعب السعودي), وبفيروز (مطربةً للعاصمة العربية الفنية بيروت), وتاريخياً نحفظ أسماء أم كلثوم وعبد الحليم حافظ (مطربين رسميين للدولة المصرية) التي تذهب إلى المائة مليون مواطن, على افتراض أن السودان يتميز بوفرة تؤهله لطرح معادلة (مطرب لكل مائة شخص) مقارنة بمطرب لكل مليون شخص في كثير من الدول العربية, هنالك أيضاً ميزة تفضيلية أخرى ستعزز ﻻ محالة من فرصنا للظفر بهذا اللقب, تتمثل في أن خارطة فضائياتنا وإذاعاتنا البرامجية تتسع لمساحة زمنية غنائية هي الأكبر على مستوى المنطقة, ففي مرات كثيرة جدا تجد مخلوقاتنا الإعلامية مجتمعة تدخلاً في فاصل غنائي, لدرجة أن يتكرر المطرب الواحد في أكثر من قناة, غير أننا نقع في مدار غنائي حار كما جيراننا الأحباش والإرتريين والصوماليين، وهذا ما يوفر لنا فرصة (للاستثمار الغنائي), كما الإثيوبيين الذين يمولون معظم الفنادق السياحية حول العالم بالفرق الغنائية, وهذه لعمري ثروة جبارة نجهل عمليات تقريشها وتسويقها, ثم بثمنها نستورد القمح والصلصة والبنضورة والبرتقال الجنوب أفريقي والزيوت والألبان المجففة و..
* فضوها سيرة زراعية ﻻ نمتلك إرادتها.. يلا صفقوا كلكم.. فنحن اليوم أقرب إلى تحقيق لقب (السودان سلة غناء العالم) من أي وقت مضى, فعلى الأقل هذه صناعة نمتلك جراراتها وآلياتها الموسيقية وفضائياتها التسويقية وأرضها الإعلامية الخصبة!!