أصحاب الحاجات الخاصة يقضون أيامهم وشهورهم بل سنواتهم بحثا عن حقوق لهم، كان الأولى أن تمنح الاهتمام والأسبقية خاصة أن لكل شريحة منهم اتحاد مفترض أنه يخدم قضاياهم غير أنها اتحادات شيدت لتصبح مجرد صرح من الأسمنت والطوب لا حياة فيها، ومن أبرز المشاكل التي تواجه أصحاب الحاجات الخاصة عند المطالبة بالحقوق هو الحياء والتعفف واللذان يبرزان كعامل نفسي يحول دون الإلحاح في المطالب، وهي النقطة التي ربما اعتمد عليها ضعاف الأنفس ممن تولوا شأن العامة وتصريف أمورهم.
ومن تلك الشرائح هنالك المكفوفين الذين أرادوا أن يكون الاتحاد الذي يمثلهم عين يبصرون بها ويد تأخذ عنهم وتمنحهم الحقوق فهناك حقوقاً كثيرة مهضومة من قبل الجهات المسؤولة تجاه هذه الشريحة من المكفوفين والكثيرين منهم لا يستطيعون المطالبة بهذا الحق تعففاً منهم، وآخرين ليست لديهم سبل من أجل الوصول لهذا الحق رغم أن هناك اتحاداً كاملاً مسؤولاً عنهم، ولكن هناك قصوراً واضحاً من الاتحاد من خلال ما سرده أصحاب الشأن للصحيفة، وكل الذين التقيت بهم من المكفوفين ألقوا اللوم على هذا الاتحاد، وأن المعضلة الأساسية تكمن فيه، وأصبحت الأمور أكثر تعقيداً بعد أن قُسِّم الاتحاد إلى محليات، فهناك أكثر من سبع محليات على نطاق الخرطوم فقط، وظل البعض منهم يخدم نفسه فقط، وأصبحوا داخل هذه المحليات مقسمين إلى أحزاب سياسية، هذا مؤتمر وطني وهذا إسلامي وهذا اتحادي …الخ، تاركين الآخرين الذين جاءوا من أجل خدمتهم، وآخرون ذكروا للصحيفة بأنهم يعانون أيضاً من ديوان الزكاة الذي يقوم بتأخير الدعم الشهري الذي لم يتخط الـ150 جنيهاً إلى شهور، قد تصل السبعة أشهر، وآخرون يستحقون هذا الدعم، ولكن لم يصلهم في ذات الوقت وهم في أمس الحاجة إليه، ومن خلال ما سمعت من هذه الشريحة من المكفوفين وشاهدت، لابد من الجهات المسؤولة سواءً كان اتحاد مكفوفين أو ديوان زكاة أو حتى الدولة أن تنظر إلى هذه الشريحة من باب الرحمة لأنهم يستحقونها.
قصص تدمي القلوب
قصص أرويها هنا من واقع مقابلات مع شريحة من أصحاب الاحتياجات الخاصة من المكفوفين، قصص أحس معها أننا مجتمع ينزف إنسانيته قطرة.. قطرة، قصص لأناس يتألمون إلا أنهم يكتمون أوجاعهم حتى لا يتسلل صوت الألم تعففا، لأن كرامتهم وحيائهم أهم وأولى من أن يبذلوها في شكاوى لأحد، ولولا أني الححت في السؤال لما حكوا لي شيئا مما يحسون، في هذه القصص أعكس معاناتهم التي تسربت اليٍِّ، ربما تتسرب إلى أصحاب الحل من المسؤولين وكذا الحال إلى الناس عامة حتى يكونوا جزءاً من الحل، والحل ليس مستعصيا لكن يحتاج إلى القرار، فهل من قرار يتخذ؟
معادلة العلاج والمعاش
حاولت بدءا أن أتحدث إلى المواطن م.س من مواطني منطقة الكلاكلات ويقطن مع جدته التي قامت بتربيته منذ الطفولة ثم توفيت، ولكنه لم يستطع التحدث مع الصحيفة فاعتذرت زوجته قائلة: إن زوجي في منتهى الحساسية، ولكن سوف أسرد لكم قصة زوجي، ولكن أرجو منكم ألا تذكروا اسمه، فقلت لها: لكِ ما شئتي ثم قالت: أولاً لم نرزق بطفل وهذه إرادة المولى عز وجل والحمدالله، زوجي م .س كفيف منذ الطفولة، وفي ذات الوقت مريض ويعاني من مرض الصرع أيضا هو مرض قديم منذ الطفولة، وكان يعمل في هيئة مياه المدن، وعندما ساءت حالته المرضية وأصبح يقع باستمرار تخوَّف المسؤولون بهيئة المياه وأحالوه إلى المعاش، رغم أنه لم يصل سن المعاش، ولكن نسبة للمرض وخوفاً من أنه يقع في أحد الحفر (لأنه سباك)، وكل معاشه لم يتخط الـ422، وهذا المبلغ بعد الزيادة لا يفي مصاريف العلاج، لأن تكلفة العلاج 636 جنيهاً كل شهر، ففي بداية الأمر كانت تكلفة العلاج بسيطة، ولكن عندما تعب زوجي وساءت حالته، قال الطبيب بأن لديه كهرباء زائدة وكتب له علاج من أول جديد فهو في اليوم الواحد لابد أن يقوم بتناول عشر حبات من الصباح حتى المساء، وعضد الطبيب على أهمية هذا الدواء، وقال: لابد من استعماله، ولا يجوز أن ينقص حبة واحدة، وكما ذكرت لك المعاش 422 وتكلفة العلاج 636، وهذا غير مصاريف البيت من أكل وشرب وغيره، فسألتها: أليس لديكم بطاقة تأمين صحي؟ ردت قائلة: نعم ولكن كل العلاجات خارج التأمين الصحي.. فسألتها مرة أخرى أليس لديكم دعما شهريا من قبل ديوان الزكاة؟ قالت: يا أستاذة الدعم غير منتظم ويأتي بعد ثلاثة أشهر، وفي بعض الأحيان سبعة أشهر، فكيف تقومي بتسديد فروقات مصاريف العلاج؟، قالت: بنصرف جزء والجزء الآخر بنتركه، وزوجي متعفف لم يذهب إلى جهات حتى تدعمه أو يمد يده ويطلب من شخص.
نار وزيت ساخن
حالة أخرى تحكي عن قصة مكفوف متعفف من الذين لا يسألون الناس، وهو من مواطني منطقة الديوم، فهو كفيف بالعامل الوراثي ومتزوج وأب لسبعة أبناء وبنات، التقيت به يجلس في الشارع العام وأمامه فترينة كبيرة وكان بداخلها بعض سندوتشات الطعمية والقليل من البيض المستوي (المسلوق) وبجانبه صاج وأنبوبة غاز، وبعد أن عرفته بشخصي سألته: من يقوم لك بإعداد الطعمية؟ وكيف تبيعها للناس؟ قال: كنت اعتمد على والدي رحمة الله عليه وبعد وفاته أصبحت اعتمد كلياً في إعداد الطعمية على أطفالي كما تشاهدين الصغار، فكان حوله أكثر من ثلاثة أطفال ومازال البعض منهم يرتدي الزي المدرسي، ثم قال: إن أبنائي يقومون منذ الساعة السادسة صباحاً – ولم يستطع تكملة حديثه، ثم صمت برهة وظل يبكي- قائلاً: يقومون برمي الطعمية ويبيعون فيها حتى يحين وقت جرس الحصة الأولى ثم يذهبون إلى المدرسة، ثم قال: وأكثر شيء يحزنني أن أطفالي يخاطرون بأنفسهم برميهم لهذه الطعمية، لأن النار والزيت الساخن والغاز كلها خطورة، ورغم ذلك الدخل لم يف، فكل الذي اتحصل عليه في خلال اليوم لا يتعدى الـ25 جنيهاً، فيها مدارس وفيها أكل وشراب وفيها علاج، وعندما سألته عن بطاقة الاتحاد والتسهيلات التي تقوم بها؟ رد قائلاً: بطاقة الاتحاد لا تعمل بها الجهات المعنية، فمثلاً مجانية المواصلات العامة لم تكن متوفرة، عدا في بصات الوالي فقط، يعني مجانية السفر لم تكن موجودة، وأيضاً مجانية المرافق العامة مثل المستشفيات، فتجد البعض يتفهم والأغلبية لا، هذا كوم، والمدارس كوم آخر، فمثلاً المدارس حالياً مطالب بدفع رسوم درس المساء وكل طفل 40 جنيهاً شهرياً، ولا توجد حالة استثناء ودفع الرسوم إجباري، فمن أين لي بهذا المبلغ؟؟
ألم تشتكو للاتحاد؟: الاتحاد على علم ولكن لم يحرك ساكناً وأصبح لا يهتم بشخص.
مشاجرات مفتعلة
قصة أخرى لمواطنة من سكان منطقة الجريف، فهي كفيفة وزوجها متوفى ولديها اثنان من الأطفال وعندما التقيت بها وجدتها تقطن مع أهل زوجها في مساحة لا تتخطى الـ45 متراً، قالت: بعد وفاة زوجي أصبحت أعيش ضغوطاً نفسية سيئة بسبب سوء المعاملة التي يجدها أطفالي من أبناء عمومتهم بسبب المشاجرات المفتعلة، ثم قالت: وأبنائي صغار ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، وكما ترى أنا كفيفة وحتى المكان الذي صدق لي من قبل المعتمد عبارة عن أرض خالية تماماً وتحتاج إلى تشييد، وأنا لا أملك قرشاً واحداً، وليست لي مصدر رزق، وكيف تعولي أطفالك ؟ لم تستطع الإجابة وبعد صمت رهيب قالت: الجيران، قلت لها: ماذا عن الجيران؟ قالت: الجيران يأتون إلينا بالطعام والشراب، ثم سألتها: ألم يكن لديك دعم من ديوان الزكاة ؟ ضحكت ثم أجابت نافية بكلمة لا، لم أدوَّن من ضمن المستحقين، ثم واصلت حديثها قائلة: ولكن إذا شيَّدت قطعة الأرض لا أحتاج إلى شخص إن شاء الله، لأنني سوف أسكن فى جزء والجزء الآخر سوف أقوم بإيجاره ويصبح مصدر رزق لأطفالي.
الكبري الطائر
سرد آخر لمواطن من منطقة السلمة، فضَّل حجب اسمه -أيضاً – قائلاً: أعاني من رمد طبيعي منذ الطفولة، ثم قال: الوالدة الحمدالله لم تقصر في علاجي، ظلت تتابع حالتي حتى كبرت وتزوجت وصرت أب لأربعة أطفال، وبعدها مازلت أواصل رحلة العلاج، فأشار عليَّ أحد الأطباء بإجراء عملية، وعندما أجريتها فشلت وأصبحت لا أرى، وقبلها كان نظري قليلا، ثم واصل حديثه قائلاً: هذه إرادة ربنا، وأنا قبلت بحكمه ومع بداية إصابتي بالعمى تم تحويل الكشك الذي كنت أعول منه أطفالي الأربعة، وهو في الأصل كان عبارة عن دكان صغير جداً في المنزل، وبعدها اشتريت كشكا صغيرا في السوق العربي، فتم تحويلنا إلى السوق المحلي، عند إنشاء الكبري الطائر الجديد بجوار السوق المحلي، ولكن لم أعلم ماذا حدث، بعد ذلك فوجئت بالكشك أصبح عبارة عن قطعة من خرد الحديد، حيث تمت إبادته تماماً، فعندما حضرت وجدت كل شيء انتهى، فاضطررت إلى بيعه خرد وكان مصدر دخلي الوحيد، وحالياً أعاني من الرسوم المدرسية بالرغم من أن هناك بنداً ينص على إعفاء أبناء المكفوفين ويتعاملون مثل أبناء المعلمين، فأصبح هذا الحق غير شامل للمكفوفين، وفي الوقت الراهن مطالب بدفع رسوم مدرسية قدرها 2100، وهذا بعد ذهابي إلى إدارة المدرسة وشرحت ظرفي، فتم تخفيض مائة جنيه رغم أن المدير السابق ذكر لي قائلاً: لو ظللت في هذا الكرسي تأكد أن ابنك سوف يدرس مجاناً، ولكن تم نقله.
إعاقة مزدوجة
حكاية من ذات الحكاية لمواطنة من منطقة الصحافة تعاني من إعاقة مزدوجة بمعنى كفيفة وفي ذات الوقت لا تستطيع الحركة بسبب بتر رجلها، ثم كان شرطها الأساسي تريد أن تتحدث في مكان بعيد من أعين الناس، وبررت ذلك بأنها تريد أن تأخذ راحتها في الحديث وبالفعل التقيت بها في إحدى مدارس الأساس بعد خروج الطالبات من المدرسة، كانت غاضبة جداً قالت: مشكلتي الأساسية أن هناك أحد المسؤولين ولا داعي لذكر الأسماء، أخذ مني أوراقي الثبوتية المتمثلة في الرقم الوطني، ورفض استرجاعه لي، أنا واثقة تماماً بأن رقمي الوطني مستفيد منه لخدماته الشخصية، وبعد مجادلات كثيرة جداً لم أصل معه إلى حل فاضطررت وبعد عناء باستخراج بدل فاقد، لأنني كنت أحتاج إليه في تجديد بطاقة التأمين الصحي، ورغم ذلك لم تجدد لي، ولا يوجد لها تجديد، وكنت في أمس الحاجة للبطاقة، لأنني أعاني من مرض السكري وأحتاج إلى الأنسولين، وأيضاً أحتاج إلى طعانات “حقن” وحبوب فايتمين، فاضطررت إلى استخراج البطاقة بطرق أخرى، لأن بطاقتي القديمة مازالت موجودة، وكلما ذهبت إلى مركز صحي سمير بالامتداد يتم طردي، وزادت: المسؤول بالاتحاد السابق طلبت منهم استخراج بطاقة إلى أخي لأنه معاق –أيضاً – ولا يستطيع الحركة فدفعت له رسوم البطاقة ولم تستخرج له، والشيء الغريب بعد فترة طلب مني ذات المسؤول دفع رسوم مرة أخرى من أجل تجديد بطاقة أخي، فقلت له: أخي لم يستلم بطاقة فكيف تجدد له؟ أين البطاقة أولاً ثم بعدها طالب بتجديدها، فهو يريد أن يأخذ قروش فقط، وللعلم أنا وأخي لم نكن ضمن الأسر التي يتم دعمها من ديوان الزكاة، ونعتمد اعتماداً كلياً على معاش الوالد الذي لا يتخطى الـ450 جنيهاً، فهل هذا المبلغ كاف بالنسبة لي وأخي؟.
متاريس
جمال مختار خضر، رئيس اتحاد محلية الخرطوم، ابتدر حديثه قائلاً: قبل أن أكون رئيساً للاتحاد، أولاً أنا مواطن عادي جداً متزوج وأعاني من داء السكري الذي بسببه فقدت نظري وليس لديَّ مصدر رزق، ولكن إخوتي وأخواني دائماً يمدون لي يد العون، وعندما أشاهد مصائب إخوتي المكفوفين تهون عليَّ مصيبتي، ففي هذه الشريحة من المكفوفين هناك نماذجاً كثيرة جداً تعيش حياة مستعصية، وعندما تشاهدهم ينفطر قلبك لهم، وعندما شرعت من أجل خدمة هذه الشريحة لم استطع تكملة هذه المهمة، لأن هناك متاريس كثيرة جداً موضوعة أمامنا حتى لا نخدم هذه الشريحة الضعيفة، فعندما كان اتحاد المكفوفين شيء واحد لم تكن هناك مشاكل تذكر ولكن بعد تقسيم الاتحاد على حسب المحليات، فهناك سبع محليات مثل محلية جبل أولياء والخرطوم وغيرها، فالخرطوم فيها أكثر من كفيف وكفيفة يتراوح عددهم مابين 300 إلى 400 عضو، ففيهم المتعففين المحتاجين، لم يطالبوا بحقهم، ورغم أن حقهم واضح ولا يحتاج إلى مطالبة، ولكن يظل الاتحاد مقسَّم إلى محليات فقط، بل أصبح مسيَّس ومقسَّم إلى أحزاب وجماعات هذا مؤتمر وطني وهذا إسلامي، وهكذا وبدلاً من تقديم الخدمات للمكفوفين وتسهيل أمورهم أصبح البعض منهم يخدم مصالحه الخاصة، وتركوا من لا حول لهم ولا قوة، فهناك مسؤولون وجدتهم قدموا طلبات لتوظيف أبنائهم، فحين أن هناك الكثير من المكفوفين الخريجين ومحتاجين إلى وظائف لإعالتهم، فهل تعلمي يا أستاذة هناك بعض المكفوفين لم يستطيعوا تجديد البطاقة الممغنطة حتى اليوم بسبب عدم توفر المال رغم أن البطاقة أصبحت لا تقدم أي خدمات للمكفوفين، فمثلاً في الماضي كان ترحيل المكفوفين مجاناً غير أن هناك ترحيلاً يأتي ثلاث مرات في الأسبوع من أجل ترحيل المكفوفين، ولكن الآن أصبح غير موجود، وهذا غير أن الكفيف يقف في الصفوف مثله مثل غيره من المواطنين العاديين عدا في السجل المدني، فهناك فقط نجد استثناءً، فنحن عندما استلمنا مسؤولية اتحاد محلية ولاية الخرطوم، طالبنا بأن يقوم الاتحاد السابق بتسليم وتسلم خلال خمسة عشر يوماً، ولم يحدث، وكل الذي استلمناه كان عبارة عن كشوفات بأسماء المكفوفين والختم، وظلت أشياء بحوزة الاتحاد السابق مثل الايصالات لم تسلم؟ لماذ؟ وهنا السؤال يطرح نفسه، لأن الاتحاد السابق كان يقوم بأخذ اشتراكات العضوية دون تسليم إيصال للعضو، وهذه الرسوم تمثل دعماً للاتحاد، لأن الاتحاد ليس لديه ميزانية ويعتمد على تسيير أموره على هذه الاشتراكات، وعندما طالبنا بتسليم الايصالات تماطل، وهناك أيضاً وسائل مساعدة للتعليم مثل: العدسات من المفترض أن تسلَّم للطلاب من أجل القراءة وأيضاً عصايات، ولكن الاتحاد الأسبق لم يسلمها للطلاب ولم يقم بتسليمها للاتحاد الجديد، فأين ذهبت هذه الأشياء؟ وللعلم العصا باهظة الثمن تقدر بحوالى 100 جنيه، فبعدها قمنا بتقديم استقالاتنا، طلبوا مننا الانتظار حتى بعد العيد، وقبل كذا يوم عندما ذهبنا من أجل القيام بالجمعية العمومية حدثت إشكالية كبيرة جداً، فهناك شخص لم يكن عضواً -وشرط العضوية، لابد أن يكون هذا الشخص كفيفاً ولا يستطيع التحرك إلا بالمعينات – ولكنه يستطيع أن يقطع الزلط لوحده ويعمل أشياء كثيرة جداً، فطالبناه بالبطاقة الشخصية، فرفض وطلب الأمين العام بأن استدعي الشرطة وعندما حضرت الشرطة تعاملت معي باعتباري أنني المتهم، واتهمتني بأنني أدعي العماء وصارت مشاجرة كبيرة انتهت بانحلال الجمعية، ونحن بنطلب من الحكومة أن ترحم هؤلاء المكفوفين، لأنهم يمثلون جزءاً من المجتمع ومشاركون في المحافل الحكومية وغير الحكومية، تجدهم حضوراً.
التيار